أبو تريكة في حوار لـ(الشروق) : استريحوا .. لن أرحل من الأهلي .. وأخشى أن أضطر يوما لمقاضاة أي صحيفة أو قناة فضائية وكأن صدور كل الصحف فى مصر بات مرهونا بنشر اسمه وصورته
وأخباره، حتى بات من الصعب بل من المستحيل إلا تجد مطبوعة واحدة لا تتحدث
عنه، هو نجم الشباك الأول، والمادة الصحفية الصالحة دائما وأبدا للاستهلاك
الجماهيرى مهما كان الخبر، ومهما كان صدقه، يبقى دائما الجواد الذى تراهن
عليه كل وسائل الإعلام فى سباق الربح الإعلامى وبالتالى الكسب الجماهيرى.
نعم
نتحدث عن محمد أبوتريكة، الذى يجد نفسه دائما فى مرمى الإعلام رغم أنف
حالة العزلة الاختيارية التى يعيش فيها، ويقول عن تلك الحالة: « أنا لا
أتحدث، لا أقرأ، لا أشاهد، وأعرف ما يقال ويكتب عنى من الأهل والأصدقاء
فقط».
تعايشنا طوال الفترة الماضية مع حدوتة جديدة فى مسلسل
احتراف أبوتريكة، وحكاية العرض الملايينى المغرى الذى تلقاه من نادى أهلى
دبى الإماراتى، وهو العرض الذى كان حديث الصباح والمساء فى الشارع،
ورغم
أن أبوتريكة كتب بنفسه كلمة النهاية فى هذا العرض بالرفض، قبل أن يعلن عن
تجديد حبه وعقده مع الأهلى بموافقته على تمديد عقده مع النادى لمدة عامين
آخريين، إلا أن الإعلام لم يغلق ملف أهلى دبى بعد، ومازال هناك من يؤكد
بالأدلة والبراهين أنه فى طريقه إلى الاحتراف،
والحقيقة أن التناول
الإعلامى لهذه القضية يستند إلى أمور قابلة للاقناع والتصديق، خاصة من
جانب الجماهير، وحتى نخرج من تلك الدائرة المفرغة ونضع النقاط الكاملة على
كل الحروف بعيدا عن الاجتهادات، والسير فى موكب الشائعات، وقبل كل هذا
وذاك عدم اختلاق تصريحات ودية عديمة اللون والطعم على لسانه، وكان
لـ«الشروق» اللقاء الخاص والحصرى مع أبوتريكة.
*أبوتريكة.. أعلنت أنت رسميا إغلاقك ملف احترافك فى نادى أهلى دبى الإمارتىبالرفض، بل وقمت بتمديد عقدك مع النادى الأهلى حتى عام 2013، ولكن هناك منيؤكد ويجزم أن هذا الملف لم يغلق، ما تعليقك؟ ــ أرد على
سؤالك، بسؤال.. وما المطلوب منى أن أفعله أكثر من إعلانى رفضى الرسمى
للعرض؟.. لقد أغلقت ملف عرض أهلى دبى، ولكن هناك من يصر على أن يبقيه
مفتوحا، وليس بيدى شىء آخر أفعله.
* وبما تفسر إصرار البعض على فتحه، والحديث عن زاويا ونقاط جديدة فى العرض؟ ــ بل.. أنا الذى أريد معرفة سبب هذا الإصرار العجيب من قبل الصحافة!.
*ولكن عفوا.. هناك الجديد الذى تتناوله الصحافة ومن بعدها الفضائيات كل يومفى أمر هذا العرض الذى تحول بفعل الاهتمام الإعلامى والجماهيرى إلى قضيةحقيقية؟ ــ مثل ماذا؟
* يقال إن تمديدعقدك الذى تم الثلاثاء الماضى ما هو إلا اتفاق وخطة بينك وبين إدارةالنادى الأهلى على أن يتم الإعلان عن بقائك فى النادى لمدة 4 سنوات قادمة،فتهدأ وتحتفل الجماهير وبعدها يتم الإعلان عن رحيلك للاحتراف فى أهلى دبىلمدة موسم واحد على سبيل الإعارة.. ما ردك؟ ــ هذا لم
ولن يحدث، فلا أنا ولا إدارة النادى الأهلى فى حاجة إلى رسم خطط للضحك على
الجماهير، وعلى فكرة الكثير من جمهور الأهلى كان موافقا على رحيلى من
منطلق أن العرض مغرٍ جدا من الناحية المادية وكافٍ جدا لتأمين مستقبلى،
وهذا ما تأكدت منه بنفسى عندما كنت ألتقى الجماهير، والأجواء كانت مهيأة
لرحيلى إعلاميا وجماهيريا دون أزمات وأحزان .. وهل كان رفضى لعرض الهلال
السعودى قبل عامين خطة وخديعة أيضا.
* يقال أيضا إن بقاءك ورفضك للعرض الإماراتى على أن يتم ترضيتك
ماديا تم فى إطار صفقة انتخابية؟ ــ كل ما يمكننى أن أقوله.. «حسبى الله ونعم الوكيل».
