جبال من الغيوم
نرى في
هذه الصورة التي تم التقاطها من فوق سطح الأرض
غيوماً ركامية تشبه قمم الجبال،
ويقول العلماء إن ارتفاع هذه الغيوم يبلغ آلاف الأمتار،
بل ويشبهونها
بالجبال العالية لأن شكلها يشبه شكل الجبل،
أي قاعدتها عريضة وتضيق مع الارتفاع
حتى نبلغ القمة.
ويؤكد العلماء أن مثل هذه الجبال من الغيوم
هي المسؤولة عن
تشكل البرَد ونزوله،
والبرد لا يتشكل إلا في مثل هذه الغيوم.
لقد أكد القرآن
هذه الحقيقة في زمن
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذه الغيوم،
بل وشبهها الله
بالجبال، يقول تعالى:
(وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ
بَرَدٍ
فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ
يَكَادُ
سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
فسبحان الذي
يعلم السر وأخفى،
إن هذه الحقيقة تشهد بأن
هذا القرآن كلام الله تعالى
ومعجزته الخالدة!
غيوم ثقيلة
لقد أثبت العلماء أن الغيوم في السماء تزن ملايين
الأطنان
إذن هي ثقيلة جداً،
ويتساءلون اليوم ما الذي يجمع بين هذه
الغيوم
ومن الذي يؤلف بين ذراتها،
وما الذي يبقيها معلقة في السماء دون أن
تتشتت وتتبعثر؟!
ولكنهم لم يجدوا جواباً حتى الآن،
أما كتاب الله تعالى فقد
أعطانا الجواب على ذلك بقوله تعالى:
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ
ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ
وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ
مَنْ يَشَاءُ
وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ
بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
الرياح والمطر
قال تبارك وتعالى:
(وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ
مَاءً
فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
يقول الإمام ابن كثير: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ
لَوَاقِحَ) أي تلقح السحاب فتدر ماء، وتلقح الشجر
فتفتح عن أوراقها
وأكمامها،
وذكرها بصيغة الجمع ليكون منها الإنتاج بخلاف الريح العقيم،
فإنه
أفردها ووصفها بالعقيم وهو عدم الإنتاج،
لأنه لا يكون إلا من شيئين فصاعداً.
واليوم يؤكد العلماء أنه لولا الرياح لم ينزل المطر
لأن تيارات الهواء تحمل
نويات الكثيف (ذرات من الغبار والملح) وتقحمها داخل بخار الماء في طبقة الجو
الباردة
فتتكثف جزيئات الماء حولها وتتشكل الغيوم والمطر،
فسبحان
الله!
التراب الطهور
لقد اكتشف العلماء أشياء كثيرة في حقول العلم
المختلفة،
وربما يكون من أعجبها أنهم وجدوا بعد تحليل التراب الأرضي
أنه يحوي
بين ذراته مادة مطهرة!!
هذه المادة تستطيع القضاء على الجراثيم بأنواعها،
وتستطيع القضاء على أي ميكروب أو فيروس.
وحتى تلك الجراثيم التي تعجز المواد
المطهرة عن إزالتها،
فإن التراب يزيلها! هذه الخاصية المميزة للتراب
تجعل
منه المادة المثالية لدفن الموتى،
لأن الميت بعد موته تبدأ جثته بالتفسخ
وتبدأ مختلف أنواع البكتريا بالتهام خلاياه،
ولو أنه تُرك دون أن يُدفن
لتسبب ذلك بالعديد من الأوبئة الخطيرة. ولكن رحمة الله بعباده أن خلقهم من تراب،
وسوف يعودون إلى التراب.
ومن معجزات النبي الكريم عليه
الصلاة والسلام
أن له حديثاً يؤكد فيه أن التراب يطهر،
فقد
رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال:
(إذا ولغ الكلب
في الإناء فاغسلوه سبع مرات
وعفروه الثامنة في التراب) [رواه مسلم].
ومعنى (ولغ) أي شرب أو أدخل فمه في الوعاء،
ونحن نعلم بأن لعاب الكلب
يمتزج دائماً بعدد من الجراثيم
وقد تكون خطيرة، وإذا ما شرب الكلب من الماء
ثم شرب منه الإنسان فقد يُصاب بهذه الأمراض.
وقد أثبتت التجارب أن
المواد الموجودة في تراب الأرض
تستطيع القضاء على مختلف أنواع الجراثيم.
وإذا علمنا بأن الكلاب تحمل عدداً من الجراثيم الخطيرة
في لعابها وأمعائها،
وعندما يشرب الكلب من الإناء
فإن لعابه يسيل ليختلط مع الماء الموجود في هذا
الإناء
ويبقى حتى بعد غسله بالماء. لذلك بعد غسله سبع مرات بالماء
يبقى
القليل من الجراثيم التي تزول نهائياً
بواسطة التراب الذي يُطهِّر الإناء
تماماً.
