المقال ده يا جماعة
منقول عن موقع فى الجول
أنا من ساعة ما قريته
وأنا ما بطلتش ضحك
من أول سطر لغاااية آخر المقال
هاسيبكم مع المقال
ومستنى ردركم على أحر من الجمر
| |
محمود بكر |
|
غرفة معيشة في شقة بسيطة بحي شعبي في مدينة مارسيليا الفرنسية ، ينبعث صوت ببير كانيون أشهر المعلقين الفرنسين في السبعينات من التلفزيون الذي يشاهده مهاجر من أصل جزائري ، يجري ولده البالغ من العمر ست سنوات تجاه الشاشة ليكاد يلتصق بها ، محاولاً الإنصات ، فقط الإنصات.
زين الدين الذي يقترب من سن السابعة والثلاثين الآن يتذكر هذه اللحظات :"عندما كنت ألعب وأنا صغير كان هناك صوت يدور في داخلي ، لم يكن صوتي ، بل كان صوت ببير كانيون ، كنت أهرع من غرفتي للاستماع لصوته ، كنت أحاول أن أقترب من الشاشة قدر الإمكان ، لأطول فترة ممكنة ، لم يكن يتعلق الأمر بكلماته ، ولكن بطبقة صوته ، بلكنته ، بالأجواء المحيطة به .. كل شيء".
هذه هي "ربما" أهم 15 جملة تعليق تاريخية من "زملاء مصريين" لبيير كانيون التصق بها الملايين مدار آخر 35 عاماً .. من محمد لطيف حتى عصام عبده!
محمد لطيف:"كل الدنييييا!" .. مصر – تونس 25 نوفمبر (تصفيات كأس العالم 1978)
إحراز هدف بالنسبة لمحمد لطيف هو على الدوام "كل الدنيا" ، صوت رجل يسقط من الدور السادس ، يختفي بين مشهد الطوفان التقليدي لنشوة 100 ألف متفرج بملعب القاهرة ، والجرعة هنا مضاعفة عقب هدف الخطيب التاريخي ، الصوت يأتي ويختفي ليس فقط لتواضع الإمكانات التقنية آنذاك ، ولكن لأن لطيف هو تلك الصورة الكلاسيكية للرجل الجالس على كرسي من الخوص ، أمامه منضدة خشبية وشمسية بحر فقيرة وميكروفون معدني عتيق ، وسط لا يقل عن ألف متفرج لا يترددون في المشاركة في التعليق وتبادل أطراف الحديث مع المعلق نفسه على الهواء.
ربما يسخرون من عدم معرفته بأسماء بعض اللاعبين على أرض الملعب ، أو مصطلحاته المتكررة ، أو طبقة صوته المرتفعة على الدوام ، ولكن سيظل أسلوبه هو "الحمض النووي" لمعظم الناطقين بالعربية خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة ، نفس المؤثرات الصوتية ، كيف يندمون على فرصة ضائعة وكيف يصرخون عندما يتم إحراز هدف ، مازجاً بين الصرامة الإنجليزية التقليدية وهيستيريا معلقي أمريكا اللاتينية ، وفي عصر حجري على المستوى المعلوماتي كان لطيف هو النافذة االوحيدة للتعرف على أسماء برايتنر أو لاتو أو نيسكنز في عالم لم يكن به أي"واي فاي زوون".
على زيوار: "إيه الطعامة دي؟!!" .. البرازيل – الأرجنتين 2 يوليو (نهائيات كأس العالم 1982)
لمدة أسبوعين كاملين ظل على زيوار في صدام كامل مع كل من تسول له نفسه بنطق اسم النجم البرازيلي فالكاو ، مشدداً على أن اسمه "فالساو" ، ليصبح الأمر مدعاة للسخرية بين الجميع ، حتى حانت اللحظة التي مرر فيها زيكو كرة بديعة لزميله جونيور حطم بها الدفاع الأرجنتيني بأكمله ، مهدياً الهدف الثالث لسيرك تيلي ساناتنا الشهير في مطلع الثمانينات ، و لا يجد زيوار بصوته المبحوح سوى استخدام جملته الشهيرة في الغزل العفيف ، في نغمة شعبية قادمة للتو من عالم مدرجات الدرجة الثالثة الذي كان يضعه زيوار في اعتباره مع كل 90 دقيقة يعلق عليها ، نغمة مازال يحاول ثلاث أرباع الجيل الحالي مجرد تقليدها.
