يسدل الستار مساء الأربعاء 18 نوفمبر علي أقوي وأشرس تصفيات افريقية تشهدها بطولة كأس العالم حينما يلتقي منتخبا مصر والجزائر في مباراة فاصلة تقام في السابعة بتوقيت القاهرة لتحديد آخر منتخب إفريقي متأهل لمونديال 2010 والمقرر لها أن تقام علي ملعب المريخ بأم درمان السودانية.
وكان لقاء الجولة الأخيرة قبل أربعة أيام قد انتهي بين المنتخبين بفوز بطل إفريقيا بهدفين دون رد لتتساوي مصر والجزائر في رصيد النقاط وفارق الأهداف ويحتكما لمباراة فاصلة تقام في السودان حسبما قرر الاتحاد الدولي لكر القدم (فيفا) في وقت لاحق.
مباراة للتاريخوسيدخل الفائز من تلك المواجهة التاريخ من أوسع أبوابه، حيث سيضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولهم التواجد في المحفل العالمي لثالث مرة في تاريخه، حيث تأهل المصريون مرتين عامي 1934 و1990، والجزائر أيضا مرتين عامي 1982 و1986.
لذا ستكون العودة بالنسبة للفراعنة بعد 20 سنة هامة لهذا الجيل صاحب انجازات الكرة المصرية، ونفس الحال بالنسبة للخضر الذين غابوا عالميا لمدة 24 عاما، وترنحوا قاريا ولم يكن أي بصمة منذ عام 1990 حينما فازوا بأمم إفريقيا التي نظمتها الجزائر.
أما ثاني انجاز فسيكون حضور أول بطولة كأس عالم تقام في القارة السمراء علي ارض جنوب إفريقيا، فهي فرصة للعب داخل الأجواء الإفريقية المناسبة والمألوفة للاعبين الأفارقة ومنهم المصريين والجزائريين.
ثم يأتي أهم انجاز وهو شرف تمثيل العرب في هذا المونديال، حيث سيكون المتأهل من مصر أو الجزائر هو المنتخب العربي الوحيد الذي سيسافر للمشاركة في هذا العرس العالمي بعد توديع ممثلو العرب في قاراتي آسيا وإفريقيا الواحد تلو الآخر.
ومن هنا تأتي أهمية تلك المباراة بجانب التنافس الأبدي بين مصر والجزائر علي بطاقات التأهل لكأس العالم، وأخذت تلك المباراة اهتمام العديد من متابعي الكرة داخل وخارج حدود البلدين، بل إن الأمر اخذ علي انه حرب ضروس ستنتهي بمقتل احد المصارعين والرقص علي جثته وهي امور غير موجودة في كرة القدم.
ومساء الأربعاء ينتهي حلم ويتحقق حلم آخر، فلكل منتخب حقه المشروع في بذل الجهد والعرق وكل ما يملك من اجل تحقيق شعب بأكمله يتمني أن يري منتخب بلده يناطح الكبار ويشاهده العالم في اكبر بطولة في العالم .. فلمن ستضحك الكرة في النهاية؟.
مشوار المنتخبانوبالعودة لمشوار المنتخبين، نجد إن المنتخب المصري حقق ما لم يتوقعه الكثير من المتابعين لمشواره طوال التصفيات، فرجال مصر تمكنوا من حصد 12 نقطة كاملة من أربع انتصارات متوالية داخل وخارج الديار، وهو أمر بدا صعبا في البداية ولكنه تحقق.
أما الجزائر، فاغلب خبراء الكرة كانوا قد رشحوا هذا المنتخب للتأهل بسهولة للمونديال خاصة بعد تعثر المصريون في بداية المشوار وفقدهم لخمس نقاط كاملة في أول جولتين، ولكن سارت الأمور في ممر ضيق إلي انتهت لنقطة الصفر مجددا، فالآن الأمر أصبح مناصفة بين الخضر والفراعنة.
المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر تختلف كل الاختلاف عن لقاء الجولة الختامية للتصفيات التي أقيمت بالقاهرة يوم السبت، فمباراة السودان يمكن لهدف واحد أن يؤهل صاحبه، عكس ما كانت مباراة 14 نوفمبر التي كانت تدخل فيها حسابات الأهداف.
مباراة تكتيكيةأما عن فنيات تلك المباراة، فمن الصعب الخوض بها نظرا لما تحمله لحسابات تكتيكية عديدة يختزنها الجهازين الفنيين لكل منتخب، فالأمر يحتمل كل شيء، ولكن الشيء الواقعي الوحيد هو عودة المدافع وائل جمعة لصفوف مصر، ويتوقع أن تشهد المباراة عودة حسني عبدربه الغائب عن اللقاء الماضي.
أما الجانب الجزائري، فسيعاني غياب ورقتين هامتين في صفوفه، أولها الحارس لوناس جواوي الذي لم يغب عن مباريات الخضر طوال التصفيات، والثانية تتمثل في غياب الخطير خالد لموشيه واللاعبان نالا البطاقة الصفراء الثانية في لقاء القاهرة.
وتواصلت الحرب النفسية والكلامية بين المعسكرين وخاصة من الجانب الجزائري الذي تابع إعلامه شحن "غير معنوي" ضد منتخب مصر ومناصروه، ورغم حالة الشحن غير الطبيعية والتي أخذت تزيد مع مرور الوقت، إلا إن الفراعنة كانوا بعيدين عن متابعة تلك الأنباء والأحاديث غير المسئولة.
ويأمل حسن شحاتة أن يعود مع أبناءه بنصر عزيز يقدمه هدية للشعب المصري مع حلول أيام عيد الأضحى المبارك، لتكون أفضل عيدية لهذا الجمهور الذي عشق كرة القدم أكثر من أي وقت بسبب هذا الجيل الذي يستحق أن يمثل العرب في المونديال.
اللعب في السودانوكان شحاتة ولاعبو مصر سعداء لوجودهم في الأراضي السودانية التي تعتبر بمثابة بلدهم الثاني إن لم تكن نفس البلد التي عاشوا بها، حيث قال شحاتة إن المباراة ستقام في مصر وليس السودان، فيما أكد لاعب الفريق محمد زيدان إن التأهل إذا ما حدث فان اللاعبين سيهدونه للسودانيين.
فيما أكد رابح سعدان المدير الفني للجزائر أن التأهل سيأتي من الخرطوم بعد أن أضاعه لاعبوه في القاهرة، ووعد بالإطاحة بالفراعنة في السودان والعودة ببطاقة التأهل رغم الغيابات التي لن تؤثر علي صفوف فريقه حسب وصفه.
وتوالت علي الأراضي السودانية العديد من الأفواج والطائرات التي تحمل جمهور المنتخبين من اجل المساندة وتشجيع مصر والجزائر كل علي حسب ميوله، وارتفعت نبرة المطالبة بتوفير كل سبل الراحة لسفر الجماهير إلي السودان.
وتم تعيين طاقم تحكيم مكون من ايدي ماييه من سيشيل، يعاونه مواطنه جيسون دامو، والكاميروني مينا كوندي، فيما سيكون جون كلود لابروس من سيشيل حكما رابعا.
جدير بالذكر أن منتخبا مصر والجزائر التقيا من قبل في 18 مناسبة رسمية بعد مباراة 14 نوفمبر، أسفرت عن فوز منتخب الجزائر 6 مرات ومنتخب مصر 5 مرات وتعادلا 7 مرات، وسجل منتخب الجزائر 21 هدفا مقابل 20 هدفا لمنتخب مصر، لذا فالفراعنة يملكون فرصة معادلة مرات الفوز وتخطي حاجز الأهداف المسجلة.