استرسالٌ فى الليل
فى الليل اكتب اليك هو دائما يذكرنى بعينك
مضت اربعُ سنواتٍ على المسافر
الذى يبحر ولا يرسوا ابدا يا امى
مضت وكأن العمر قد مضى معها
ها انا الان فى بلاد محاكمات مجرمى الحرب
فمن يحاكم من يحملون الملايين على الفرار من اوطانهم
يحملون معهم ذكرايتهم واحلامهم
احزانهم افراحهم لهوهم ايمانهم ابتسامتهم عذابتهم
من يحاكمهم من ؟ من يا امى
فلاعشنا احراراً نحقق احلامنا
نكبر معها وتكبر فينا
ولا هم تركونا لحالنا حصارٌمن كل اتجاه
صورة الجلاد لا تفارقنا
نراها فى كل مكان
نراها حتى فى احلامنا
حتى الاحلام خافت
فحجبت نفسها عن زيارتنا
فلا كرامة لنبيٍ فى قومه
هنا الحكام من يراقبون الناس اذا افسدوا
شتان شتان يا امى
السرعه التى تسيرُ بها الحياةُ هنا
اسرع من عقارب الساعه
من يسقط لا احد ينظر اليه
فلا احد عنده من الوقت والعواطف كى يلتقطه
لا احد لا احد يا امى
عندما اُبصِرُ فى ساعتى
اقول فى اى زمنٍ تعيشون
وعلى اى كوكبٍ انتم
على اى كوكبٍ يا امى
ابحثُ عن التى كانت قبل المنام
كوب شاى يا احمد
تقول امى
فاعرف انها تريد الذهاب الى غرفتها
ابحثُ عن التى
قبل صلاة العيد تُلبِسُنى الجديد
وتدعوا رعاك المولى
ومن قلبى لك دوماً التوفيق
فافرحُ فرحةً اشتاق اليها الان
طويلاً كثيراً
اشتاق اشتاق يا أمى
اين انتِ يا وجه الصبح
فالليلُ قد طال وارخى بسدوله علي
وشمسُ نهاره لم يُؤذن لها بالشروقِ بعد
اين انتِ يا عقلاً تركته هناك
تركته حيثُ انتِ يا امى
اين انتِ يا نبض القلب
وانا منذُ الرحيل به لا اشعر
اشتقت التراب الذى مررتُ عليه يوما
اشتقت املاً كنتُ اراهُ فى عينيكِ دوماً
كى يكبُرُ صغيرُكِ
يريحكِ ويدفعُ عنكِ قسوة الايام
انا الان اشتقت ان ارى هذا الصغير
اشتقتُ ان اراهُ يلعبُ بين رجليكِ
دون ان يكبُرُ به العمْرُيوماً واحداً
مضت اربعُ سنواتٍ
على عاشق الليل والترحال
اهٍ يا امى اه
لا اذكُرُ اخرُ مرةٍ قلتُها
ثم ارتميتُ على صدرُكِ بعدها
اعيشُ فى اكبر حبسٍ انفرادى
اعيشُ فى عالمٍ انا فيه وحيداً
ليس معى سوى ليلي احزانى وقهوتى
وقلمى وسجادتى
مضت سنتان وايزا عند بارئها
ايزا ايزا يا امى
ايزا يا ضحكة الاطفال
ايزا يا صوت الكروان
ايزا يا نور العيون وضيها
يقولون لى حولكَ من النساءِ
ما يُنسى الفَ امراةٍ وامراه
عن اليمين شقراء وعن اليسار بيضاء
وامام النظر ما تأخذ لب امهر الشعراء
والمسافِرُ مازال هناك
هناك فى كوكبه
مازال عالقاً مع احدى حوريات
شواطئ فرنسا الساحره
اخذت كيانه وانصرفت
راح يبحثُ عنها
سنتان والثالثةُ قد هلْ هلالُها
لايعرفُ اين ولا متى
يحين المرسىَ
فشراعُ السفينةِ قد علق واختفى
فلا انا معى غيرهُ
ولا سيراً الى الامام اعرف
دون شراعٍ قد اختفى
تتهادىَ سفينتى وانا معها الى اللاشئ
فهل اجد الشراع يوماً
.اعودُ به الى حضنُكِ امى
فى الترحال يمضى بنا الحال
من حالٍ الى حال
ويبقى هناك اُناسٌ
دائماً على الخاطرِ والبال