علاء الحامولي:"*** جوون!!" .. الزمالك – المقاولون العرب (مسابقة الدوري العام المصري مطلع الثمانينات)
قبل ظهور اتش دبور بربع قرن ، كان علاء الحامولي نجم الزمالك السابق في الخمسينيات والمعلق في مطلع الثمانينات على موعد مع استخدام المطلح الإستنكاري الشعبي الشهير ، البعض يعتقد أنه أقدم على تجاوز أخلاقي حاد ، ولكنه رد فعل تلقائي على التسديدة الهزيلة التي سددها أحد لاعبي المقاولون لتزحف في طريقها سهلة لأحضان حارس الزمالك عادل المأمور (وفقاً للقواعد الفيزيائية) ، إلا أن الكرة استقرت في المرمى وسط دهشة وضحك الحضور ، ليكون رد الحامولي هو "إيه- سيفن- إيه" عفوية ، كانت سابقة في النقل المباشر بالتلفزيون المصري ، تسببت في إيقافه لبضعة أشهر عن التعليق.
ماذا لو كان العمر قد امتد بالحامولي عشرين عاماً إضافية ، مشاهداً ضربة رأس مجدي طلبة الأكروباتية في "مباراة ليون" الشهيرة أمام زيمبابوي 1993 أو كرة محمد عمارة الضائعة أمام الجزائر عام 2001؟!!
ميمي الشربيني:"مارادونا يا جماعة!" .. الأرجنتين – إنجلترا 22 يونيو ( نهائيات كأس العالم 1986)
لمدة أول يومين في مونديال المكسيك غاب صوت المعلق المكلف بالتعليق للتلفزيون المصري وقتها ، وكأنهم أرسلوا رجلاً للقمر ليفقدوا الاتصال به كليا، وتأكد الأمر بالفعل عندما أتى صوت الشربيني للمرة الأولى انطلاقاً من اليوم الثالث مع مباراة الإتحاد السوفييتي والمجر، كان بالفعل صوت رجل من القمر ، أقام علاقة صداقة شخصية مع مشاهديه ، بنبرته الهادئة ، وأسلوبه الأنيق ، نطق صحيح للأسماء ، وعشرات التفاصيل التكتيكية المثيرة للإهتمام ، صانعاً نقطة تحول حقيقية في مهنة المعلق التلفزيوني ، خفة ظل لا تغيب في الأوقات المناسبة ، إلى جانب اكتشافه لعالم رائع خالي من النجوم يضم جنود مجهولة في مونديال المكسيك مثل خيدياتولين ووليام عياش ومارتن أولسن ورودي فولر.
رد الفعل التلقائي على معجزة مارادونا أمام إنجلترا هو الصراخ الهيستيري والإشادة بالجد السابع للاعب الأرجنتيني الشهير ، ولكن الشربيني أكتفى بضحكة قصيرة مميزة مع جملته الشهيرة التي أصبحت ألتصقت بأذهان كل الناطقين بالعربية من عشاق مارادونا ، باختصار الاستماع إلى الشربيني في ليلة رمضانية صيفية في تلفاز بالشرفة مع سيجارة ما قبل السحور برر حالة الحزن التي حلت بالبعض عقب نهاية البطولة كأفضل حالة تعليقية كروية عرفها التلفزيون المصري على الإطلاق.
علاقة الصداقة بين ميمي ومشاهديه اتسمت بالحميمية التامة ، حتى عندما تلتقط الكاميرا فتاة ساحرة الجمال من بين المدرجات ، كان الشربيني يبادر بالقول :"على فكرة المخرج ده فاهمنيّ".
محمود بكر:"عدالة السماء نزلت على ستاد باليرمو" .. مصر – هولندا 12 يونيو في نهائيات كأس العالم 1990.
