رفعت الجمالربما كانت أشهر عمليات المخابرات المصرية، المعروفة الإسرائيليون، ومايحاولون به سحب بساط النصر، من تحت أقدام المخابرات المصرية...
ولقد ولد (رفعت علي سليمان الجمال) في (دمياط) في الأول من ي وأصبح هو المسئول عن الجميع رسمياً وعملياً، وبدأ (رفعت) حياته الجديدة في (القاهرة)، مبهوراً بمدينتها وأضوائها، ومقهوراً بأحكام عسكرية، أصدرها شقيقه الأكبر، الذي ناءت كتفاه بحمل الأسرة، ولم يجد أمامه من سبيل للقيام بمسئولياته، سوي الصرامة والحزم.
وذات يوم، تسلل (رفعت) إلي حجرة الممثل (بشارة واكيم) في المسرح، وراح يقلده، حتي وجده أمامه، فانكمش رعباً، وبحث عن مخرج للفرار، إلا أن (واكيم) طمأنه، وأخبره أنه سيصبح له مستقبل مشرق في عالم السينما، عندما ينتهي من دراسته.
وبالفعل، حصل (رفعت) علي فرصة للتمثيل في ثلاثة أفلام جنيه من رصيد الشركة، وتم فصله منها.
ومرة أخري، حصل (رفعت) علي عمل مساعد ضابط (إنجلترا)، في محاولة للبحث عن النجاح، الذي يفر منه فرار الصحيح من الأبرص والأجرب.
وفي (إنجلترا) لاحت له بوادر النجاح، في وكالة س ترحيله مرة ثانية إلي (القاهرة)، بعد أن فقد جواز سفره، وحول نقوده إلي شيكات سياحية.
وفي (مصر)، بذلك (رفعت) بذل جهداً خرافياً لاستخراج جواز سفر آخر، إلا أنه فشل فشلاً ذريعاً، بسبب شروط غاية في التعقيد، بالنسبة لاستخراج جوازات السفر في ذلك الحين.
وعندما تعقدت الأمور، وضاقت به سبل العي
ولكن الرياح لم تسر بما تشتهي السفن، ففي أكتوبر 1951م بدأ البريطانيون في فحص الهويات الشخصية بدقة بالغة، مما جعله يعود إلي (القاهرة)، خشية انكشاف أمره.
وفي (القاهرة)، حصل (رفعت) علي جواز سفر زائف جديد، باسم صحفي في (جنيف) (تشارلز دينون)، أقام به في أحد الفنادق، باعتباره أجنبياً، دون أن يشك أحد في أمره لحظة واحدة.
ومع الاضطرابات السياسية، وقيام ثورة يوليو، وعمليات التحقيق المستمرة من رجال الشرطة، قرر (رفعت) مغادرة البلاد في مارس 1953م، لذا فقد حصل علي جواز سفر زائف جديد باسم البريطاني (دانيال كالدويل)، وسافر بنظام (أوتوستوب) إلي (ليبيا).
وبعد أن عبر الحدود الليبية بالفعل، وقطع خمسة وعشرين الشرطة المصرية، بعد أن سلمته لهم الدورية البريطانية..
وعندما استقر به الأمر في أحد أقسام الشرطة في الإسكندرية فقد تم ترحيله إلي (القاهرة)، نظراً لأن الاسم المدون في الشيكات السياحية كان مطلوباً هناك، ومسجلاً في بعض الجنح الصغيرة، وفي (القاهرة) بدأت المرحلة الأكثر خطورة في حياته.. مرحلة التحول من (رفعت الجمال) إلي (جاك بيتون)..
ففي (القاهرة) وبعد أن بقي في الحجز عدة أيام، تم اصطحابه إلي أحد ا وهوية اليهودي المصري، وعلي الاختلاط باليهود، والوجود الدور، وأنه مقابل هذا سيمحو سجله القضائي كله، وسيتم إسقاط كل ا وعادات اليهود وسلوكياتهم، وكيفية التمييز بينهم، وتاريخهم، وديانتهم، وشعائرهم، واللغة العبرية، ثم تدرب علي أساليب الشرطة السرية، وكيفية البقاء علي قيد الحياة، معتمداً علي الظروف الطبيعية المحيطة به، في حالة اضطراره للاختفاء لبعض الوقت.
وأخيراً، تقمص (رفعت) شخصيته الجديدة (جاك بيتون يتعمد الاختلاط بهم، وإنما ترك هذا يحدث تدريجياً وتلقائياً، علي نحو يوحي بأنه لا يبالي بهذا، وإنما يجامل كل من يتقرب منه فحسب..
وهكذا تحول (رفعت الجمال)، الشهير باليهودي (جاك بي وإنما كانت مجرد فترة تدريب وإعداد للهدف الرئيسي.. السفر إلي قلب (إسرائيل)..
ولا أحد يمكن أن يدعي أن (رفعت الجمال) لم يشعر بالخوف الم والاقتصادية والعسكرية، والتركيب الجغرافي والاقتصادي والطوبوجرا ساعات، لتحسين لغته العبرية، مع الحفاظ علي لكنته المصرية، ثم تدرب علي القتال
وفي يونيو 1956م، استقل (رفعت) سفينة متجهة إلي (ناب (إسرائيل)، التي وصل إليها في أوائل يوليو 1956م، ودخل باسم (جاك بيتون)، المواطن اليهودي المخلص
ولم يكن الاستقرار في وطن جديد بالأمر السهل أو الهين، ونشاط حقيقيين، حتي أصبح واحداً من رجال الأعمال المعروفين هناك، واستطاع أن ينغمس في المجتمع الراقي، وأن يصنع لنفسه دائرة من المعارف والأصدقاء، حوت بعض الأسماء اللامعة في المجتمع الإسرائيلي، بمختلف طوائفه.. العسكرية، والسياسية، والاقتصادية..
ولو حاولنا شرح كل ما قدمه (
وأخيراً، وبعد طول عناء، قرر (جاك بيتون) الاستقرار، فتزوج من (فا الذي أودي بحياته في النهاية.