كادت تتحقق المفاجأة.. ويتعادل منتخبنا مع البرازيل لولا الحكم الإنجليزي هواردويب الذي تراجع عن قراره واحتسب ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة برغم أنه كان قد احتسب ضربة ركنية ليحرمنا من تعادل مستحق كان في متناول أيدينا لنخرج بهزيمة مشرفة أمام منتخب البرازيل بطل العالم خمس مرات وحامل لقب بطولة القارات مرتين وبأسماء نجومه الرنانة الذين يساوون المليارات في أسواق الكرة العالمية.. تفوق زيدان وأبوتريكة علي كاكا وروبينيو.. والأهم من كل ذلك أن منتخبنا بدأ يستعيد ثقته في نفسه ويستعيد ثقة جمهوره بعرض رائع أمام نجوم السامبا والذين تاهوا في الشوط الثاني.. لكن الأهم أن يستمر نجومنا في هذا المستوي أمام إيطاليا ومن بعدها أمريكا.. فالقادم أصعب ويحتاج إلي جهود مضاعفة بعد أن عرف المنافسين قدر لاعبينا الذين أخرجوا ما في جعبتهم من فن ومهارة وذكاء.
انتقل منتخبنا ظهر أمس من مدينة بلومفونتين الصغيرة إلي جوهانسبرج الكبيرة والصاخبة.. ليبدأ رحلة جديدة للدفاع عن اسم الكرة المصرية والإفريقية أمام المنتخب الإيطالي بطل العالم في موقعة حرجة علي استاد إيليس بارك غدا.. وبدأ الجهاز من الأمس فتح ملف إيطاليا للتعرف علي نقاط قوته وضعفه وإن كان ليس به نقاط ضعف في ضوء شريط مباراته مع الولايات المتحدة والتي فاز فيها 3/1 بعد أن كان مهزوما بهدف من ضربة جزاء في الشوط الأول.
في نفس الوقت سيعالج المعلم الأخطاء التي وقعت في مباراة البرازيل والتي جاءت معظمها من الضربات الثابتة والركلات الركنية.
المعلم.. يتكلم
قال حسن شحاتة إن مباراة إيطاليا قد تكون أصعب من مباراة البرازيل لأن "الطلاينة" أساتذة في التكتيك الدفاعي ويملكون القوة في الأداء ولن يتركوا لنا المساحات.. لكننا جاهزون للمواجهة بالدفعة المعنوية الكبيرة من العرض الجيد أمام البرازيل.. ولا أخفي أننا بدأنا نطمع في التأهل للمربع الذهبي برغم صعوبة الوقت.
وبقدر سعادة حسن شحاتة بهذا العرض الرائع وفرحته بعودة معظم اللاعبين لمستواهم إلا أنه كان حزينا لضياع نقطة غالية ومهمة في الدقيقة الأخيرة من المباراة.. وقال إن فريقه كان يستحق التعادل علي الأقل لأنه كان الفريق الأفضل والأخطر والأكثر وصولا لمرمي المنافس وضياعا للفرص ولكن التوفيق حالفنا في هدف التعادل الذي لم يتأخر كثيرا.. وبدأ زيدان وأبوتريكة وباقي اللاعبين التركيز في الملعب.. لكنني أصبت بالهلع بسبب الهدفين الثاني والثالث للبرازيل وجاءا من ضربتين ثابتتين برغم أننا تدربنا علي مواجهة الضربات الثابتة كثيرا لأننا كنا ندرك خطورتها عند البرازيليين.
وبين الشوطين قلت للاعبين: ليس هناك ما أريد أن أقوله.. فقط أقول دافعوا عن سمعة بلادكم ولا نريد هزيمة ثقيلة.. وبصراحة لم أكن أتخيل رد فعل اللاعبين في الشوط الثاني وهذا الأداء الراقي والهدفين الجميلين لكل من محمد شوقي وزيدان والتألق غير العادي لأبوتريكة وزيدان وأنني سعيد جدا بأدائهما ولا أبالغ إذا قلت إنني استمتعت بأدائهما.
وكنا نتساءل نراقب من.. ونترك من؟!.. وكان لابد من وضع طريقة تتناسب مع إمكانياتنا وإمكانياتهم ونحافظ علي ألا تكون النتيجة ثقيلة لذلك رأينا أن رقابة أهم أربعة لاعبين وهم كاكا وروبينيو ولويس فابيانو وبايانو بطريقة جماعية ووجود أكبر عدد من اللاعبين في منطقة الوسط ونقابلهم في نصف ملعبهم. وعن التشكيل قال إننا اتفقنا أيضا علي نفس التشكيل الذي بدأنا به مباراة الجزائر باستثناء أحمد حسن الذي بدأ المباراة بدلا من عمرو زكي فإننا نؤمن بلاعبينا ولا تهتز ثقتنا فيهم.. فهم يملكون الخبرات والإرادة وإذا تهيأت لهم الظروف الجيدة يتألقون.. وسنلعب بنفس التشكيل في مباراة إيطاليا.