هذه الجملة الخالدة ذات الطابع الشكسبيري صنعت أسطورة محمود بكر بعد سنوات عديدة من الصعود والهبوط خلال الثمانينات ، بل أسهمت في أن يغفر له الجميع ذكريات "رومينجييييه!!" عام 82 ، وقراءة الدليل السياحي الخاص بجزيرة صقلية طيلة مباراة هولندا نفسها ، ولعلها الإشارة الأبرز للجانب الديني في مباريات الكرة ، وفكرة العدالة التي لا تجد طريقها في أغلب الأحيان لملاعب الكرة ، أكملها دعاء بكر ومعه فايز الزمر بصوت عال قبل تنفيذ مجدي عبد الغني لركلته التي أشعلت بلداً باكمله.
شخص واحد يبدو أن جملة بكر لم تثر إنبهاره كثيراً ، إنه شريف عليش رسام الكاريكاتير بالأهرام الرياضي ، والذي كلفه رسمه الشهير لمحمود بكر وإبراهيم الجويني في زي ريا وسكينة جلسات مطولة في المحاكم المصرية طيلة عقد التسعينات.
ميمي الشربيني: "أيمن شوقي يضع نهاية دراماتيكية للمباراة!!" .. 26 يونيو (نهائي كأس مصر موسم 1991 – 1992)
اختفى الشربيني قرابة خمس سنوات كاملة قبل أن يعود مجدداً للكرسي الخوص وشمسية البحر عام 1991 ، ليبدأ ثورة أخرى صبغت عقد التسعينات من خلال مفردات من نوعية "ارتداء قفاز الإجادة" ،"وأمير الموهبين" ، محاولاً اثبات أن هناك البعض من مواليد منطقة الجزاء ، و"الحرس القديم" ، و"القائم االذي يتزحزح سنتيمترات قليلة يميناً ويساراً" ، كما يوجد بعض اللاعبين من "حملة الأختام" في فرقهم.
إلا أن وصف هدف أيمن شوقي في الثانية الأخيرة من لقاء نهائي الكأس الشهير مهدياً اللقب للأهلي بالنهاية الدراماتيكية وصم تلك النوعية من الأهداف بذلك المصطلح حتى يومنا هذا ، حتى على الصعيد الشعبي.
أشرف شاكر: "السوربريزا الإيطالية" ....إبطاليا – نيجيريا 5 يوليو (نهائات كأس العالم 1994)
في الوقت الذي انتظر فيه المصريون صعود نيجيريا إلى دور الثمانية من كأس العالم ، كان أشرف شاكر يبدي تعاطفاً حقيقياً مع المنتخب الإيطالي ، في انتظار "السوربريزا" الخاصة به ، وعندما جاءت السوربريزا بالفعل بقدم باجيو في الثانية الأخيرة ، يتنفس شاكر الصعداء ، مواصلاً لفته للأنظار طيلة ذلك الشهر من صيف 1994 ، مقحماً قاموسه الخاص ، خاصة على الصعيد التكتيكي ، والتي بدا بعضها أشبه بالمعادلات الرياضية ، بداية من "إغلاق زاوية التسديد "، حتى "الارتقاء لأعلى نقطة" ، مروراً بال"وان ثري" ، و"الأوفر لاب" دون إغفال استغلال فريق ما لل"بلايند سايد" أو المنطقة الخالية خلف ظهر مدافعي الفريق الخصم ، ممهداً الطريق في عصر ما قبل الأستوديوهات التحليلية لموجة عاتية اجتاحت التسعينات بين المعلقين لتغليب الطابع التكيتكي المدرسي على حديثهم.
حمادة إمام:"هاتها من الشبكة يا رافيللي!" ...13 يوليو (نهائيات كأس العالم 1994)
أودع روماريو الكرة في مرمى السويد ليتحول حارسها توماس رافيللي ابن بلدة فيميربي في جنوب البلاد إلى اسم فائق الشهرة لدي الجمهور المصري ، وتتحول جملة حمادة إمام إلى جملة كلاسيكية في الثقافة الشعبية متعددة الاستخدمات ، بداية من عالم كرة القدم حتى العلاقات الشخصية ، خاصة فيما يتعلق بإظهار روح التشفي والانتقام وإعداد الأسافين والمكائد.
