باراك حسين أوباما شخصية قلما نجدها حيث قوة الشخصية والبساطة الشديدة
أيضا شخصية تدخل القلوب عندما تراها وأنا أشاهده تذكرت الزعيم جمال عبد
الناصر حسين رحمه الله، لقد رأيت فى أوباما قوة شخصية جمال عبد الناصر،
حيث الحماسة فى إلقاء الخطاب.. ترتيب الكلام فى عقله وذهنه الحاضر.. حبه
للشعب والوطن وحبة للعزة والكرامة، وأيضاً تذكرت الرئيس محمد أنور السادات
رحمه الله فى خطابه الجميل داخل الكنيست الإسرائيلى.
أعرب أوباما فى خطابه عن أمله فى بداية جديدة بين الولايات المتحدة
الأمريكية وبين العالم الإسلامى على أساس المصالح المتبادلة والاحترام
المتبادل، وقال: إننا لسنا فى حرب مع الإسلام، وقد استدل فى خطابه بآيات
من القرآن "وقولوا قولا سديدا" تدليلا على ضرورة العمل بشكل جيد وسديد
وقال "إن أمريكا لن تكون فى حرب ضد الإسلام، ونرفض التطرف وقتل النساء
والأطفال" واستشهد بآية قرآنية أخرى "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى
الأرض فكأنّما قتل النّاس جميعاً ومن أحياها فكأنّما أحيا النّاس جميعاً".
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى "يتقاسمان المبادئ نفسها مبادئ العدالة والتقدم، التسامح والكرامة لكل البشر".
أعرب أوباما عن ثقته فى أن الصراحة وإنصات الطرفان لبعضهما البعض والتعلم
من بعضنا البعض واحترام بعضنا البعض ستقودنا إلى أرضية مشتركة. فكما
يخبرنا القرآن الكريم, يجب دائما أن نقول الحقيقة".
وعندما تحدث أوباما عن خبرته الشخصية مع الإسلام حيث أوضح أن والده الذى
انحدر من أسرة كينية , كان بينها مسلمون , كما أنه قضى سنوات من طفولته فى
إندونيسيا حيث سمع آذان الفجر والمغرب نجد فى كلامه هذا احترامه الشديد
للإسلام والمسلمين وأشاد بالأزهر الشريف وقال إنه مهد لعصر النهضة
الأوروبية" وأكد على أن الإسلام برهن على مدار العصور على روح التسامح
الدينى والمساواة العرقية.
وقال "أشعر بالفخر بأن أكون فى مدينة القاهرة، وأن أكون فى ضيافة مؤسستين
بارزتين، حيث وقفت جامعة الأزهر منذ أكثر من ألف عام كمنارة للعالم
الإسلامى، وتعد جامعة القاهرة منذ أكثر من قرن مصدرا للتقدم فى مصر. وأضاف
"أنهما معا تمثلان التناغم بين التقاليد والتقدم.. إننى ممتن لكرم
ضيافتكما وكرم ضيافة شعب مصر".
وقال أوباما إن "هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 والجهود المستمرة لهؤلاء
المتطرفين للقيام بأعمال عنف ضد المدنيين دفعت البعض فى بلادى لرؤية
الإسلام كعدو، ليس فقط لأمريكا والدول الغربية بل أيضا لحقوق الإنسان".
وفيما يخص الشأن الفلسطينى، قال أوباما إن الاستمرار فى بناء المستوطنات
الإسرائيلية ليس شرعيا"، وأن قيام دولة فلسطينية من مصلحة إسرائيل وفلسطين
وأمريكا والعالم, موضحا أن بلاده لن تدير ظهرها للتطلعات المشروعة للشعب
الفلسطينى إلى دولة خاصة به"، مضيفا أن الحل الوحيد هو دولتان يعيش فيهما
الإسرائيليون والفلسطينيون فى سلام وأمن.
فيما يخص الملف النووى الإيرانى، قال أوباما إن الخلاف مع إيران بشأن
البرنامج النووى فى "منعطف حاسم"، موضحا أن الولايات المتحدة تريد التقدم
بدون شروط وعلى أساس الاحترام المتبادل مع إيران.
وأضاف "إننى اعترف بأن التغيير لا يمكن أن يحدث بين ليلة وضحاها, وإننى أؤكد أنه لا يمكن لحديث واحد أن يزيل سنوات من انعدام الثقة".
وقال "إننى مقتنع أنه من أجل التحرك قدما يجب أن نقول بشكل واضح ومعلن
لكلينا الأشياء المكنونة فى صدورنا والتى تقال غالبا خلف الأبواب المغلقة".
وفى النهاية أو أن أقول إن أوباما كان واضحا عليه الصدق فى كل كلامه، وأنه
يأمل فى أن يكون دائما الاحترام المتبادل بين الإسلام والولايات المتحدة
الأمريكية ونحن أيضا نأمل فى هذا ونأمل أيضا فى تحقيق دولة فلسطينية ونأمل
فى أن يكون لكل إنسان فى العالم الحق فى أن يعيش عيشة كريمة بدون حروب
ودماء وقتل الأبرياء وأن نرى صورة جديدة بدون قسوة مثلما رأينا من قبل فى
كثير من الحروب التى دامت ولا زالت موجودة ونحن جميعا نعلم أن هذا لن
يتحقق فى يوم وليلة ولكن مازالت الأمانى ممكنة.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=107572&SecID=190&IssueID=62
خالد ياسر
0114713828