فيه الإتقان في العمل، فيه بر الوالدين، فيه الرفق بالحيوان، فيه الأمانة والنظافة ( بالمناسبة الشارع ده مش تبع شركة النظافة الإيطالي ) فيه الوفاء بالعهد والوعد، فيه الحفاظ علي أسرار الغير، فيه الحفاظ علي مال اليتيم وعدم أكله ونهبه في البطون، فيه إننا نقفل بقنا ونبطل نجيب في سيرة الخلق .... تعالوا بس شوفوا الحاجات دي وغيرها وامسكوا فيها واعملوها قضيتكم ودافعوا عنها بكل شراسة زي ما إنتوا ماسكين ومتبتين في موضوع اللبس ده !!... لأ، معلش إحنا مش فاضيين دلوقتي إحنا مشغولين بأهم حاجة في حياتنا وديننا وعيشتنا كلها، دي القضية الأهم والأكثر إلحاحا في ملف القضايا الإسلامية الضرورية والملحة ، دي اللي هتعلي كلمة الإسلام وهترفع من شأن المسلمين.. قضية الشكل الخارجي للمرأة هي بيت القصيد ولب الموضوع، هو الحدث الحاصل علي أعلي نسبة مشاهدة ومناقشة ومتابعة في الأحاديث الجانبية والعلنية والرسمية... ولا أعرف لماذا كل هذا الجدل المزعج حول تفسير آية قرآنية واحدة من ضمن آلاف الآيات القرآنية ( 6236 آية) اجتمع عليها العلماء الثقات وفسروها تفسيرا واحدا وخلصنا.. لماذا كل هذه المقاوحة والمناهدة وتطليع الروح مع رجال الدين في شيء محسوم وخلصان من بدري! ومثله مثل أحكام كثيرة جاءت فيها الآراء الفاصلة القاطعة اللي مافيهاش كلام ورغي ع الفاضي .. واللي عاوز ياخد بيها ياخد واللي مش عاوز هو حر .. مش بقولكم إحنا سايبين كل شيء وقافشين في المظهر والشكل فقط.. وهذه هي الكارثة بعينها الشعب كله تحول للحكم علي بعضه من خلال عدد أمتار القماش التي يستعملها !! فالتي ترتدي النقاب هي بالطبع الأفضل والأكثر إيمانا وتنظر للمحجبة بشيء من الدونية، فهي تلك الغلبانة التي لم تنفذ الفريضة الصحيحة ( من وجهة نظرهن ) وهي المحرومة من حلاوة الإيمان وهي المقصرة في مسألة التشبه بزوجات الرسول عليه الصلاة والسلام ، ثم هناك من ترتدي الخمار الواسع، ذو الألوان الرمادية والبنية والتي تنظر للون الفوشيا والبرتقالي والأحمر الذي ترتديه المحجبة علي أنها ألوان خارجة شفتيشي ودليل تبرج وعدم التزام بالزي الشرعي السليم.. ثم هناك أمثالنا اللاتي يرتدين من كل لون يا باطسطة ويتعاملن مع البنطلون من غير أي حساسية طالما متغطي إلي الركبة واللي زي حالاتنا ينظرن لصاحبات البنطلونات الملزقة والباديهات المحزقة نظرة كلها انتقاص! وحتي اللاتي يرتدين المحزق والملزق وبعضهن يقفن ع الكورنيش وكل واحدة ملفوف حوالين رقبتها دراع واحد وراسه مميلة علي كتفها أو صدرها وكأنها مسنداه ورايحة بيه ع المستشفي..! حتي البنات دول تسمعهن يقلن «ع الأقل إحنا أحسن من غيرنا مغطيين جسمنا ومش معريينه» ..! وهي دي مصر يا عبلة، الناس عندنا عينها علي بعض ومش عاجبها أحوال بعض، وكل واحد فاكر نفسه رقيب وعامل فيها ناظر الزراعية الغتت أبو جلابية وطربوش ومنشة وماشي يطلع القطط الفاطسة وعيوب الدنيا والآخرة في كل اللي حواليه وهو كله عيوب وحالته بالبلا..!! وطوال حياتي أشاهد من المواقف ما يجعلني أتأكد أننا بلد مظاهر ومنظرة فيكفي أن نستمع لجملة بارك الله فيكي أو جزاكي الله خيرا أو نري ذقنا وسبحة أو نقابا أو حتي حد بيصللي في جامع لنبصم بالعشرة ونحلف ع المايه تجمد إن اللي بيقول الكلام ده وبيعمل كده ع الجنة حدف! كده أخد ختم النسر خلاص وحصل علي تصريح إنه عدَّي ... وحاشا لله أن أقول إن هذه الأفعال والأقوال مش مهمة ولا أقلل من شأنها علي الإطلاق وإنما أقول وأؤكد أن موضوع التقييم ده من أوله لآخره ووضع الدرجات وتصنيف البشر لملتزمين وغير ملتزمين ومتدينين وغير متدينين ده مش بتاعنا ولا نفهم فيه من أصله ومش عارفة إحنا تاعبين نفسنا ليه؟ وليه حاطين الناس اللابسة والقالعة واللي بيعملوا حواجبهم واللي بيغطوا وشهم فوق راسنا وزاعقين ؟! أتفاعل مع كل هذا يوميا علي الهواء وأتلقي دائما مكالمات فيها الكثير من العتاب واللوم وتلقيح الكلام عن موضوع يؤرق كثيرين ويقل نومهم وعاملهم كاللو في دماغهم.. وهو إزاي وليه وعشان إيه بتحطي ماكياج؟! بتتمكيجي لمين؟!! ( علي طريقة سعيد صالح في مدرسة المشاغبين) بيكلموا مذيعة في التليفزيون وبيسألوها بتحط ماكياج ليه؟!!! وكأنهم بيقولوا لنجار إنت ليه دايما معاك شاكوش؟! وغلبت أفهمهم إن دي عدة الشغل بتاعت المذيعة ما ينفعش إضاءة يا خلق هوووووه من غير ماكياج ... أيوه ليه بقي بتحطي ماكياج؟!! (هما ليه نايمين لحد دلوقتي ؟ بقولك عرايس ) ولو من غير إضاءة وتليفزيون وبحط ماكياج إنتو مالكم حاشرين نفسكم في وشي ليه ؟!! وهنا يرجع مرجوعنا للسؤال المنطقي جدا وهو ليه تزنق نفسك؟!!!