ينتقل حسن شحاتة إلي اللحظات الأولي للمباراة والهدف المبكر جدا لكاكا ويقول إنه جاء من خطأ دفاعي بسبب حمي البداية وأن هذه النقطة المفقودة كانت كفيلة بأن تقربنا كثيرا من تحقيق هدفنا الذي لن نتنازل عنه بسهولة.
مشاعر متباينة
كان واضحا أثناء حديثه أن حسن شحاتة كان يعاني من الكثير من الهموم منذ الهزيمة في مباراة الجزائر وكشف عن المشاعر المتباينة التي انتابته قبل وأثناء وبعد المباراة.
قال إنه عاش قبل المباراة مع زملائه في الجهاز الفني واللاعبين حالة قلق شديد وكانت الضغوط كبيرة منذ هزيمة الجزائر وقبل التعادل مع زامبيا وكان لابد من اجتياز هذه الأزمة لذلك كنا نتحدث مع لاعبينا ونطالبهم بالعودة إلي مستواهم وتأكيد جدارتهم وقلت لهم عيشوا أجواء البطولة وتمتعوا باللعب أمام أبطال العالم البرازيل وإيطاليا فليس هناك ما تخسرونه.. ومع ذلك فقد كنت مع زملائي في الجهاز شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان نفكر في الخطة والطريقة التي نواجه بها البرازيل وبصراحة فإنني سعيد بكل اللاعبين لأنهم تفوقوا علي أنفسهم وأخص بالذكر وائل جمعة الذي كان في قمة مستواه وأنقذ هدفا مؤكدا من أمام كاكا.. وكذلك هاني سعيد وأحمد سعيد أوكا الذي يعتبر إضافة مهمة للفريق وباقي اللاعبين أحمد فتحي وسيد معوض ومحمد شوقي وحسني عبدربه وأحمد عيد عبدالملك وأحمد المحمدي.. كلهم كانوا ممتازين.
نقطة التحول
وعن إشراك أحمد عيد عبدالملك بدلا من أحمد حسن والذي كان نقطة تحول قال حسن شحاتة: فعلا إنه كان نقطة تحول وهذا لا يقلل من شأن أحمد حسن فقد لعب وبذل جهدا كبيرا واللاعبون يكملون بعضهم البعض.. ونفس الشيء عن تغيير أحمد المحمدي بدلا من حسني عبدربه والذي صاحبه تغيير في وسط الملعب بمشاركة أحمد فتحي بجوار محمد شوقي.
* وسألنا حسن شحاتة هل تفتقد الغائبين؟
** أجاب: بالفعل نحن نفتقد عمرو زكي وعماد متعب ومحمد بركات كثيرا وكان وجودهم معنا في هذه البطولة سيعطينا قوة أكبر.. وحظهم السيئ أنهم تعرضوا للإصابة وفقدوا فرصة نادرة للعب في هذه الأجواء وأمام فرق عالمية كنا نتمني أن نلعب معها وديا وبمبالغ كبيرة ولم نستطع.. وعموما كنت أتمني أن يؤجل الكثيرون هجومهم علي المنتخب ويؤجلوا الحساب إلي نهاية المشوار فنحن نحتاج في المرحلة القادمة إلي مساندة الجميع وخاصة من الإعلام.
* ولكن الإعلام يتهمك بأنك تحاول منعه من أداء مهمته؟
** هذا كلام غير صحيح فإنني أحترم الإعلام وأقدر دوره ولكن هناك أمور خاصة بتسويق حقوق يقوم بها مسئولو الاتحاد.. وهناك ظروف نحتاج إلي التركيز وخاصة قبل المباريات المهمة.. والمطلوب أن يتفهم الإعلام ظروفنا.. ويلتمسوا لنا الأعذار.. بدلا من إلقاء التهم علي المحطات الفضائية والهجوم الشخصي بطريقة مستفزة من البعض.
* أخيرا ماذا يخيفك في منتخب إيطاليا؟
** قال: إنهم يجيدون ألعاب الهواء.. ويقلقني أيضا مهاجمهم الفذ لوكاتوني.. وطريقتهم الفريدة في التأمين الدفاعي.