بعد أيام قليلة من صراعهما علي لقب الدوري الانجليزي، يعود فريقا مانشستر يونايتد الانجليزي ومواطنه تشيلسي لصراع آخر ولكنه في دوري أبطال أوروبا عندما يلتقيان مساء الأربعاء في موسكو في المباراة النهائية للبطولة.
ولن أخوض في السطور القادمة في المسائل الفنية التي تسبق مثل هذه اللقاءات مثل تحضيرات الفريقين والغيابات ..الخ، ولكني اخترت أن ننظر إلي المباراة من الناحية الجماهيرية وخاصة الجماهير العربية والتي لأول مرة ستجد نفسها مشتتة بعوامل كثيرة تجاه الفريق التي سترغب في مساندته في هذا اللقاء.
بدون شك، يملك مانشستر يونايتد وتشيلسي جماهيرية عريضة في الوطن العربي، وإذا كان مانشستر سيكون صاحب الأفضلية في ذلك إلا إننا لا نستطيع أن ننكر أن تشيلسي هو الأخر امتلك قاعدة لا بأس بها في السنوات الأخيرة وبالتحديد من موسم 2004-2005.
ففي هذا الموسم، قدم تشيلسي مستوي رائع مع البرتغالي جوزيه مورينيو مديره الفني الجديد في ذلك الوقت ونتج عن ذلك إحراز الفريق لبطولة الدوري لموسمين متتاليين بالإضافة إلي وصوله إلي ادوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا حينها.
أداء مورينيو ومستوي تشيلسي جعلا العديد من الجماهير العربية تبدأ في تحويل ميولها لتشجيع الفريق الذي بدأ يسيطر علي الكرة الانجليزية لعامين متتاليين بالإضافة إلي جلبه العديد من النجوم العالمية عاما وراء الآخر بداية من الايفواري ديديه دروجبا والهولندي ارين روبن والغاني مايكل ايسيان والفرنسي كلود مكاليلي مرورا بالبرتغاليين ريكاردو كارفايو وباولو فيريرا ثم الاوكراني اندريه شيفتشيكنو والألماني مايكل بالاك.
كل هذه الأسماء جعلت تشيلسي يملك قاعدة جماهيرية كبيرة إلي حد ما في الوطن العربي ولكن هذه الشعبية أصبحت مثار تساؤل بداية من الموسم الحالي والتي تولي فيها افرام جرانت مسؤولية تدريب الفريق. وافرام جرانت هو مدرب مغمور ينتمي إلي الكيان الصهيوني مما جعل رغبة جماهير تشيلسي في الوطن العربي تصاب بانقسام شديد.
فبعض من الجماهير العربية عزفت بالفعل عن تشجيع تشيلسي بعدما جاء جرانت علي رأس الجهاز الفني حيث أن هذه الجماهير لا تريد أن تشجع فريق يدربه رجل ينتمي إلي الكيان الصهيوني.
البعض الأخر فضل الفصل بين الأمور السياسية والأمور الرياضية مستندين إلي فكرة أن المشاكل السياسية لا يوجد مكان لها في الرياضة، ولا يحبذ النظر إلي افرام جرانت كأنه طرف في المشاكل السياسية ويجب النظر إليه كمدير فني فقط سيأتي وقت رحيله في وقت من الأيام ويبقي نادي تشيلسي الذي يحبونه.
الحيرة ستزداد عندما يتدخل في الأمر مشجعو الفرق الأخرى من الجماهير العربية في انجلترا وبالأخص تلك الجماهير التي تحب ارسنال وليفربول حيث أن الكثير منها لن يتمن الفوز لمانشستر استنادا إلي المنافسة الشديدة بينهم وبالأخص ليفربول، ولكن يجب وضع في الاعتبار أن تشيلسي هو الخصم اللدود لارسنال في لندن وبالتالي لن يحبذ البعض الآخر فكرة تشجيعه وحتى لو أمام مانشستر.