الشمس ... أيتها الشقراء البهية .... كل صبح تشرقين بطريقة فنية... وترسلين أشعتك الذهبية ...



التي تدفعنا إلى الحياة بكل حيوية... و التمتع بها وبأنغامها بكل حنية ... فهي لا تترك مكانا إلا و دخلته ...


لتزرع فيه حلاوة الأيام ...وتنعمه بدفء الأحلام ...وتبعد عنه هواجس الليل و الظلام... و قسوة الحزن و كآبة الأوهام ...


فتتسلل ذات يوم إلى غرفتي ... لتحط متاعها على وجهي ... وتدغدغ بأناملها الرفيعة عيناي ...


فأفتحها فإذا بصورتها أمامي ... فتمد يدها أليا لتأخذني ... وتجعل مني طائرا أحلق في السماء ...


لأرى مناظر في غاية البهاء ... وتسافر بمخيلتي العرجاء... إلى مدينة التي تتحقق فيها كل الآمال و الرجاء...


وتنسيني تلك الأيام البلهاء ...نعم انها مكة المكرمة ...



عزيزي القارئ :


منذ ولادة المرء وهو يركض وراء هذه الدنيا ... اتبع نفسه وشهواته الغير منتهية ...


وجمع ما استطاع على جمعه من المال ... لكن في النهاية انتهى به الأمر كأي انسان ...


فلم يذهب معه لا ماله ولا ثرواته ولا أحبابه ولا شركاته ... انما رافقته أفعاله الى مكان يدخله الجميع انه القبر ...


هذا المكان الموحش الذي هو القيامة الصغرى ... فان نجح في اجتيازه كان الآتي يسيرا جدا له ...


فأمسك قلمي وأبدأ بالكتابة ككل مرة ... ثم تحاسرني مجموعة من الأسئلة ...


فأسأل نفسي لماذا يتغير الانسان ... لماذا بمجرد اكتسابه لمال أو جلوسه في مكتب احدى الشركات يصبح ...


شخص آخر وكأنك لم تعرفه أبدا...


أعلم أن النفس أمارة وأنها دوما متعلقة بشهوات الدنيا ...


لكن من المفروض أن لها حدود ... فالرجل الذي يصل الى أيامه الأخيرة ...


ويتقدم به العمر ويبقى محتضن لهذه الدنيا ... لا أدري كيف يفكر؟


لماذا لا يركن الى زاوية من زوايا المسجد ؟...


ويتوب الى الله عز وجل ... لماذا لا يحمل نفسه ويذهب للحج ويطلب المغفرة منه جل شأنه ؟...


مادام قادرا على الحركة أم ينتظر حتى تغلق أبواب التوبة ويصبح من النادمين ...


تغير كل شيء في هذه الدنيا ... فالمعصية أصبحت جهارا ... حتى الفئة التي من المفروض أن تكون مرشدة ...


تجدها أشد عصيانا ومتلهفة على الحياة وكأنها ستخلد ... كيف سينظر شاب في مقتبل العمر ...


الى هذه الحياة ان كان من أكبر منه متلهف عليها ... هل سيتعقل هو ويتبع طريق الله ...


نعم يوجد من يحكم عقله لكن الأغلبية لا ... أتذكر في شخص قال لي ذات يوم :


ان المؤسسة تأكل حقه فلابد له أن يفعل أي شيء لاسترجاع حقه ...


فماذا فعل ؟ أخذ يسرق في الأجهزة ويبيعها ... لن تستطيع اقناعه فالشيطان قد استحوذ عليه ...


ونفسه أصبحت جامدة كجماد المال ... وغيره كثيرون وفي كل المجالات ...


أصبح اليوم الشاب لا يخاف الله ...


قسى قلبه وتحجر وكل مايريده هو المادة وفقط ... انه واقعنا المرير لا أدري ماذا أقول ...


تلتفت الى الشباب فتجدهم في حالة يرثى لها ... تلتفت الى من هم أكبر فتجدهم أشد وأعظم ...


يا رب ما هذا الزمن الذي نحن فيه ... أين نحن من الاسلام أين هو ديننا الحقيقي ...



في هذا الأسبوع كنت في جنازة أحد الأقارب .. ما شاء الله آخر كلماته الصلاة ...


حتى أنه وفي مرضه كان يحمل الى المسجد لتأدية هذه العبادة العظيمة من طرف أولاده ...


صلى عليه الكثيرون وكلمات الترحم والثناء بلغت السماء ... سيرته أكثر من طيبة شيء جميل نعم ...


بل رائع هل هذ الرجل رحمه الله ليس له قلب ليست له شهوة ...


لا أظن ذلك فهو بشر مثلنا لكنه تحكم في غرائزه ... ولم يدع فرصة للشيطان للولوج الى قلبه ...


وأمثاله كثيرون يحبون الله حقا ويسيرون على نهج حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ...


فالاشكالية فينا نحن نعن نحن ... اتبعنا الشهوات وتركنا الطريق المستقيم ...


هل كل واحد منا ضمن الجنة ؟ ... هل اذا جاء ملك الموت نقول له انتظر لحظة ؟...