الشروق تتجول "بحرية" في القاهرة والشارع المصري يطمئن:أدخلوا مصر آمنين ... فلا مكان للمتعصبين الكل يرحب وصعب تلبية كل الرغبات لدى جولتنا في القاهرة، حرصنا على أن نظهر هويتنا حتى نستشف ردة فعل
الشارع من ذلك خاصة وأن بعض الاعلاميين الأقزام ما فتئوا يصورون المباراة
بين المنتخبين على أنها صراع أزلي ينبغي فيه قهر المنافس بكل الطرق بعيدا عن
الروح الرياضية والورود. ورغم أن الحديث في البداية كان عن "حنغلبكم"،
"حنفوز عليكم" إلا أن النهاية كانت دائما: "ياعم ما تاخذ معانا شاي".
الذي يتكلم عن الجزائر يتكلم عن الشروق جولتنا
في البداية انطلقت من "الدقي" بشارع التحرير، كشفنا هويتنا كصحفيين
جزائريين ومباشرة بعد الحديث عن مباراة السبت المقبل بين مصر والجزائر،
سألنا الجميع عما إذا كنا من جريدة الشروق استغربنا السؤال فألحينا على
الاستفسار، فقيل لنا إنها الجريدة الجزائرية المعروفة بقوة في مصر
مثلما
قال أحمد عبد المنعم العامل في متجر لبيع الملابس: "صحفيون جزائريون..
شرفتوا لا تقولوا لي أنكم من جريدة الشروق نحن نتابع القنوات المصرية
بكثرة والكل يتحدث عن منتخبكم الوطني وما كتبته الشروق، لذلك بحثت عن
موقعكم في النيت وأصبحت ادخل يوميا للموقع لمعرفة آخر الأخبار عن منتخبكم،
لكني استغربت ان الأخبار التي تكتبونها غير الأخبار اللي تقدم في
القنوات".
صراع زعامة كروية والاعلاميون "زوّدوها"أجمع
كل من تحدثنا إليهم أن الصراع الكروي بين الجزائر ومصر ما هو إلا صراع
زعامة على الكرة العربية مثلما قال ياسر أمين أستاذ وسائق طاكسي في
المساء: "أعتقد أن الصراع بين الجزائر ومصر كروي بحت والدليل أنني أتحدث
معك بشكل عادي ولا يوجد أي صراع بيننا. المشكلة الحاصلة أن كل طرف يرغب
في أن يكون زعيما للكرة العربية في إفريقيا،
وكلما تكون تصفيات يكون فيها
صراع على الصدارة". فيما قال أمحمد الذي كان برفقتنا في الطاكسي: "المشكلة
في أن الإعلام "زوّدها" كثيرا لأنه صوّر المباراة وكأنها حرب بين بلدين
ولو تعامل الإعلام من الجانبين بتعقل، وقال إن الأحسن يفوز، لهدأت النفوس
ولم نكن لنسمع أو نشاهد مثل تلك الصراعات".
شيخ في السبعين يطلب من "الصقر" توقيف إعلام التهريجكنا
نعتقد أن الحديث عن المباراة قد يهم الشباب المولوع بالكرة، لكننا وجدنا
أمرا لم يخطر على بالنا، وهو أن مواجهة السبت أضحت على لسان كل مصري
مثلما وقفنا عليه في شارع المهندسين لما صادفنا أحد الشيوخ نتكلم مع بعض
الشبان فاسترق السمع ودخل في الموضوع: "ما هي إلا كرة وينتهي كل شيء،
أنا أستغرب كيف يحصل كل هذا بين شعبين شقيقين مسلمين، ما يمكن قوله هو أن
الإعلام متسبب بشكل كبير في الصراع وضخم الامور بشكل كبير خاصة القنوات
التلفزيونية. تصور أنني كنت جالسا مع ابن بنتي في الصالون حتى طلع إعلامي
"زفت" يقول: "إحنا ما يهمناش لا ورود ولا حاجة، احنا حنكسب. أنا أطالب
الصقر بتوقيف هذا الاعلامي المهرج وكل من يسير في حلقته لأنه يساهم في
زرع الضغينة".
وكان
رئيس المجلس القومي للرياضة في مصر حسن صقر قد أكد للشروق عن غضبه من
الحملات المسعورة التي تقوم بها بعض الاسماء الاعلامية على المبادرات
الرياضية مستنكرا وبشدة هذا الأمر وطالبا الالتزام بالحيادية والتعقل.
أوهمونا بصور خاطئة وبتصريحات مزيفة عن الجزائركان من الصعب أن تقنع كل المصريين بأن المباراة ما هي إلا كرة وتنتهي بعد
التسعين دقيقة لأن البعض مشحون نفسيا والسبب هو بعض القنوات التي حصرها
عصام جمال الرامي الطالب في كلية السياحة والفندقة في قناتي "دريم"
و"مودرن سبورت":
"نحن نعترف أن الصورة التي تم نقلها عن الجزائر مشوهة،
فدريم ومودرن سبورت كل يوم تطل علينا بخبر سيء عن الجزائر وأرادوا تغليط
الانصار المصريين، العيب في المذيعين اللي بيشحنوا ويصوروا لنا أنها حرب
والكل نسي العلاقات الوطيدة بين الشعبين والمصاهرة التي تجمع الشعبين منذ
فترة طويلة، يجب إسكات تلك الابواق".