بصرف النظر عن أسلوبه الاحتفالي الأشبه صوتياً برجل يسقط من الطابق العشرين ، إمام وضع نفسه كثاني معلق رياضي بعد زميله ممدوح بكري في الكرة الطائرة ينجح في تحطيم الحائط الرابع والتحدث مباشرة مع اللاعبين ، بل وتوبيخهم على الهواء مباشرة ، وتوجيه أسلوبهم في اللعب ، ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم ، منتقلاً بين التحذير والوعيد للإشادة والمديح ، إذا قمت بفتح تلفازك الآن لمشاهدة أي مباراة ستجد أسلوب إمام التفاعلي حاضراً في كل دقيقة ، إضافة إلى السؤال الوجودي الذي لم يجب عنه أحد حتى الآن وهو "ومين يقابل؟".
| | |
هما معاهم الدولارات ولكن ربنا معانا
محمد حسام |
| | |
|
| |
حمادة إمام |
|
محمد حسام: "هما معاهم الدولارات" .. مصر – زيمبابوي سبتمبر (نهائي مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأفريقية 1995)
التوتر يسود الموقف في نهائي مسابقة الكرة بدورة الألعاب الأفريقية ، حالة تعاطف حقيقية مع "منتخب كرول" بعد خروجه قبل بضعة أسابيع من تصفيات أتلانتا 96 على يد نيجيريا ، وفي وسط الأجواء المشحونة بهراري يمر شريط أخبار أسفل الشاشة مرره التلفزيون المحلي بزمبابوي ، معلناً عن مكافأة سخية بالدولارات للاعبي الفريق صاحب الأرض في حال فوزهم.
يرد محمد حسام الحكم الدولي السابق بأنه "ربما تكون الدولارات هي دافعهم الأول ولكن ربنا معانا " ، ربما كان حسام بحاجة إلى صياغة جملته عشرات المرات قبل أن يوضح وجهة نظره البريئة، إلا أنها أوضح تعبير تلفزيوني عن المزج بين الجانب العقائدي وكرة القدم عرفه النقل التلفزيوني المصري، ولعل المثير للاهتمام هو تقسيم أرض الملعب صراحة إلى أخيار وأشرار، وهو التقسيم الذي يسود بشكل تلقائي على حالات التعليق الناطقة بالعربية من المحيط إلى الخليج.
أحمد شوبير: "مصر هي أمي ، نيلها هو دمي ، شمسها في سماري ، شكلها في ملامحي ، حتى لوني قمحي".. مصر – كوت ديفوار 21 فبراير (نهائيات كأس الأمم الأفريقية 1998 في بوركينا فاسو)
عفاف راضي تعود للأضواء بعد غياب طويل عن الأضواء ، هذه المرة بصوت أحمد شوبير نفسه ، محتفلاً بأول تواجد مصري في الدور قبل النهائي لكأس الأمم الأفريقية منذ 12 عاماً.
شوبير – المعلق فقط آنذاك – افتتح الفقرة الوطنية بذكر الأسم الخماسي لحازم إمام ، صاحب الركلة الأخيرة الحاسمة التي ضمنت التأهل بقوله:"حازم محمد يحيى الحرية إمام". شوبير لم يتوقف عن وصلته حتى الانتقال للأستديو.
في بعض الأحيان يقفز إلى الذهن سؤال مهم : هل قام بيير كانيون بغناء "المارسييز" عقب فوز فرنسا بكأس الأمم الأوروبية 1984 مثلاً ، أو هل أقدم جون موتسون معلق الـ(بي بي سي) الشهير بغناء "نحن الأبطال" لفريق كوين بعد فوز مانشستر يوناتيد بدوري أبطال أوروبا 1999؟
مدحت شلبي: "بيبو وبشير .. بيبو والجون" .. الأهلي والزمالك 16 مايو (الدوري العام المصري موسم 2001 – 2002)
أشهر أهم جملة كروية دخلت قاموس الثقافة الشعبية المصرية في العشرين عاماً الأخيرة ، صنعوا منها نغمات هاتف جوال ، حافظات شاشة ، بوسترات ، الفيديو الخاص بهدف بيبو الشهير مصحوبة بصوت مدحت شلبي حاز على كمية مشاهدة أقتربت من 200 ألف مرة ، لتصبح شعبياً رمزاً للتفوق الساحق في جميع المجالات ، حتى بدا لنحو عام كامل عقب هذه المباراة أن شلبي أجهز تماماً على مسيرة التابعي بعد يوم 16 مايو.