ومعنى (عفّروه) أي امسحوا الوعاء
بالتراب
بشكل يمتزج جيداً مع جدران الوعاء.
وهذه الطريقة تضمن انتزاع ما بقي
من جراثيم
بواسطة هذا التراب.
فالتراب له قابلية كبيرة جداً للامتزاج
بالماء.
وبعد غسل الوعاء بالماء يبقى على جدرانه بعض الجراثيم،
ولذلك لا بدّ
من إزالتها بحكّها جدياً بالتراب،
وسبحان الله! كيف عرف هذا الرسول
الكريم
أن في التراب مواد تقتل الجراثيم؟
البروج الكونية
يقول تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي
السَّمَاء بُرُوجاً) [الفرقان: 61].
وأقسم بهذه
البروج فقال: (والسماء ذات البروج) [البروج:
1].
في كلمة (بروجاً) تتراءى لنا معجزة
حقيقية في حديث القرآن
عن حقيقة علمية بدأ علماء الغرب اليوم باكتشافها،
حيث
نجدهم يطلقون مصطلحات جديدة مثل الجزر الكونية
والبنى الكونية والنسيج الكوني،
لأنهم اكتشفوا أن المجرات الغزيرة التي تعدّ بآلاف الملايين
وتملأ الكون
ليست متوزعة بشكل عشوائي،
إنما هنالك أبنية محكمة وضخمة من المجرات
يبلغ
طولها مئات الملايين من السنوات الضوئية!
فكلمة (بروجاً) فيها إشارة لبناء عظيم
ومُحكم وكبير الحجم،
وهذا ما نراه فعلاً في الأبراج الكونية
حيث يتألف كل
برج من ملايين المجرات
وكل مجرة من هذه المجرات تتألف من بلايين النجوم!!
فتأمل عظمة الخالق سبحانه وتعالى.
نهاية الشمس
تخبرنا القياسات الحديثة لكتلة الشمس
وما تفقده كل ثانية
من وزنها بسبب التفاعلات الحاصلة في داخلها
والتي تسبب خسارة ملايين الأطنان كل
ثانية!
هذه الخسارة لا نحسُّ بها ولا تكاد تؤثر على ما ينبعث من أشعه
ضوئية
من الشمس بسبب الحجم الضخم للشمس.
ولكن بعد آلاف الملايين من السنين
سوف تعاني الشمس من خسارة حادة في وزنها
مما يسبب نقصان حجمها واختفاء جزء
كبير من ضوئها،
وهذا يقود إلى انهيار هذه الشمس.
وهنا نجد البيان القرآني
يتحدث عن الحقائق المستقبلية بدقة تامة،
يقول
تعالى:
(إذا الشمس كُوِّرت) [التكوير: 1].
وهذا
ثابت علمياً في المستقبل،
إنها معجزة تشهد على إعجاز هذا
القرآن.
البناء الكوني والمجرات
يوجد مثل هذه المجرة في الكون أكثر من مئة ألف مليون
مجرة!!
ويقول العلماء إنها تشكل بناء كونياً Cosmic Building
وهذه الحقيقة
تحدث عنها القرآن بقوله تعالى:
(والسماء بناء) [البقرة: 22]
وكلمة (بناء) تمثل معجزة
علمية للقرآن
لأن العلماء لم يطلقوا مصطلح البناء الكوني إلا حديثاً
جداً!
صوت من الثقوب السوداء
هذه صورة ملتقطة من قبل وكالة الفضاء الأمريكية
وتظهر فيها
الأمواج الصوتية التي ينشرها الثقب الأسود.
نرى في مركز الصورة ثقباً
أسوداً
(طبعاً الثقب الأسود لا يُرى ولكنه رُسم للتوضيح)
ومن حوله سحابة
هائلة من الدخان،
وقد أحدث الصوت الذي ولَّده الثقب الأسود موجات في هذا
الدخان.
وينبغي أن نعلم أن جميع النجوم أيضاً تصدر ذبذبات صوتية،
بل إن
النباتات والحيوانات جميعها تصدر ذبذبات صوتية،
وكأن هذه المخلوقات مسخرة لتسبح الله تعالى القائل:
(تُسَبِّحُ
لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ
إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ
تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ
كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44].
المنطقة التي غُلبت فيها
الروم
نرى في هذه الصورة أخفض منطقة في العالم،
وهي المنطقة
التي دارت فيها معركة بين الروم والفرس وغُلبت الروم،
وقد تحدث القرآن عن هذه
المنطقة
وأخبرنا بأن المعركة قد وقعت في أدنى الأرض
أي في أخفض منطقة على وجه
اليابسة، فقال تعالى:
(الم (1)
غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ
وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ
سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ
لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ
بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4)
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ
مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ
اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6)
يَعْلَمُونَ
ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)
[الروم: 1-7].
وقد ثبُت بالفعل أن منطقة البحر الميت
وما حولها
هي أدنى منطقة على اليابسة!!
يتبــع..