نانا الاهلوية :: تريكاوي محدش قده ::
المشاركات : 1409 العمر : 36 محل الاقامة : فى الدنيا الوظيفة : اتخرجت وبعدين000000000000 الهوايات : القراءة والسيلسة بتشجع نادي إيه : الاهلى طبعا وبرشلونة لاعبك المفضل : تريكة وميسى تاريخ التسجيل : 13/07/2009 التقييم : 1 نقاط : 7288 ::: :
| موضوع: شعب جاحد لايعترف بنجاح الحكومة 2009-09-26, 12:49 am | |
| آخر تصريحات الدكتور أحمد نظيف تدينه سياسياً، وتُشَهّر بحكومته وحزبه، بل وتطال الرئيس مبارك شخصياً، وذلك لما تنطوي عليه من إشارات تُعطي إيحاءات بأنها تخلو من إدراك معانيها وما يترتب عليها! فقد قال في عدد «أخبار اليوم» الأخير إن حكومته ستبدأ فوراً في تنفيذ تكليفات الرئيس مبارك برفع مستويات المعيشة! وبتوفير احتياجات جميع المواطنين وخاصة محدودي الدخل! وقال إن الرئيس شدّد علي أهمية شعور المواطنين بثمار عمليات الإصلاح الواسعة التي تمت في مختلف المجالات..الخ، وأضاف بأن الحكومة تعتزّ بثقة الرئيس مبارك! ويبدو أنه وصل إلي علم الدكتور نظيف أن الناس حياري في فهم واستيعاب ظاهرة نجاحه ونجاح حكومته! فقدّم للجماهير التفسير المُفْحِم الذي كان غامضاً، بقوله: إن كل النجاحات التي حققتها الحكومة كانت بفضل التكليفات التي يصدرها الرئيس..الخ
وكما تري، فإن هذه العبارات الموجزة مشحونة بالكثير من أسباب وأعراض اللحظة الكارثية التي تعيشها مصر الآن والتي يري فيها رئيس الحكومة نجاحات!
ففي الحد الأدني، ودون حساب أن الدكتور نظيف كان وزيراً فيما بين عامي 1999 و2004، فإنه أصبح علي رأس الحكومة منذ يوليو 2004، أي أنه دخل عامه السادس، ولكنه يتحفنا الآن، بعد كل هذه السنوات، أنه سيبدأ رفع مستويات المعيشة، وأن الفضل لتنبيهه بأن يبدأ بعد كل هذه السنوات يرجع إلي تكليفات الرئيس!
ويتحدث ببراءة عما يسميه النجاحات التي حققتها الحكومة، وكأنه لم يقرأ الصحف، بمشاركة بعض الصحف القومية الخاضعة لسيطرة حكومته وحزبه، التي أسهبت في نشر تفاصيل أخبار الأزمات الطاحنة التي شهدها عهده، ومنها، للأمانة، ما كان موجوداً قبله، ولكنه زاد في عهده استفحالاً، ومنها ما استجد بسبب القصور الذاتي للإهمال والفساد والتركيز علي أوليات تخصّ آل الحكم وجماعته والمستفيدين من هذا العهد الممتد مما قبل الدكتور نظيف، بدءاً من رغيف الخبز الذي بات الحصول عليه في ذروة الأزمة بالدم والقتل، إلي قطع المياه عن البشر والزرع في بعض القري لأسابيع ممتدة، وارتفاع أسعار كل السلع الغذائية واستمرارها في الارتفاع دون توقف، وأزمة حديد التسليح التي قفزت بأسعار السكن إلي سقوف غير مسبوقة في ظل حماية رسمية تقدم تبريرات يعوزها الصدق عن أزمة عالمية، ولكنها لم تتراجع حتي بعد الانخفاض الملحوظ الضخم في الأسعار الخارجية، والحرائق التي نشبت في أهم المنشآت، وانهيار العمارات المتتابع، وهبوط الأرض، وتفاقم أزمة المرور بسبب الفوضي العارمة وسوء الإدارة وقلة كفاءة المسئولين عن التخطيط والتنظيم، إلي حد وقوع الحوادث المتعاظمة التي يروح ضحاياها عشرات الآلاف سنوياً إضافة إلي أعداد هائلة من الجرحي والمعوقين، وتفشي ظاهرة التسول إلي حدود الفزع، واتساع استخدام السلاح الناري في فضّ نزاعات الأفراد والعائلات، وتدهور أساليب الشرطة إلي حد امتهان كرامة المواطنين طبقاً لتقارير محلية ودولية، وشرب مياه المجاري وري الزراعات بها..الخ، ويحتل الأولوية فوق كل ذلك المصادمات الطائفية التي تُركز حكومته في التعامل معها علي البُعد الأمني، والتهدئة المؤقتة، علي حساب الدخول في الجذور وحسم الأسباب الأساسية وإعمال القانون علي الجميع!
وقد شهدت ولايته علي رأس مجلس الوزراء أكبر عمليات تزوير في الانتخابات، البرلمانية والمحلية، زادها سوءاً اقترانها بعنف هائل غير مسبوق اعتمد في بعضه علي البلطجية المحترفين المسجلين خطراً، ولم يتدخل الأمن للتصدي لهذه الجرائم، وقد قضت المحاكم ببطلان عدد من الدوائر، ولكن ضحايا التزوير لم يتمكنوا من الحصول علي حقهم في التمثيل الذي حُرِموا منه!
وأما كلامه عن ثقة الرئيس في الحكومة، فهذا يقوّض محاولات البعض إعفاء الرئيس من مسئولية تخبط الحكومة وفشلها!
ومن العبث تبيان التناقض الذي تنطوي عليه بعض عبارات الدكتور نظيف، في وقتيعلم الجميع تهافتها! مثل عبارته القصيرة الخاصة بمحدودي الدخل، التي تبدو أنها صارت التزاماً حزبياً لديهم في إطار الفكر الجديد: أن يزيدوا من معسول الكلام عن محدودي الدخل، في الوقت الذي يخصصون فيه كل الجهود، وكل موارد الدولة المملوكة أصلاً للشعب، لسكان الضفة الأخري، بصمت ودون كلام!
ويتماشي مع هذا التناقض الغريب، قوله عن تشديد الرئيس مبارك علي أهمية أن يشعر المواطنون بثمار عمليات الإصلاح الواسعة التي تمت في مختلف المجالات! لأن هذا يفترض في المواطن عمي البصر الذي يمنعه من رؤية ما هو في صالحه وأمامه! أو البلاهة التي يُستعصي بسببها فهم ما تراه العين من إصلاحات ونجاحات! أو ربما الجحود بإنكار الحق وأصحابه طمعاً في الاستمتاع بالمزيد من النجاحات!
يبقي أنه من الظلم تحميل الدكتور نظيف كل المسئولية عن سياسات ينحصر دوره في قبولها والدفاع عنها!
|
|