تعليق شلبي بالكامل على هذه المباراة ينزل على آذان متابعي الأهلي كلحن غجري راقص يدفعهم للجنون ، فيما يحل كمقطوعة جنائزية كابوسية على مشجعي الزمالك ، ولا عجب في هذا عندما يصبح أول ما ينطقه شلبي منذ حصوله على الميكروفون في تلك المباراة هو: "أعزائي المشاهدين .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. الهدف الأول للنادي الأهلي .. رضا شحاتة!"
مدحت شلبي: "درع يا جوزيه زي ما أنت عاوز!!".. الأهلي – أسيك الإيفواري 1 أكتوبر 2006 ( دوري أبطال أفريقيا)
مدحت شلبي يضرب من جديد ، ويعطي الضوء الأخضر لمانويل جوزيه ليفعل ما يحلو له ، ليدخل كلمة جديدة في قاموس كل طفل مصري بين سن الثالثة والسابعة ، ويثير حسد جميع معلقي العالم بما فيهم علاء الحامولي! كل هذا بعد أن أحرز عماد متعب الهدف الذي أدخل السكينة في قلوب الأهلاوية أمام أسيك ، ناهيك عن نطق اسم متعب منصوباً ومرفوعاً ومكسوراً ، حتى يدفعك الموقف لأن تتبع الوصلة بكلمة "إلحاحاً"!
ليس هناك أكثر إثارة من محاولة شلبي لتجميل الموقف سوى إضفاء طابع فلكوري على حركة جوزيه أثناء إعادتها من جديد قائلاً في ضحكة مكتومة :"جوزيه بيعمل واحدة إسكندراني كده".
الحوار الخاص بين شلبي وجوزيه لن يتوقف عند هذا القدر ، بل إنه طرح سؤال أكثر جدلية في نهائي كأس مصر 2007 أمام الزمالك ، وذلك أثناء تأخر الفريق الأحمر أمام منافسه ليقول شلبي:"هل اللى بياكله جوزيه في الدوري بط بط ، حيشوفه في الكأس دلوقتي وز وز؟" ، ناهيك عن الإشارة إلى دور المنتخب والجهاز الوطني في إثبات "أنه مفيش أحسن من السمنة البلدي"!
أحمد الطيب: "تيك إيت إيزي .. تيك إيت إيزي .. الأتراك هنا يا عزيزي"! .. تركيا – كرواتيا 20 يونيو (نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008)
فعلياً بدأ توهج الطيب قبل هذه المباراة بنحو سبع سنوات على أقل تقدير ، فبعد بداية خجولة في العقد السابق بالتلفزيون المصري ، تفجرت قدرات المعلق القادم من مدينة السويس برفقة قناة أبو ظبي مع الدوري الإيطالي ، في أنجح تجربة بين ما يريده "الزبون" من المعلق المصري بأسلوبه الأكروباتي المعروف وبين ما يريده الطيب نفسه بخلفيته التدريبية والمعرفية الثرية ، والتي جعلت منه إلى جانب عصام الشوالي أفضل حالتين تعليقيتين ناطقتين باللغة العربية في السنوات العشر الأخيرة ، وإن كان الطيب بمقدوره التعليق على مبارة بأكملها على طريقة طاهر أبو فاشا ، كاتب مسلسلات "ألف ليلة وليلة" الإذاعية الراحل ، مستخدماً أسلوب سجع لا يتوقف طيلة الدقائق التسعين.
إنها حالة الجمع بين "الثبات الإنفعالي" و"إنخفاض المردود البدني" ، وبين أبيات الزجل المتوالية التي كان يطلقها دون توقف ، وانفجرت في إنحياز" واضح للجانب التركي في هذه المباراة المجنونة ، مكملاً الوصلة بمحاكاة أغنية لعبد الحليم حافظ ، إلى جانب إرضاء الزبون بجملة "الله عليك تسلم رجليك" التي أصبحت إجبارية بين جميع معلقي جيله ، إلى جانب "المثلثات والمربعات وأشباه المنحرفات" ، ولا مانع من إرسال تحية خاصة لاعب ما مطلقاً عليه "يا حبيبي" أو "يا عيني" ، ولا تكتمل مقطوعاته الزجلية الشعبية سوى بالنهاية الكلاسيكية التي لم يتوقع أحد مكاناً لها في مباريات الكرة :"توتة توتة...خلصت الحدوتة".