* ردك يعكس حجم غضبك من الإعلام المصرى.. هل هذا حقيقى؟ ــ نعم.. وأخشى أن يأتى يوما أجد نفسى فيه مضطرا لرفع دعوى قضائية
ضد جريدة أو قناة فضائية.
* إلى هذه الدرجة أنت غاضب؟ ــ
طبيعى، وأنت تجد هناك من يتعمد اختلاق قصص وهمية من شأنها إثارة أزمات
ومشاكل.. ماذا تفعل وأنت تجد هناك صحفا تخرج كل يوم بتصريحات على لسانك لم
تقلها، وآخرها من صحيفة قومية مسائية، وتجد من يتطوع للحديث بالنيابة عنك
فى أمور خاصة وعامة فى القنوات الفضائية، وسبق أن طالبت البعض، بدون ذكر
اسماء، بالتوقف عن هذا الأمر، فأنا لا يوجد لدى وكيل ولا مستشار إعلامى
يتحدث بالنيابة عنى، وأكرر «أنا وكيلى ربنا» وبس.
* لكنعفوا.. ما تتناوله الصحف هنا فى مصر هو نفس ما تتناوله الصحف وجميع وسائلالإعلام فى الإمارات والتى تؤكد أن صفقة انضمامك لأهلى دبى لم تتوقف،وغالبا ما يكون التناول الإعلامى المصرى نقلا عن الإعلام الإماراتى.. الذىيشير ويؤكد، بل ويجزم إلى استمرار المفاوضات بينك وبين مسئولى النادىالإماراتى.. وأنك التقيت أحد هؤلاء المسئولين خلال وجودك مع الأهلى فىلندن أخيرا لخوض بطولة دورة «ويمبلى»، بل وأكدت أيضا حدوث لقاء بينك وبينأحد مسئولى النادى منذ أيام فى أحد فنادق القاهرة الكبرى.. نريد ردك؟ ــ
أعلم بما ينشر هنا وهناك، ومن يقرأ ما بين السطور يمكنه أن يدرك من الوهلة
الأولى أنها أخبار كاذبة وملفقة، على سبيل المثال، لماذا لا يتم ذكر اسم
أى مسئول بنادى أهلى دبى؟.. أما قصص الجلسات السرية فى الفنادق فقد أصبحت
قديمة ومستهلكة، تذكرنى بمن خرج قبل عامين يؤكد ويجزم «وكان ناقص يحلف»
أننى التقيت الشيخ منصور البلوى رئيس نادى اتحاد جدة السعودى السابق فى
غرفته بأحد فنادق القاهرة الكبرى وأننى وافقت على عرض تقدم به إلى، ومضى
عامين على القصة وأنا مازالت هنا.. وأنا واثق أننى لو التقيت ممدوح عباس
رئيس نادى الزمالك مصادفة فى الشارع ستخرج قصصا وروايات عن توقيعى سرا
للزمالك.
*
أبوتريكة.. شىء رائع أن تضحى من أجل النادىالأهلى وجماهيره، ولكن ألم تشعر لحظة بالندم على ضياع فرصة ذهبية لتأمينمستقبلك خاصة أنت تجاوزت الثلاثين من عمرك بل ستحتفل بعد 3 أشهر فقط بعيدميلادك الـ31 وربما لا تصلك عروضا احترافية مستقبلا خاصة أن الأندية خاصةالخليجية منها ربما ستعزف عنك بسبب قبولك ثم رفضك لعروضها؟ ــ
أولا: المستقبل بيد الله، ثانيا: أنا مسير وليس مخيرا، وأؤمن جدا بهذا،
وأعلم جيدا أن الخير هو ما أنا فيه الآن، الأهم كيف يكون بقائى فى الأهلى
تضحية من جانبى، لا أحد يضحى من أجل الأهلى، ووجودى فى هذا النادى تكليف
وليس تشريفا.
* نقدر حبك للأهلى، ولكن هل يعقل أن يرفضلاعبا عرضا بـ40 مليون جنيه، ويبقى من أجل الحصول على مليون جنيه فىالموسم أو يزيد قليلا.. وأليس هذا كافيا ومقنعا ليتحدث البعض عن حصولك علىترضية سرية من جانب إدارة النادى؟ ــ من يتحدث عن
الترضية السرية أدعوه فقط للتوجه إلى مقر اتحاد الكرة، وهناك يمكنه أن
يطلع على قيمة عرضى الحقيقى مع الأهلى، فلا توجد أسرار.
* ولكن الترضيات لا يتم وضعها فى العقود الرسمية.. أليس كذلك؟ ــ والذى أعرفه أيضا أن النادى لو دفع لى أموالا ولم يسجلها رسميا سيقع تحت طائلة المخالفات
المالية.. مش كدة ولا إيه.
