ذكر تقرير للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن مونديال الشباب لكرة القدم الذي تستضيفه مصر حاليا أنه منذ اللحظة الأولى التي تطأ قدميك فيها مطار القاهرة فى زيارتك لأكثر بلاد العالم عبقا بالتاريخ والآثار، تنتابك مشاعر متباينة تكون فى أغلبها سعيد وأنت على أرض الكنانة.
وجاء علي لسان التقرير " فعلى هامش بطولة كأس العالم تحت 20 سنة( مصر 2009).. وكما يحدث فى كل بطولة جديدة نذهب إليها، مررنا بالعديد من المواقف والصعاب ولعل من أبرز التحديات التى يمكن لك أن تواجهها فى القاهرة هو محاولة عبور الشارع فى واحدة من أكثر مدن العالم اكتظاظا بالسكان وازدحاما بالسيارات."
"ولأن زيارة الأهرامات والقلعة والمتحف المصرى وجامع محمد على ومنطقة خان الخليلى أو "المدينة القديمة" تعد معالم ضرورية عند زيارتك لتلك المدينة. فقد قررنا فى يوم من الأيام الذهاب فى رحلة سريعة لهضبة الأهرامات ولالتقاط بعض الصور التذكارية."
"وقد أصرت إحدى المتطوعات على اصطحابنا فى تلك الزيارة التى استغرقت أكثر من ست ساعات وقدمت لنا كل المساعدة و لم تكف الحديث خلالها عن بلادها بفخر وإعتزاز بينما سهلت لنا الدخول للمناطق الأثرية بتذاكر مخفضة."
"ولم تتوان بالطبع عن مجادلة الباعة الجائلين فى أسعار المشتريات والهدايا التذكارية التى كانوا يعرضوها علينا وأدركنا بعد ذلك انها لم تعد لمنزلها سوى فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى حتى تسنى لها إنهاء الواجبات التى كانت مكلفة بها فى نفس هذا اليوم والتى قامت بتأجيلها لمرافقتنا."
"ومن الأمور التى لا يمكنك أن تمر عليك مرور الكرام دون أن تلحظها فى المدينة التى يطلق عليها - هوليوود الشرق - هو هذا الصوت الذى يتردد خمس مرات يوميا ولا يمكنه ألا يدرك مسامعك أينما كنت وهو بالطبع صوت النداء على الآذان للصلاة والذى يصدر من الجوامع والمساجد المنتشرة فى جميع أرجاء المدينة والتى تحمل فى الوقت نفسه كنية أخرى وهى -مدينة الألف المئذنة- حيث تنتشر المآذن فى جميع بقاع المدينة تقريبا."
"وفى الوقت نفسه فإن المقاهي تنتشر على طول كورنيش النيل ويقض الناس أوقات طويلة من المرح فى تلك الأماكن حتى الساعات الأولى من الصباح."
"وللجمهور المصرى عاداته الخاصة كذلك فى تشجيع فريقه فالجماهير تذهب للملعب قبل وقت مبكر للغاية من بداية المباريات وقد يمتلئ الملعب عن أخره قبل ما يقرب من ساعتين من ضربة البداية، والملفت أن هؤلاء المشجعين يبدأون فى الغناء والهتاف للاعبيهم وتشجيع فريقهم بمجرد وصولهم لأرض الملعب وحتى و لو لم تكن المباراة قد انطلقت بعد أو ظهر اللاعبون على البساط الأخضر."
"ودائما ما تجد هناك وفى ركن خاص من مدرجات الدرجة الثالثة مجموعة من المشجعين الذين يرتدون الملابس الملونة والزاهية ليشكلوا فى النهاية لوحة فنية جميلة فى خلفية الملعب."
"وفى كل مكان ذهبنا إليه تقريبا، وجدنا الجميع يستقبلنا ببسمة بشوشة وحتى هؤلاء البسطاء الذين لا يجيدون تحدث اللغات الأخرى فهم يحاولون بطريقة أو بأخرى إظهار روح التعاون ولا يتوان المصريون عن دعوتك فى أى وقت لوجبة ساخنة أو حتى لمشروب وهو ما يؤكد تطبع غالبيتهم بالكرم."
"المؤكد أنها تجربة فريدة من نوعها وكان من الرائع أن نقضى ساعة الغذاء يوميا فى شرفات فندقنا المطلة على نهر النيل وسط شمس مشمسة وهواء عليل وجو دافئ يفتقده الكثيرين منا فى أغلب فترات العام فى بلاده وان تلك الرحلة لم تكن لتكون كافية للكشف عن أسرار تلك المدينة الضخمة وناهيك عن الواجهات السياحية الخلابة الأخرى والتى تشتهر بها مصر كشرم الشيخ والغردقة والأقصر وكلها أماكن سنحرص على زيارتها فى المرة القادمة."