ولم يلمس محمد شوقي الكرة مع ميدلسبره هذا الموسم رغم أن الفريق خاض 8 مباريات رسمية بواقع 7 مباريات في بطولة الشامبيونشيب ومباراة واحدة في كأس الكارلنج.. ولم يكن غياب شوقي بسبب الإصابة أو الإيقاف، ولم يكن مجرد غياب عن التشكيلة الأساسية، بل كان غيابًا عن التشكيلة الأساسية والاحتياطية معاً..

وتحول شوقي الذي انتقل من النادي الأهلي إلي نادي ميدلسبره في 31 أغسطس 2007 من لاعب محترف إلي موظف محترف تتهمه جماهير الريفرسايد بعدم فعل أي شيء من أجل الفريق..

وبنظرة فاحصة سنجد أن كل الأسباب والمسببات والدوافع والشواهد تؤدي إلي نهاية واحدة تدفع شوقي لعدم الحاجة لبذل نقطة عرق واحدة مع ناديه الإنجليزي.. بل لا يوجد أي سبب يجعل اللاعب يكد أو يتعب أو يتظاهر بأن لديه حافز اللعب في تجربة احترافية مصرية فاشلة بكل المقاييس والمعايير الكروية.. أول الأسباب التي لا تجعل شوقي يطلب من فريقه اللعب أو حتي يشكو عدم اللعب أو يحاول بذل نقطة عرق هو أنه، ورغم عدم لعبه مع ناديه ميدلسبره، أساسي مع منتخب مصر ويتم استدعاؤه مثلما يقول الإنجليز (باي ديفولت)، يعني علي طول الخط، ولا يهم في ذلك إن كان أساسيًا أو احتياطيًا أو خارج التشكيلة، وهو أمر جعل شوقي (يطلع) لسانه لناديه.. مش بتلعبوني أنا بروح منتخب مصر ياولاد الإنجليز!! السبب الثاني يكمن في المقولة التاريخية الشهيرة لعدلي القيعي مدير التسويق بالأهلي «أن شوقي ابن من أبناء الأهلي وهو في يده المفتاح، إذا أراد العودة في أي وقت عليه أن يفتح الباب ويدخل دون استئذان».. أي باب العودة مفتوح لشوقي بالأهلي بجماهيريته الكبيرة وشعبيته الجارفة..

السبب الثالث هو أنه لا يوجد إعلام هادف في مصر يقيم وينتقد علي أسس موضوعية، فما إن يتم استدعاء شوقي من قبل الجهاز الفني للمنتخب لينضم لصفوف الفراعنة - دون أن يلمس كرة مع فريقه ما بين الاستدعاء والآخر - إلا وتجد الحفاوة الإعلامية وكأن شوقي فتح عكا مع ناديه دون أن يلعب دقيقة واحدة.. ومثلما أن الأهلي بيته وقد منحه القيعي مفتاحه، يجد شوقي (البيت بيتك) مفتوحًا وتامر أمين منتظره ليقابله بأسئلة العلاقات العامة البهية البهيجة، بينما يظل شوقي يتباهي في البيت بيته بالساعة (التيسو - اللي زي بتاعتي لحد يقول إني غيران منه)، ويتعايق بسلسلة الرقبة اللي حقيقة أحلي بكثير من سلسلة زيدان، وهذا هو الشيء الوحيد اللي يبعث علي الغيرة.. والحسرة.. والألم.. احتراف آخر زمن!!