الى الله المشتكى اللهم انى اعلم ان حلمك كبير ورحمتك واسعه
لكنى اشكوا حالنا اليك فخذ بأيدينا والآ ادعوك ان تستبدلنا
بالإضافة إلى الـ23 منظمة يهودية التي تعمل من داخل إسرائيل لهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه، كشفت المصادمات التي شهدها محيط المسجد أكتوبر الجاري بين المتطرفين اليهود الذين حاولوا اقتحامه، والفلسطينيين المرابطين فيه عن وجود العديد من الجماعات اليهودية الصهيونية الغربية التي تساند نظيرتها الإسرائيلية لتحقيق ذات الهدف، سواء بالمال أو الدعاية أو تزوير التاريخ.
وتنتمي جميع هذه الجماعات الأجنبية إلى تيار ديني يعرف باسم "الأصولية الإنجيلية"، أو "الصهيونية المسيحية"، وهو تيار مسيحي منتشر في الكثير من المؤسسات ومراكز النفوذ والكنائس والصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعات والبنوك وغيرها في أوروبا وأمريكا، ويعتمد أساسا على أتباع المذهب المسيحي البروتستانتي أو الإنجيلي.
وبحسب ما أوضحه الدكتور "محمد مورو" في بحثه الذي يحمل عنوان "دور المسيحية الأصولية في قيام ودعم إسرائيل"، أن دعم أتباع هذا المذهب لإسرائيل ينبع من اعتقادهم بأن هناك 3 إشارات يجب أن تتحقق كي تمهد لاندلاع معركة "هرمجدون"، والتي ستمهد بدورها -حسب زعمهم- لعودة المسيح عليه السلام إلى الأرض.
والإشارت الثلاث هي قيام دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات، واستعادة القدس من يد المسلمين، وإعادة بناء هيكل سليمان الثالث المزعوم على أنقاض الأقصى.
وتنقسم تلك الجماعات وفق أهدافها وأنشطتها إلى منظمات تهتم بتوفير التمويل اللازم لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، ومنظمات مهمتها الدعاية اللازمة لتأييد هاتين الخطوتين داخل الولايات المتحدة وإسرائيل أو خارجهما، وأخرى تهتم بنشر ما تقول إنها حقائق تراثية ودينية متعلقة بتاريخ الهيكل المزعوم.
1- مؤسسة جبل المعبد "الهيكل": وتأتي على رأس الجماعات المختصة بالتمويل، ومقرها في لوس أنجلوس، ويتولى إدارة شئونها المليونير الأمريكي، تيرى رايزنهوفر، إضافة إلى أثرياء أمريكيين يقومون بدفع تبرعات مالية معفاة من الضرائب للمؤسسة وفروعها المختلفة مثل "المنتدى الأمريكي للتعاون المسيحي اليهودي"، ومعهد "البحث عن المعبد في القدس".
وتصرف هذه المؤسسة "جبل المعبد" الأموال في مجالات دفع الرسوم القانونية، وأتعاب المحاماة للدفاع عن اليهود الذين يقومون بتخريب المسجد الأقصى؛ وتدريب عدد من الكهنة اليهود على كيفية خدمة الهيكل، وبناء مستوطنات وشراء أراض في القدس المحتلة ومحيط الأقصى.
2- مؤسسة "المصرف المسيحي من أجل إسرائيل": وهي على صلة بالمؤسسة السابقة، كما تعد مظلة ووكيلة لعدد كبير من الحركات المسيحية الأصولية، حيث تستخدم كقناة لنقل الأموال الأمريكية مباشرة إلى إسرائيل.
3- "المؤتمر الدولي للصهيونية المسيحية": وهو منبثق عن منظمة "السفارة المسيحية العالمية في القدس"، وانعقد في بازل السويسرية عام 1985 ويقدم خدماته التمويلية لإسرائيل عبر صندوق دولي أنشئ برأسمال قدره 100 مليون دولار، ومقره في أمستردام الهولندية.