* علمنا أنك وقعت على عقد التمديد على بياض، هل يمكننا أن نعرف قيمة العقد؟ ــ
كل ما يمكننى أن أقوله إن ما حصلت عليه يعادل تقريبا ربع قيمة العرض
الإمارتى، وعلى فكرة ليس صحيحا أن قيمة عرض أهلى دبى 40 مليون جنيه.
* وما قيمته الحقيقة؟ ــ اسألوا من يتحدثون وينشرون وينفردون بأسرار تلك الصفقة.
* هل نسمع قريبا عن عرض احتراف آخر؟ ــ
من جانبى لا، ولكن لا أضمن العروض التى ستتحدث الصحف عنها قريبا، بقائى فى
الأهلى حتى الاعتزال «جواب نهائى» وحاسبونى إذا ظهرت على أى شاشة فضائية
بالصوت والصورة اتحدث عن أى عرض احترافى.
* نعود إلى مسألة تمديد عقدك لمدة موسمين رغم امتداد عقدك الحالى حتى ما بعد
نهاية الموسم المقبل «2010/2011».. ما سر هذا التوقيت؟ ــ
لجنة الكرة بالنادى رأت أن أفضل وسيلة لإنهاء الجدل الإعلامى بشأن رحيلى،
هى التأكيد على بقائى من خلال تمديد عقدى، ومن جانبى، رحبت بالأمر حتى
أقطع الشك باليقين أمام الجماهير، وكنت أظن أن الإعلان عن تمديد العقد
سيكون القول الفصل فى موضوع أهلى دبى، ولكن خاب ظنى.
*بصراحة.. ألا يحزنك أن تعلم أن العشرات من نجوم وخبراء الكرة العالميةأبدوا اندهاشهم من عدم احترافك فى أحد الأندية العالمية الكبرى، وكان آخرهؤلاء النجم العالمى الفرنسى تيرى هنرى فى حديثه لمجلة «سوبر الإماراتية»ومن قبله إشادة جورديولا المدير الفنى لفريق برشلونة الإسبانى بك؟ ــ
والذى لم تقله فى سؤالك أيضا أنهم معجبون بإصرارى ويحترمون رغبتى فى
البقاء بالنادى الذى صنعنى، وهذا ما قاله تيرى هنرى فى نفس الحديث، وإذا
كنت قد لفت كل أنظار هؤلاء النجوم والخبراء ووسائل الإعلام العالمية فهذا
لم أكن أحصل عليه إلا لأننى فى الأهلى، والأهلى ليس بالنادى الصغير.. بل
إنه كبير وكبير جدا.
* نخرج من ملف الاحتراف.. كيف ترى بداية الأهلى فى الدورى؟ ــ
أراها كما يراها الجميع.. قوية ومطمئنة للغاية.. لقد قدمنا عرضا كبيرا
أمام المحلة وفزنا بهدفين فى مباراة كانت تسير فى اتجاه واحد إجبارى نحو
مرمى إبراهيم فرج حارس المحلة.
* هل تلك البداية تدفعكإلى الرهان على إمكانية نجاح الأهلى فى الاحتفاظ بلقبه فى ظل تعددالمنافسين، والأهم فى ظل عدم استقرار الأهلى فنيا وتنظيما؟ ــ
كل ما يمكننى أن أقوله إننى متفائل جدا، «وحاسس إن الموسم ده سيكون فيه
خير كتير للأهلى محليا وأفريقيا»، فنحن مطالبون باستعادة لقبنا فى بطولة
دورى الأبطال الأفريقى.. وبمناسبة عرض أهلى دبى وإغرائى للعب معه فى بطولة
كأس العالم التى تقام نهاية العام الحالى، أتمنى أن أذهب للإمارات العام
المقبل للعب مع الأهلى المصرى فى بطولة كأس العالم للأندية.. قالها وضحك
بشدة.
* البعض يحلو له أن يقيّم أداءك فى المباريات ويربطه بحالتك النفسية، ما تعليقك؟ ــ
بالتأكيد الحالة النفسية والمزاجية تفرق، وتصنع الفارق سواء كان إيجابيا
أو سلبيا، ولكن الأمر لا يصل إلى تأكيد البعض أن إهدارى لفرصة سهلة فى
مباراة برشلونة سببه حزنى على عدم احترافى، هذا الربط العجيب أغضبنى..
فطالما أهدرت فرصا أسهل فى مباريات مهمة، ولم يخرج أحد ليفسر السبب النفسى
وراء إهدارى لتلك الفرص، ومع الأسف هناك من يحلل بطريقة الشىء لزوم
الشىء.. ولماذا لم يقل أحد إن إجادتى فى مباراة المحلة سببه فرحتى بتمديد
عقدى مع الأهلى.
* فى النهاية، ما تعليقك حول ما يتردد عن موافقتك على تحويل قصة حياتك إلى فيلم سينمائى؟ ــ ضحك، وقال: «سأجيب عن هذا السؤال فى مناسبة أخرى».
جريدة الشـــروق