جاءت اختيارات حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري للقاء الجزائر
الحاسم يوم 14 نوفمبر المقبل لتدل على أن الأخير قد ركز في كل اختياراته
مع الجهاز الفني على عناصر الخبرة والقوة قبل موقعة من نوع خاص جداً.
ولم يخاطر شحاتة بضم أي ورقة جديدة تألقت في الدوري المصري، واكتفى
باستعادة المدافع عبد الظاهر السقا – واحد من أكثر لاعبي مصر خبرة دولية -
أملاً وثقة منه في تعويض غياب وائل جمعة الصخرة الرئيسية في دفاع المنتخب.
أما مركز حراسة المرمى فزرع فيه شحاتة "صمام أمان" بضم عبد الواحد
السيد الذي تألق مع الزمالك بشكل لافت في لقاء الجونة الأخير ليكون خير
سند في حال حدوث أي مكروه - لا قدر الله - لعصام الحضري .. سد مصر العالي.
ويأتي قرار ضم عماد متعب للمنتخب في هذا التوقيت موفقاً تماماً من جانب
الجهاز الفني، نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها مهاجم الأهلي، ولكن في
نفس الوقت سيحتاج شحاتة ومعاونيه لمجهود كبير من أجل تأهيل متعب جيداً
خلال هذه الفترة ليكون جاهزاً تماماً للمباراة.
وبالنظر بشكل أدق لكل خطوط منتخب مصر بعد اختيارات شحاتة
قبل موقعة الجزائر نجد الآتي:
خط دفاع قويركز شحاتة في اختياراته لخط الدفاع على عامل القوة
والصرامة في الرقابة وهي ما يتميز بها كل المنضمين ابتداء من هاني سعيد
ومروراً بالسقا وأوكا وعبد الفضيل والمعتصم.
ورغم كبر سن السقا
والذي سيكمل بعد حوالي شهرين عامله الـ 36، إلا إنه مازال واحداً من أهم
نجوم الدفاع في الدوري التركي مع فريقه إسكيشهير سبور، أضف إلى ذلك أن
معظم مدافعي المنتخب الإيطالي الأبرز في كل الأزمنة عادة ما يتجاوز
أعمارهم هذا السن ويؤدون بشكل رائع.
السقا أيضاً يحمل لمصر ذكرى
سعيدة أمام الجزائر، فقد كان صاحب هدف الفوز في اللقاء التاريخي الذي
انتهى 5-2 لصالح الفراعنة في مارس 2001 باستاد القاهرة عندما سجل الهدف
الثالث من ضربة ثابتة في الوقت الذي كان التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما
يخيم على اللقاء.
وربما يكون عامل السرعة هو نقطة الضعف الوحيدة في
خط دفاع مصر، وهو ما سيحتم على شحاتة تثبيت هاني سعيد جيداً في مركز
الظهير الحر خاصة وأن لاعبي الوسط والهجوم بالتأكيد سينشغلون تماماً
بالهجوم، في الوقت الذي يجيد فيه الجزائريون اللعب على الهجمات المرتدة.
خط وسط متوازنربما
كان هذا الخط هو الأكثر استقرارا في تشكيلة شحاتة خلال معظم مباريات
التصفيات، ورغم تحفظ البعض على ضم شوقي خاصة وأن الأخير لا يشارك في
مباريات فريقه ميدلسبره الانجليزي، إلا أن ثقة المدير الفني للمنتخب في
تجهيز لاعب الأهلي السابق تجعل من الأخير ورقة غاية في الأهمية أمام
الجزائر.
وجود شوقي بجوار عبد ربه يحقق فائدة ثنائية لتشكيلة
المنتخب أمام الجزائر، حيث سيضمن شحاتة الاستفادة كلياً من قدرات عبد ربه
الهجومية وانطلاقاته الخطيرة داخل منطقة الجزاء، ويوكل كلياً المساندة
الدفاعية لشوقي الذي يجيدها تماماً سواء للخلف أو لتغطية الأجناب.
وربما
يزيح محمد حمص شوقي من تأدية هذا الدور لو لم يتمكن الأخير من استعادة
لياقته بشكل تام قبل المباراة وذلك حسب رؤية الجهاز الفني، وبالتأكيد
يستطيع قائد الاسماعيلي تعويض شوقي بكفاءة.
اختيار فتحي ومعوض للعب
على طرفي الملعب يمينا ويسارا هام للغاية فالاثنين لديهما القوة والسرعة
وهو ما سيحتاجه المنتخب في هذه المباراة، فالقوة هامة لغلق مفاتيح الخضر
التي تتركز على زياني وبلحاج يمينا ويساراً والسرعة مطلوبة لتأدية الأدوار
الهجومية بنفس كفاءة الدفاعية.
وسيلعب الثنائي الخبرة أحمد حسن
ومحمد بركات دوراً محورياً في خطة شحاتة سواء في الاستفادة منهم مع بداية
المباراة أو الاحتفاظ بهما كأوراق رابحة يدفعها حسب سير اللقاء.
خط هجوم مرعبابتسم
الحظ أخيراً لحسن شحاتة والذي عانده منذ نهاية بطولة إفريقيا 2008،
فاختياراته لخط هجومه والذي عانى منها كثيراً بسبب غياب متعب تارة بسبب
الإصابة، وزكي تارة أخرى لإنخفاض مستواه، وزيدان تارة ثالثة لتوتر العلاقة
معه، ولكن اختياراته هذه المرة جاءت كما يريد ويحب المعلم.
وجود هذا
الثلاثي – زكي وزيدان ومتعب - ومعهم أبوتريكة من شأنه أن يمثل ضغطاً
كبيراً على مدافعي الجزائر وتحقيق المرجو بفتك مرمى الحارس الوناس جاواوي
بأكثر من هدفين بشرط اكتمال الحال الفنية والذهنية للرباعي المذكور والذي
فتك يوماً بمدافعين عمالقة أمثال ريجوبرت سونج وكولو توريه وحارس مميز مثل
كارلوس كاميني.
خط هجوم مصر أمام الجزائر سيكون مثالياً بوجود هذا
الرباعي، فأبوتريكة قادر بامتياز أن يلعب دور حلقة الوصل بين خط الوسط
والهجوم، وتحركات متعب الذكية وسرعة زيدان الصاروخية مع قوة وصلابة زكي
كلها أمور من شأنها خلخله الدفاع الجزائري بسهولة بشرط التركيز.
أمور غير فنيةاختيارات
شحاتة موفقة بدرجة كبيرة، وجاءت منطقية إلى حد بعيد، ويملك المعلم وجهازه
الفني القدرة تماماً على إدارة هذا اللقاء فنياً، ولكن وجب التنبيه أن
إدارة هذا اللقاء تحت ضغط أكثر من 80 مليون مصري لا يحتاج لمجرد إدارة
فنية بل يحتاج أولا وفي الأساس لإدارة نفسية لكل اللاعبين.
تجهيز
اللاعبين نفسياً يجب أن يكون محور عمل الجهاز الفني الأول قبل المباراة،
فضرورة تحفيز اللاعبين للفوز بأكثر من هدفين أمر حتمي، ولكن لابد أن
يقابله بشكل متوازن محاولة إنعاش ثقتهم بإمكانياتهم وقدراتهم والتفكير
دائماً بأنهم أبطال إفريقيا لمرتين متتاليتين، وأن الذين قهروا الكاميرون
وكوت ديفوار بالأربعة قادرون على تكرار نفس الأمر مع منتخب أقل فنياً من
المذكورين.
yallaKora