يوسف من نفس الاختصاص يقول: "احنا سمعنا شماريخ وصواريخ وتسممات منهم
وهو ما استغربنا له وجعلنا نرغب في الرد بالفوز لكن بعد الذي سمعته منكم،
أصبحت أكثر متيقن أنها أمور خاطئة".
مرحبا بكم لكن سنشجع بقوة ونفوز ونتأهللم تكن جولتنا في شوارع القاهرة متعبة على الرغم من طول فترتها وهذا بسبب
الحديث الشيق الذي جمعنا بالاشقاء المصريين الذين عبروا عن ترحيبهم الكبير
بقدوم الأنصار الجزائريين لمتابعة المقابلة.
علي العامل بمحطة البنزين
بشارع التحرير قال: "مرحبا بكم وبكل الأنصار الجزائريين، أنتم في بلدكم
الثاني لن تكون فيه أي مشاكل لأنها مباراة في كرة القدم، لكن ثق أننا
سنفوز ونتأهل".وهنا تدخل عماد بسرعة ليقول: "ما يهمناش إحنا حنفوز عليكم
ونتأهل لكأس العالم ومثلما غلبناكم بخماسية حنعيدها".
مثلما سجلنا على البرازيل ثلاثة، نحن قادرون على التسجيل عليكمبعد النتيجة العريضة التي فاز بها المنتخب المصري على تانزانيا في اللقاء
الودي الذي جمعهما بأسوان الخميس الفارط، عادت الثقة لجماهير مصر التي ترى
أن منتخبها استعاد ثقته مثلما استعاد متعب وزكي الرغبة في التهديف. وعبر
عمر الذي صادفناه في محل سعودي عن ثقته في قدرة أشبال شحاتة على تسجيل
ثلاثية: "قادرون على الفوز بأكثر من ثلاثية، لأننا في أوج مستوانا. ومثلما
سجلنا على البرازيل ثلاثة، سنسجل عليكم أكثر لأنكم لستم البرازيل".
يخيفنا صايفي وزياني ومطمورويعترف
المصريون أن المنتخب الجزائري في أوج توهجه، لامتلاكه للعديد من المواهب
صاحبة الخبرة وبعض الشباب الذي منح الفراعنة الحيوية في المواجهات طوال
التصفيات، لكن يبقى أكثر اللاعبين شهرة هم صايفي، زياني ومطمور. فالجميع
أبدى إعجابه بالثلاثي ويتخوف من خطورتهم مثلما قال نور: "لديكم لاعبين
متميزين مثل صايفي ومطمور وزياني. أنا أتابعهم مع فرقهم ومن الصعب
توقيفهم، لكن لدينا اللاعبين الذين سيوقفونهم".
سنقف مع المنتخب.. وإذا لم نفز فسنشجع الجزائر في جنوب افريقيالا يخلو أي بلد في العالم من متعصبين، لكن هذه الفئة قليلة في مصر، فعكس ما
صوره أديب والغندور، فإن الكثير من محبي مصر لا يكنون أي كراهية للجزائر
وهو ما أظهرته تصريحات حمادة مصطفى المهندس: "سنشجع بلدنا بقوة من أجل
مساعدته على التأهل مثلما تشجعون بلدكم ،لكن في النهاية إذا لم يحصل
توفيق فسنكون سعداء بتأهل الجزائر وسندعمها في المونديال لأن الفريق عربي
مسلم".
وبجانبه،
سارت أمينة الاستاذة المحامية: "أنا لن أتنقل إلى الملعب، لكن أتمنى تأهل
مصر لأنها بلدنا، وإذا لم يحصل، فسنشجع الجزائر ما فيش مشكلة".
إسرائيل أحد الأطراف الرئيسية في الاحتقان عكس
التيار السابق، فإن توفيق الشاب الصعيدي المثقف وخريج جامعة يعمل في محل
بيع الساندويشات قدم تحليلا للصراع الكروي في غاية الدقة، مبرزا الفتنة
التي يقوم بها بعض الإعلاميين الذين لا يدركون عواقب "تفاهاتهم" على حسب
تصريحه، مشككا في إمكانية أن يكون هؤلاء عملاء لأطراف معينة،
مؤكدا أن
اللوبي الصهيوني أحد الأسباب الرئيسية في ذلك مقدما دليلا على سبر للآراء
الذي قامت به جريدة إسرائيلية حول المباراة، والأكيد أن التصريحات للكثير
من الشرائح المصرية ستكون ضربة موجهة لإعلاميي الفتنة الباحثين عن شهرة
زائدة على حساب علاقات بلدين شقيقين عربيين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشروق الجزائرية