أسباب التنزيل في رحاب القرآن الكريم:
التلطيــخ بالدم.. جاهلية قديمـــة!!

* في بدء الخلق كانت الأرض كلها مغطاة بالماء وأول مكان انحسر عنه الماء موقع الكعبة. فأمر الله تعالي الملائكة ببنائها فوقه.. وهي نقطة البداية في خلق الأرض.. وأول بلدة علي الأرض هي مكة لذلك سميت( أم القري) وهي أحب أرض الله إلي الله تعالي كما قال المصطفي صلي الله عليه وسلم.

* أطلق عليها العرب إلي جانب اسم( مكة) لأنها تمك الذنوب أي تزيلها اسم بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة أي تدقها وما قصدها جبار بسوء إلا قصمه الله تعالي كما حدث لأبرهة.. وسميت( أم رحم) لأن رحمة الله سبحانه تتنزل عليها وصلاة بها تعدل مائه ألف في غيرها.. وسميت( الحاطمة) لأنها تحطم كل من أرادها بسوء أو استخف بحرمتها.

لذلك مكة كلها حرم والصلاة فيها تماثل الصلاة في ساحة الكعبة المكرمة.

* سيدنا إبراهيم عليه السلام أكثر من يعلم أن الله فوق الأسباب إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.. لأنه خرج من النار لم يمسسه سوء وترك زوجته أمنا هاجر وابنها الرضيع إسماعيل عليهما السلام في الصحراء بواد غير ذي زرع فلم يمسسهما سوء. رغم هذا فإنه( ببشريته) استغرب أمر الله له بأن يؤذن ويدعو الناس للحج بعد أن أعاد بناء الكعبة وهو وحيد وسط صحراء جرداء..

قال سيدنا إبراهيم عليه السلام: وما يبلغ صوتي؟!
فقال الله تعالي: عليك الأذان وعلينا الإبلاغ.. فوقف فوق الصخرة المعجزة الموجودة بجوار الكعبة الآ ن ويطلق عليها

( مقام إبراهيم) والتي كان يقف عليها عند بناء الكعبة فتصعد به وتهبط كأنها مصعد.. وصارت كأطول الجبال ودار يمينا وشمالا وشرقا وغربا ونادي:

(ياأيها الناس ألا إن ربكم قد بني بيتا وكتب عليكم الحج إلي البيت فأجيبوا ربكم). وجاء الناس بالملايين كما ذكر الله تعالي:

وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود. وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق. صدق الله العظيم

* استحالة أن تكون من قبيل المصادفة.. حركة الكواكب حول الشمس وحركة الإلكترونات حول النواة في الذرة وحركة الناس حول الكعبة و كلها عكس عقارب الساعة في نظام واحد لخالق واحد سبحانه..

ومع قداسة الكعبة إلا أن حرمة المسلم عند الله أعظم.. مصداقا لقول النبي صلي الله عليه وسلم عندما وقف أمام الكعبة: أعلم أن الله زادك تشريفا وتعظيما ولكن حرمة المسلم عند الله أعظم منك

* كانوا في الجاهلية يهتمون بالمظهر علي حساب الجوهر في تقديسهم للكعبة فكانوا يطوفون حولها عرايا( رجالا ونساء) دون ثياب ارتكبوا بها ذنوبا إن لم يعرهم احد من قريش ثيابا.. وكانوا يطلقون علي أهل قريش( الحمس) أي المتحمسين والمتمسكين بدين الآباء!!.

كما كانوا يذبحون الذبائح لإطعام الناس ولا يأكلون منها ويغمسون أيديهم في دمائها ويلطخون بها الكعبة تقربا إلي الله وقال المسلمون نحن أولي منهم بذلك وهو ما يفعله البعض حتي الآن علي بيوتهم منعا للحسد وتقربا إلي الله.. كما كان المسلمون الأوائل يتحرجو ن من الركوب عند الذهاب إلي الحج ويتحرجون من التجارة في أيامه.

فنهي الإسلام عن كل ذلك ونزل قوله تعالي:
ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير.. وقوله تعالي لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم.
صدق الله العظيم

* وقد عظم الرسول صلي الله عليه وسلم ثواب الحج فقال: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة وقال: من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه وكان الناس في الجاهلية إذا حجوا فإن بعضهم يقف بعرفة وبعضهم بمزدلفة وكان بعضهم يحج في ذي القعدة وبعضهم في ذي الحجة.. فأمر الله تعالي باتباع النبي صلي الله عليه وسلم في المناسك وتوقيتها ونزل قوله سبحانه وتعالي:

الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله
صدق الله العظيم

جزاك الله خير

جزانا وإياكم وشكرا ع مرورك الكريم يا أسماء