1- منظمة "الأغلبية الأخلاقية": من المنظمات المسيحية الأمريكية ذات التوجهات الدينية والسياسية الداعمة لإعادة بناء الهيكل، وتأسست عام 1979 على يد القس والواعظ التلفزيوني الأمريكي "جيري فالويل" الذي تربطه علاقة صداقة برئيسي وزراء إسرائيل الأسبقين، مناحم بيجين وإسحاق شامير، ولها برنامج إذاعي يومي، ودورية بعنوان "صوت المسيحية".
ومن أهم أنشطة هذه المنظمة تنظيم رحلات دينية للأراضي المقدسة، وزيارة مواقع توراتية مهمة للترويج لها على أنها مواقع يهودية خالصة، إضافة إلى تجميع الأموال والتبرع بها للمنظمات اليهودية الهادفة لإعادة بناء الهيكل.
2- "السفارة المسيحية العالمية في القدس": أنشأها الإنجيليون عام 1980؛ ردا على قيام 13 دولة بسحب سفاراتها من القدس اعتراضا على إعلانها عاصمة لإسرائيل، وتعمدت أن يكون مقرها القدس المحتلة بهدف أن تكون قريبة من الأنشطة التي تهدف لإعادة بناء الهكيل المزعوم، ولهذه "السفارة" عشرات القناصل في العالم، تقوم بكل أنواع الدعاية للدفاع عن المصالح اليهودية في الصحافة والراديو والسينما والمنتديات العامة.
1- "هيئة المائدة المستديرة الدينية": وهي منظمة ينطوي تحت لوائها عدد كبير من المنظمات المسيحية اليمينية مثل منظمة مترجمي الكتاب المقدس، وعصبة الكنيسة في أمريكا واللتين تدعمان إسرائيل لأسباب لاهوتية.
2- منظمة "فريق الصلاة لأورشاليم": هي من الجماعات الدينية الخالصة، والتي تقدم الدعم لإسرائيل بناء على مفهوم ديني مفاده أن عودة المسيح المخلص ترتبط ببناء الهيكل الجديد وقيام معركة "هرمجدون".
3- جماعة "أبناء الهيكل": تأسست في الولايات المتحدة عام 1988، على يد القانوني اليهودي يسرائيل أربيل، وحصلت على ترخيص رسمي للعمل في إسرائيل تحت مسمى "مؤسسة العلوم والأبحاث وبناء الهيكل"، وتتلخص أنشطتها في إعداد المواد الخاصة ببناء الهيكل، كما قامت بعمل رسم تخطيطي للهيكل المزعوم.
4- "صندوق إحياء تراث المبكى": وهو منظمة أمريكية بالأساس، ولكن لها مقر رئيسي في إسرائيل، ومن أكبر زعمائها الحاخام أهارون رابينوفيتش، ويقوم نشاطها الأساسي على محاولات هدم طريق باب المغاربة، ومحاولات بناء جسور للمصلين اليهود تصل إلى داخل الحرم القدسي.
وكانت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية قد ذكرت في تقرير لها أن هذه المنظمة نجحت بالفعل في بناء ما يسمى بمتحف الأجيال أو قافلة الأجيال أسفل المسجد الأقصى في مناطق الحفريات عند الجدار الغربي للأقصى "ساحة البراق"، حيث يشتمل هذا المتحف على 7 غرف أسفل محيط المسجد المبارك تشرح للأجيال اليهودية ما يسمى بتاريخ شعب إسرائيل.
ولا يكاد يمر يوم إلا وتكشف فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ومؤسسات أخرى تعنى بشئون المدينة المقدسة النقاب عن شق نفق جديد والتحذير من شبكة أنفاق تحيط بالمسجد الأقصى وتهدد وجوده.
وتطالب المؤسسة كما في كل بيان وإنذار كل الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بـ"التحرُّك الفوري والجاد للتصدي لكل الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والمسجد الأقصى المبارك، بيد أن الصمت المطبق والعجز لغة العالم الوحيدة أمام ما تواجهه القدس من مخاطر محدقة".