للعـــــدلِ والظلـــم عنـــد الله ميــــزان *** سررت بالخيـر أم ساءتك أحـــزانُ

واصـبــر فــــإن ظـــلام الليـل يعقــبـه *** فجـــرٌ ويعقب طـــول الجدب هتــانُ

والظلـــم مهمــا طغـــى أو عــزَّ جانبـهُ *** يمــوتُ يوماً ويوحـي العدلَ سلطـانُ

هـــذي بــــلادُ بـنـــي الإســلامِ حائـرةٌ *** قــد عمها من بحـــارِ الظلمِ طوفــانُ

فيهــا مــن البــؤسِ والتشريـدِ ملحمـةٌٌ *** ذلٌ وقهــــرٌ وتعذيـــــبٌ وحرمــــانُ

الخـــوف والجـــوع قد هد القـوى فغدو *** ومالهــــم في بقـاع الأرض أعوانُ

شعــــبٌ يقتـــل والدنيــــــا تشاهـــدهم *** كأنهــم من بنـــي الإنسـان ما كانـوا

صـــوت استغاثتهــم تكــوي الفؤاد وما *** من منقــــــذٍ أو مــــا للنـــاس آذانُ

من لم يمت ذاق طعم المـوت وهو علـى *** قيـــد الحيـــاة فبعــد العز قـد هانـوا

قـــد أسلمـوا فعلـــت زهـــــواً منائرهم *** فثـــار مــــن أجلها للكفـــر بركـــانُ

عيونـهـم عـــن ماسيهــــــم تحــــدثـنا *** وليــــس بعــــد حديث العـين تبيـانٌ

كـــم يشتكـــي العرض من وغدٍ يدنسـه *** هـــل بعــــد فقداننا للعــرضِ فقدانُ

تــــرى علـــى أعـينِ الأطفــــال أسئلةٌٌ *** ولا جــــوابَ وتشــوي القلبَ نيرانُ

تــــرى علـــى كــل وجهٍ قصـةٌ رسمت *** كتابها الـــــذلُ والتشـــريـدُ عنــوانُ

لـــو لم نـرى ما أذاب القلـبَ مـن كمـدٍ *** لمـــا تصـــورهُ فــــي العقـلِ إنسـانُ