بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله ثم أما بعد

إخواني الفضلاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إننا الآن لا شك نحيا أزمنة ظلماء حلكاء كالصحراء الجرداء في ليلة من غير قمر

لكن دائما هناك بصيص من نور يراه الناس من قرب أو بعد

لكن هناك نور وهناك أمل يتجدد دائما أمامنا من وقت لآخر

إخواني

دائما يحيا كل شاب و فتاة يحبون هذا الدين ويعملون له على أمل

أمل أن يأتي ذلك اليوم الذي يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية

إخواني

نرى ذلك الأمل يتجدد كل عام وفي هذا الوقت من السنة

في موسم الحج

عندما نتذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم وقد اجتمع له زيادة عن مائة ألف مسلم ومسلمة

يلبسون لباسا واحدا ويرددون نداءا واحدا

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك

هنا تسكب العبرات

هنا نتذكر الماضي المجيد

نعم نتذكر الماضي الذي فصل بيننا وبينه الغرب

ماضي عز الإسلام والمسلمين

ماضي المجد والكرم

ماضي امة الإسلام المشرق

فصل بيننا وبينه أوهام الغرب ومحاولاته الدائمة في إن يشغلونا عن ماضينا

حتى لا نتعلم منهم ونسير على طريقهم فتعود تلك الأيام لنا

إخواني

في هذا الموسم وفي ظل تلك الذكريات نهمس في آذانكم بدرس أو بموعظة من آلاف المواعظ ومن ألاف الكلمات التي تفيد في إعادة مجد هذه الأمة

اهمس في أذانكم بتلك الآيات من قول الله تعالى في سورة القصص

((إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ {القصص/4} وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {القصص/5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ {القصص/6} وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ ))

لاحظ في هذه الآيات

كيف أن فرعون علا ظلمه في الأرض

وعندما أراد الله أن يمن على الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة

قال تعالى (( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ))

يا لها من عبره ودرس لنا جميعا

في استطاعتنا جميعا أن نقوم بذلك العمل

هذه إشارة إلى انه لو توفر في أمة من الأمم أمثال أم موسى تربي أمثال موسى فسيكون التمكين

أو نقول بلغة أخرى

لو توفر في جيلنا أمهات يقتدون بأم موسى( وأمهات وزوجات الأنبياء والصالحين )

وأطفال يتربون على الإقتداء بالأنبياء والصالحين

سيكون لهذا الجيل التمكين بإذن الله تعالى

هذا خطاب

لكل فتاة بالإقتداء بأمهات المؤمنين وأمهات الأنبياء و زوجاتهم والصالحات عامة

لكل شاب أن يقتدي بالأنبياء والصالحين

لكل شاب اختر لأولادك زوجة تربيهم على موائد الأنبياء والصالحين

قال تعالى

((أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ))




((وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ {القصص/6} وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ))