فرعون كان من قوم موسى
السادة الأعزاء
هذه هى المشاركة الأولى لى فى منتداكم ، لقد أصدرت منذ ستة أعوام كتاب بعنوان " فرعون كان من قوم موسى " ومن سوء حظى أن هذا الكتاب لم يصلكم ، على كل حال قريبا جدا سينزل بالسوق الطبعة الثانية من الكتاب وهى مضاعفة فى الحجم والمعلومات بعنوان " فرعون من قوم موسى " بدون " كان " وعليها صورة فرعون الحقيقى ، وهى من منشورات دار نفرتارى nefertari2*live.com &
.127733544وتطلب من مكتبات الأهرام ومن الدار الناشرة www.nefertari2.com
على كل حال سأقوم بدأ من اليوم بكتابة فصل واحد من الكتاب القديم وهو " فرعون كان من قوم موسى " ، وعلى أن أضيف فصل آخر كل اسبوع إذا طلبتم منى ذلك
هذا الكتاب
آن الأوان ليعرف الجميع أن فرعون كان من قوم موسى وأن المعركة بينهما بكل ما فيها من تعذيب وقتل وســحر وهروب وخروج ، كانت معركة داخلية بين أفراد من نفس القوم ، ولم يكن لمصر ولا لملكها ولا للمصريين في هذه الأحداث ناقة ولا جمل.
مصر... كلمة عظيمة أثارت غيرة وحقد اليهود فحشروها حشراَ في ثنايا القصة ، للصق كل فرية بمصر وبالمصريين ، ويتم تكفير ماضيها بتهمة الشرك ومحاربة الأنبياء ، ويتم تلخيص كل تاريخها في عبارة :
( فرعون طغى وتكبر وقال أنا ربكم الأعلى(
فكان مصيره الموت غرقاً ، وهلاك قومه من المصريين المجرمين ، وعملوا على أن لا يقف الأمر على الماضي بل لابد أن ينسحب على الحاضر ويمتد للمستقبل بحيث لا يصبح للمصريين تاريخ يفتخرون به بل يصبح واجباً عليهم إحالة التراب على تراثهم الكافر وسب أجدادهم والانتساب لغيرهم ، والشعور بالعار لمحاربتهم بني إسرائيل الذين أكرموا مصر بالعلم و الإيمان .
خدعة يهودية كبرى وقع فيها العالم وفضحتها آيات القرآن الكريم المعجزة.
تحديد الهدف وتبيان الأسلوب
النقطـــــــة صـــــفر " وبداية لابد منها " :
هل قرأنا آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن تاريخنا بعقل مجرد محايد؟ أم قرأناها طوال 14.. سنة وبطول وعرض بلاد الدنيــــــــــــا وعقولنا موجهة ومبرمجة لنفهمها على اتجاه محدد وتفســـــير معين لا نحيد عنه ، يمجد بنى إســــــــرائيل ويلعن مصــــــر والمصريين .
هل وقع فعلاً هذا الخطأ ؟!
موسى عليه السلام رسول كريم أرسله الله للمصريين الكفرة ، لكنهم حاربوه وعذبوه مع أتباعه فأغرقهم الله واستحقوا اللعنة . هذا هو ملخص القصة الموجودة في كل كتب التفاسير والقصص الدينية بل وفى عقول كل الناس .
أتت قصة حياة موسى عليه السلام كاملة وحقيقية في التوراة بدون أي تبديل أو تزوير إلا في إضافة أحبار اليهود لكلمة واحدة فقط هي مصر ، حشروها حشراً في ثنايا القصة ليتم تكفير مصر ويتم تلخيص كل تاريخها في عبارة :
( فرعون طغى وتكبر وقال أنا ربكم الأعلى)
فكان مصيره الموت غرقاً ، وهلاك قومه من المصريين المجرمين ، وعملوا على أن لا يقف الأمر على الماضي بل لابد أن ينسحب على الحاضر ويمتد للمستقبل بحيث لا يصبح للمصريين تاريخ يفتخرون به بل يصبح واجباً عليهم إحالة التراب على تراثهم الكافر وسب أجدادهم والانتساب لغيرهم ، والشعور بالعار لمحاربتهم بني إسرائيل الذين أكرموا مصر بالعلم و الإيمان .
بذلت دعاوى يهودية خارقة للصق كل فرية بنا نحن المصريين بدأ من الطغيان والجبروت وانتهاء بالكفر وذلك بإقناع العالم أن بنى إسرائيل عذبوا واستعبدوا في أرض مصر وبأيدي المصريين بهذا يتم وصم مصر والمصريين للأبد. وزاد الطين بلة أن غالبية مفسري القرآن وكتبة قصص الأنبياء أوقفوا العقل عن القراءة المحايدة للقرآن واستسهلوا النقل عن الإسرائيليات فأصبحوا من أكثر المروجين لها وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت أنهم قد شكلوا غلاف خارجي متين يحمى الأساطير اليهودية ذلك لأنهم أدخلوها ـ كما يقول جودت السعد (8) ـ في صلب ألبني الإيمانية لدياناتهم ( الإسلامية) فأصبحوا الخط الأمامي لجبهة القتال اليهودية.
وظل همهم وشاغلهم ترديد تلك الأساطير والدفاع عنها وتبريرها .
ولما كان الحق أبلج ، ظهر مؤرخ يهودي يدعى "يوسيفوس" وضع في القرن الأول المـــيلادي كتاباَ بعنوان " الرد على ابيون " حاول فيه الدفاع عن قومــه وعشـيرته من اليهود واثبات أن لهم أصل وتاريخ ، وذلك رداً على المؤرخ الإغريقي ابيون الذي سب اليهود ونسب إلـــيهم كل عيب ونقيصة ، ولم يجد يوسيفوس مرجعاً خيراَ من كتــاب للمؤرخ المصري" مانيتون " (1) عن الهكسوس كتبه حوالي عام 28. ق.م
يقول مانيتون : " فى عهد تيماوس أصابنا ، ولست أدرى لماذا؟ نقمة من الإله ، فأندفع نحونا أقوام أسيويون من أصل وضيع جاءوا من المناطق الشرقية ،...هذة الأقوام كلها كانت تدعى هكسوس ومعناها الملوك الرعاة ، والبعض يقول أن هؤلاء الناس كانوا عرباَ..."
• بيد أن يوسيفوس اليهودي استشهد بكتاب مانيتون ليؤكد أن بنى إسرائيل كانوا هم أنفسهم الهكسوس ، ليتباهى باحتلالهم لمصر.
• عالم الآثار مارييت يقول:- إن قبائل الهكسوس كانوا خليطاًً من العرب وأهل الشام وأكثرهم من الكنعانيين ... وفى التواريخ العربية العمالقة
• يرى بريستد أن أبناء يعقوب ( إسرائيل ) كانوا على أصح الاحتمالات عرباً تابعين لإمبراطورية الهكسوس مؤيداً بذلك نظرية يوسفوس القائلة بأن بنى إسرائيل قوم من الهكسوس . ولا يبعد عن أن يكون وجود هؤلاء الأعراب بمصر سبباً فى تلقيب تلك الإمبراطورية بدولة الرعاة .
• يؤكد د.اًحمد شلبى فى كتابه مقارنة الأديان :... الهكسوس هم قوم من الأعراب الذين ذكرهم القرآن الكريم بقوله :
{ الأعراب أشد كفراً ونفاقاً }97 التوبة
• ويؤكد ذات المعنى ( زينون كاسيدوفسكى) فى قوله:-
) ويتوقع أن تكون عشيرة يعقوب قد جاءت مصر مع زحف الهكسوس أو بعد أن أقاموا سيطرتهم فيها . وقد أستقبل يعقوب ومن معه استقبالاً طيباً فى مصر لأنهم كانوا أقرباء المحتلين ،.. ومن جهة أخرى ليس من الصعب أن نتوقع أن الفراعنة الهكسوس لم يثقوا بالمصريين ، وكانوا يثقون بأنسابهم الآسيويين الذين يجمعهم معاً المنشأ واللغة )
الهكسوس : لم يكونوا إذاَ شعباً واحداً بل أحلاف من شعوب وجماعات متنوعة. كانوا قبائل شتى من العماليق (الأعراب) والعبرانيين من بنى يهوذا ، وبنى إسرائيل.
رجل من قوم موسى اسمه " فرعــــون"
فرعون هل هو لقب من ألقاب ملوك مصر ؟ أم اسم علم لشخص ؟!
هذا هو اللغز الأول الواجب حله.
من أكثر الأشياء غرابة ومدعاة للدهشة إننا نحن المصريين لم نستخدم أبداً لفظ " فرعون " للدلالة على الملك أو على الحاكم طوال تاريخنا
نؤكد أن كلمة فرعون لم تستعمل في أي وقت من أوقات تاريخنا المصري كلقب حقيقي رسمي للملك ، ويؤكد معنا جميع رجال الآثار المصرية ، مصريين وأجانب ودون استثناء ، أن هذا الاسم لم يستعمل طوال التاريخ المصري إلا خلال فترة حكم الهكسوس لمصر ، ويؤكدون أنة ومنذ هذا الوقت - فقط منذ هذا الوقت - اصبح هذا الاصطلاح لقباً ثانوياً من ألقاب ملوك مصر .
يؤكد معجم الحضارة المصرية : " أن المؤرخين الغربيين وكل من تصدى لدراسة الحضارة المصرية قد نقلوا كلمة فرعون عن لفظ حقيقي رسمي في التوراة ".
فعندما قالت التوراة أن حاكم مصر اسمه فرعون .
قام الجميع بإطلاق اسم فرعون على كل حاكم لمصر- أجنبي أو مصري -وتم تفصيل كل شئ ليتمشى مع ما قاله كتبة التوراة ، فهم الأساس والمرجع .
ووصل الأمر إلى أن سجلات مصر والعراق كما يقول الصليبي:
" قد حرفت على ضوء النصوص التوراتية والتي أجبرت على إعطاء مؤشرات جغرافية وتاريخية تتوافق مع الأحكام المسبقة لدى الباحثين التوراتيين ".
ويقول جودت السعد (8) : " ومما لا شك فيه أن كثير من المقولات والمفاهيم أصبحت بتأثير التوراة مسلمات لفترة زمنية طويلة ، رغم وضوح الخطأ، سواء أكان هذا الخطأ تاريخياَ أو منطقياَ أو جغرافياَ ..وظل كثيراَ من الباحثين يدورون حولها أو يعالجونها بخجل إذا لم يجندوا أنفسهم لتبريرها ".
هذا الموقف الغريب اتخذه الكثير من رجال الدين الإسلامي حيث تم ليّ عنق الآيات الواضحة لتتمشى مع ما يقوله كتبة التوراة .
حتى رجال الآثار المصرية خضعوا " لمسلمات النصوص التوراتية الخاطئة " وأقنعونا أن كلمة - فرعون - مشتقة من اللفظ المصري ( ب ر - عا) والتي تعني البيت الكبير، ولما كان هذا اللفظ هو أقرب الألفاظ لاسم فرعون فقد ثبت وتقنن وأصبح هو التفسير التقليدي. وأراه تخريج بعيد القبول وفيه تقليد لرجال الآثار الأوربيين الذين جعلوا من التوراة مرجعهم الأول .
أما أنا المصري المسلم فلي مرجع آخر أكثر صدقاً وتوثيقاً ألا وهو القرآن الكريم تليه نصوص حضارتي وقد أوصلاني إلى أن :
" كلمة ( فرعون ) اسم علم لرجل من الرعاة الأعراب الهكسوس الذين احتلوا مصر وحكموها ، واسم هذا الرجل ( فرعون ) لا يمت بصله لأسماء أو ألقاب ملوك مصر من المصريين ".
وإليك العديد من الأدلة القاطعة :
أولاً : لم تأتي كلمة فرعون في القرآن الكريم معرفة مثل ( الملك أو الأمير أو الإمبراطور.. ) بل دائماً تأتي نكرة على صورة مجردة هكذا ( فرعون ) مما يدل على انه اسم علم وليس صفة أو منصب .
ثانياً : جاء اسم فرعون ملازماً لاسمين لشخصين من الأعلام مرة قبلهما ومرة أخرى بينهما ، فلا بد لغوياً أن تكون كلمة فرعون اسماً لشخص مثل ما قبلها وما بعدها .
{ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون } 23 غافر
{ٍ ... وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات} 39 العنكبوت
ثالثاً : لم يأتي هذا الاسم جمعاً أبداً ، فلم ترد أبداً كلمة الفراعين على غرار الأمراء والملوك ، ذلك لأن أسماء الأعلام لا تجمع.
رابعاً : لم يذكر أبداً منسوباً لمصر أو للمصريين فلم ترد آية واحدة في القرآن تقول فرعون مصر على غرار عزيز مصر أو ملك مصر .
والمدهش إنه لم تأتي آية واحدة في القرآن تقول أن فرعون هذا كان ملكاً مصرياً بل جاء وصف إنه كان ملكاً لمصر وليس ملكاً مصرياً ، حتى هذا ، جاء على لسانه هو كنوع من الافتخار فقد نادى في قومه مفتخراً وأنهى نداؤه بقوله :
{ أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتي }51 الزخرف
خامساً : رغم مجيء الأنبياء إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام لأرض مصر ومعاصرتهم لحكام في عصورهم إلا انه لم يطلق على أي من هؤلاء الحكام لقب الفرعون .فالحاكم الذي عاصر إبراهيم أطلق عليه الملك ، والحاكم الذي عاصر يوسف أطلق عليه الملك في خمسة مواضع ، وهناك أيضاً العزيز .بينما الحاكم الذي عاصر موسى أطلق عليه فرعون( بدون -أل- التعريف ) في أربع وسبعين موضعاً .
ألا يدل هذا على إنه اسمه المجرد
هل هناك أبين من هذا ؟ نعم هناك .
سادساً : جاء مصحوباً بياء النداء ، وهي تأتي مع أسماء الأعلام مثل يا أحمد ويا مصطفى ... الخ .ففي القرآن الكريم :
{ وقال موسى يا فرعون ... } 1.4 الأعراف
ففـــــــــرعون اسم علم للرجل وليس لقباً وإلا كانت قد جاءت يا أيها الفرعون على غرار الآية :
{ قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر } 88 يوسف
بل إننا نقرأ ديالوج بين موسى وفرعون يتحدث فيه كل منهما مع الأخر باسمه المجرد وبدون تكلف .
قال فرعــــــــون :...{ إنى لأظنك يا موسى مسحورا } ً1.1 لاسراء
ورد عليه موسى:...{ وإنى لأظنك يا فرعون مثبورا } 1.2الاسراء
سابعاً : من الاستحالة أن تكون كلمة فرعون لقباً لحاكم لأن الألقاب تقرن بأسماء الملوك بغرض التفخيم والتعظيم . وتطلق مجردة زيادة في التفخيم ، هذا ولما كان النص القرآني قد أفاد فى كثير من الوجوه إجرام هذا الملك ووصفه بكل عيب ونقيصة ، فليس من المعقول أن يأتي النص بعد ذلك معظماً له فيناديه بلقبه ( تعظيماً ) وليس باسمه ( تقليلاً ) ,
ثامناً : جاء اسم فرعون كاسم علم خالص في مصدر من أهم مصادر التاريخ القديم ، فقد أتى عشرات المرات في التوراة على هذا النحو :
" فرعـــــــــــــون ملك مصــــــــــر " 11 إصحاح 6 الخروج
" فاشتد قلب فرعـــــــــــــــــــون " 13 إصحاح 7 خروج
وكان لابد أن تذكره التوراة باسمه ، وإلا كان سيعد من الغرائب أن لا تذكر التوراة اسم الملك الذي سامهم سوء العذاب.
أم ترى أن هذا الملك لم يكن مهماَ ؟!
هذا في حين أن التوراة نفسها لم تتردد فى ذكر ملكين مصريين آخرين أقل أهمية هما " شيشنق" و" نخاو" بإسميهما.
إن بدا هذا معقولاً ...نردف بأدلة أخرى :
تاسعاً : لم تأتي كلمة فرعون كلقب مقرون بالاسم الشخصي للملك طوال التاريخ المصري إلا في عهد أحد الشناشقة من الأسرة الثانية والعشرين مرة ، ومرة أخرى في عهد أحد الشناشقة أيضاً من الأسرة السادسة والعشرين وهما أسرتان ليبيتان.
وهنا يفجر الأستاذ الكبير على فهمى خشيم(1.) سؤال هام يقول:
أليس مثيراً للدهشة حقاً أن يرتبط أقدم مثل لارتباط لقب " فرعون" باسم الملك بأسرتين ليبيتين المفروض أنهما غريبتان.
أليس عجيباً أن ترتبط الفرعونية بالغرباء عن مصر ؟
يصل خشيم إلى أن التفسير الوحيد الممكن هنا هو أن هذه الفرعونية وأصلها ومشتقاتها ليست قطعاً خاصة بمصر ، بل الأصل تعبير عروبي سواء جاء من شرق مصر أو غربها أو نبع منها ذاتها ، متعلق جذراً واستعمالاً باللغة العربية وأخواتها من اللغات العروبية الأخرى .
* ويمكن القول أن أصل اسم ( فرعون ) هو الفعل ( فرعن ). والنون في آخر الكلمة أصلية في أثناء تطور العربية واستعيض عنها بالتنوين الذي ينطق ولا تكتب نونه ، أو أن الجذر العربي ( فارع ) هو أصل فرعون ويعني العلو والطغيان وهذا وارد ..
* أو ربما يكون الاسم مشتق من اسم البلدة العربية التي أتى منها وهى ( فاران ) كما يقول ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر .
* بينما يؤكد د. كمال الصليبي :
" أن كلمة فرعون مأخوذة من اسم قبيلة( فرعا ) الموجودة حتى الآن في وادي عسير غرب الجزيرة العربية ".
* والآثار تقول أن العرب عرفوا هذا الاسم واستعملوه في مملكة سبأ القديمة في جنوب اليمن وفي نفس وقت استعماله في مصر .
ففي النص رقم 576 من إحدى نقوش - محرم بلقيس - نجد أن كلمة ( فرعم ) لقباً لملك سبأ . وفي النص رقم 649 نجد عبارة " فرعم أمام الجيش ".
نخلص من هذا أن كلمة فرعون كلمة عربية ولفظ عربي صميم جاء مع الغزاة العبرانيين والأعراب بشهادة أهل اللغة ورجال الآثار والتاريخ الإسلامي وقبلهم جميعاً القرآن الكريم الذي يصف فرعون بنفس المشتقات العربية العلو والطغيان :
{ إن فرعون لعال في الأرض } 83 يونس
{فرعون إنه كان عالياً في الأرض } 31 الدخان
{اذهب إلى فرعون انه طغى } 17 المنازعات
{ فقال أنا ربكم الأعلى } 24 المنازعات
هكذا إذاً هو ألامر.
وإن لم يكن هذا مرضياً ، إليك أدلة أخرى:
عاشراً : أجمع ثقاة علماء الآثار المصرية وعلى رأسهم السير ألالن جاردنر في كتابه النحو المصري ، والسير آرثر ايفانز، والعالم ألن شورتر ، والعديد غيرهم أن كلمة ( ب ر – عا) المعتقد إنها اًصل كلمة فرعون باللغة المصرية ، معناها الحرفي البيت الكبير أو القصر وليس لها أي علاقة بشخص الملك أو اسمه .
حادي عشر : هذا الاسم ( فرعون ) غير متداول فى مصر لا قديماً ولا حديثاً ، ولكنه للحق ينتشر حتى اليوم فى السعودية واليمن وعند العديد من جيراننا العرب كاسم علم للكثير من الأشخاص والعائلات الكبيرة والمشهورة ومن أشهرهم عائله الدكتور " رشاد فرعون" الدبلوماسي السعودي ، كذلك هناك الكاتب الجزائري الشهير" مولود فرعون " وهو من أصل عربى. وليف فرعون البطل السعودي في الزوارق المائية وعشرات غيرهم.
ولقد اختاره الرسول الحكيم ليطلقه على أبو جهل رأس كفر العرب ، فاسماه على وجه الخصوص " فرعون قومه ".
ففرعون اسم آرامى يخص العرب والعبرانيين مثله مثل( خلدون زيدون بيضون سمعون هارون قارون شارون جدعون رعنون مامون رحمون شمشون وكلها اسماء اراميه قديمه
اما هامان فمثل ( غسان سلمان سمعان فهمان عمران خلفان مهران) وكلها كما لا يخفى أسماء عربية وعبرانية
واسم هامان يعنى هام جدا, فالمقطع ( ان ) يعنى جدا.
أكثر من هذا لا يوجد فى أي مكان من أرض مصر أثراً منسوب لفرعون ، اللهم " حمام فرعون " الذي يوجد وللعجب في سيناء(!) حيث كان يعيش فرعون مع قومه المحتلين لمصر في ذلك الوقت.
في نفس الوقت نجد لحسان بن ثابت حصن شامخ من حصون يثرب اسمه حصن ( فارع ) ، وفارع هو المصدر العربي لكلمه فرعون.
والمدهش إننا نجده فى الثقافة العربية القديمة :
يحدثنا فاروق خورشيد (31) عن قصة جاءت فى كتاب التيجان يحكى ملخصها عن ملك اسمه عمرو بن مضاض الجرهمى كان ملكاً على مكة والحجاز والتهائم إلى مدائن ثمود. نزل عليه ذات يوم تاجر أحجار كريمة إسرائيلي ، حدث خلاف بين الملك العربي والإسرائيلي فما كان من الأخير إلا أن سرق تاج الملك وكان معلقاً على الكعبة وفر به إلي " فاران بن يعقوب " ملك بنى إسرائيل الذي علقه على بيت المقدس لأنهم أهل كتاب ورفض إرجاعه إلى الملك الكافر.
اسم ملك بنى إسرائيل ( فاران بن يعقوب )
هل أضاف لنا هذا الاسم شيئاً وأكده ، حتى لو كان بطل مجرد قصة ، أليست القصص ذاكرة الشعوب ؟
ثاني عشر : جاء ذكر اسم فرعون كاسم علم لملك آخر غير الذي عاصر موسى فى إحدى نصوص هيرودوت بالكتاب الثاني فقرة 3
(وحين مات سيزوستريس خلفه ابنه فرعون وهو أمير لم تكن له مغامرات عسكرية .. وقد خلف فرعون أحد مواطني ممفيس)
هل هناك أبين من هذا ؟ ...نعم هناك فى المراجع الإسلامية.
ثالث عشر : المراجع الإسلامية
من المراجع الإسلامية أن نأتي بخبر فرعون كاملاً وعلى الترتيب التالي :
1-1 طمعت في مصر العمالقة .........(كتاب الفضائل الباهرة )
2-2 وكان أولهم يقال له ( فرعــــون ) فصار ذلك اسماً لكل من تجبر وعلا أمره ...............(المواعظ والاعتبار للمقريزى )
3-3 وكان من بلدة " فاران " وفاران بطن من بطــون " قضاعة " ......................( فتوح مصر لإبن عبد الحكم )
والجميع يعرف أن برية فاران هى البرية القاحلة التى نشأ فيها إسماعيل ابن إبراهيم (عليهما السلام) وكانت منبت العماليق أنساب إسماعيل وهم من العرب العاربة ومنهم أيضا عاد وثمود.
4-4 كما نرى في المراجع الإسلامية :-
قال قتادة : " الفراعنة أولهم كان في زمن الخليل.. ثم الثاني وهو فرعون يوسف ، ثم فرعون موسى .." .
قال أبو الفدا : " وكان من العمالقة " فراعنة مصر ".
قال إبن خلدون : ومن العماليق ( فراعنة) مصر .
قال د. نديم السيار (4):...إن جميع المؤرخين المسلمين يؤكدون أن ملوك العماليق ( الهكسوس ) هم فقط الذين يحملون لقب فرعون .
ولسبب غير معروف لا أحد يهتم بما قاله المؤرخون القدامى عن فرعون خاصة ، ويتهمونهم بالتهويل والمبالغه.
هل تجاهل القرآن الكريم اسم هذا الملك الجبار ؟ !
وكيف يتجاهله ولا يأتى به وقصته مع بنى إسرائيل من أهم وأطول قصص القرآن الكريم وأكثرها جدلاَ ؟
عرض الأستاذ سعيد أبو العينين(21) على خمسة من رجال الدين الأفاضل هذا السؤال:
لماذا لم يذكر القرآن الكريم اسم فرعون ؟
أجاب حضرتهم : " أن الله قد أخفى اسمه لأنه لا فائدة من ذكره ، لأن القرآن يستهدف العبرة من التاريخ ولا يستهدف الأشخاص ".
ومع احترامي لإجاباتهم - التي جاءت بعبارات معتادة مكرره رغم وضوح الخطأ - إلا إنها ليست منطقية ذلك لأن القرآن قد أتى وفى نفس القصة بأسماء مثل قارون وهامان وكلاهما كان جباراَ ومعاصراَ لفرعون وكلاهما أقل شأنا وتأثيراَ ومع ذلك أتى الله بأسمائهم. وفى آيات أخرى ذكر عاد وثمود وآزر وغيرهم.
الآن ... نستطيع الإجابة عن السؤال ونقول :
لا ...لم يتجاهل القرآن الكريم اسم هذا الملك الجبار الذي عذب بنى إسرائيل ، بل أورده أربع وسبعين مرة ، باسمه " فرعون ".
كذلك لم تتجاهل التوراة اسمه بل أتت به مجرداً هكذا " فرعون " رغم محاولات تعميمه على كل ملوك مصر.
لماذا أصبح اسم فرعون لقب لكل ملوك العماليق؟
يقول المقريزى: ( فرعون ) صار اسماً لكل من تجبر وعلا أمره .
من هنا أطلق المؤرخون هذا الاسم على كل ملوك العماليق حتى الذين سبقوا فرعون نفسه ، وأصبح قاصراً عليهم فقط ، وهو على كل حال أمر شائع فكثير من أسماء الأعلام تحولت مع مرور الوقت إلى ألقاب مثال :
- كسرى ...كان حاكماَ للفرس ولكنه تحول مع الوقت الى لقب لكل من ملك الفرس وتسموا بالأكاسره.
- يوليوس قيصر ...كان حاكماَ للرومان ، ولكن اسمه تحول للقب لكل من حكم بعدة وتسموا بالقياصره.
- وهكذا النجاشى أصبح لقباَ لملوك الحبشة.
منذ أن أسسنا نحن المصريين حضارتنا نطلق على الحاكم اسم الملك ، ورغم ظهور كلمة فرعون واستعمالها للدلالة على الحاكم بعد طرد الهكسوس ، إلا انه لا يوجد ملك مصري واحد نقش هذا اللقب فى الخرطوش الخاص به – فمن المتعارف عليه أن أسماء الملوك تكتب فى مستطيل يسمى بالخرطوش الملكي يحتوى الاسم والألقاب - ولم يحدث أن وجدت كلمة فرعون داخل أي خرطوش ، فلم نكن نكتب إلا الألقاب الملكية المصرية مثل :-
ن ب ( nb) : وتعني السيد ، وهناك " ن ب - ب ر " ومعناها سيد البيت ، و " ن ب ت . ب ر " ومعناها ربة البيت .
ن س و (NSW ): وكان يدل على ملك الوجه القبلي .
ب ت ( B T ) :استعمل هذا اللقب للدلالة على ملك الوجه البحري ولكن بعد توحيد القطرين ادمج اللقبان واصبحا لقباَ واحداَ " ن س و ب ت " أي ملك الوجهين.
ح ق ( H K ) : وهى تعنى الحكمـــة والحــق ، كما تعنى العالم بأسرار الطبيعة وما وراء الطبيعة . وفى معجم جاردنر نرى كلمة " ح ق ت " تعنى السيف كما تعنى أيضا العدل والوزن.
سا – رع : لقب من الأسرة الرابعة ويعنى ابن الشمس .
حر – نوب : وهو يعنى صقر السماء الذهبي .
نخرج من هذا بأنه كان هناك أقوام بدو جبارين همج من الأعراب والعبرانيين استولوا على حكم مصر أُطلق عليهم اسم الهكسوس ، وفى آخر أيامهم ملكهم رجل طاغية اسمه فرعون ، فأرسل الله إليهم من أنفسهم رسولاَ كريماَ هو موسى عليه السلام ، الذي طالب بإخراج قبيلته بنى إسرائيل من وسط قبائل الهكسوس الهمجية ( والتي تم طردها على يد أحمس ملك مصر العظيم أثناء خروج موسى مع قومه) ولجبروت هذا الملك " فرعون " تحول اسمه إلى لقب لكل ملوكهم المحتلين لمصر ، ولكن اليهود نجحوا في جعله لقباَ لملوكنا نحن المصريين بهدف الإدانة. وتقنن الوضع الكاذب ، لسيطرة الإسرائيليات على القصص الدينية التي أصبحت مرجعنا الوحيد من جهة ، وعدم إجادتنا لقراءة تاريخنا بل وكتابنا المقدس الكريم من جهة أخرى ، ومع التكرار ، تقرر الوضع الكاذب وأصبح هو الحقيقة.
نموذج من الخراطيش الملكية
لم يحدث أن وجدت كلمة فرعون داخل أي خرطوش
طوال التاريخ المصري لأنه ببساطة لم يكن رجل مصرى.
انتظرونى لو أحببتم أن أسرد لكم المقالة التالية
من هنا تبدأ الحكاية :
# موسى... ولد داخل قصر فرعون !
مهندس عاطف عزت
Atefezzat16@hotmail.com