يخيم توتر شديد على العاصمة السودانية حيث تجرى مساء الاربعاء المباراة الحاسمة للتأهل لمونديال 2010 بين مصر والجزائر فيما فرضت السلطات اجراءات امنية مشددة لتجنب اي اعمال عنف بين مشجعي البلدين.
واجتاح الاف المشجعين المصريين والجزائريين الاربعاء شوارع الخرطوم المدينة التي يقطنها خمسة ملايين نسمة عند ملتقى النيلين الابيض والازرق والتي لم تعتد هذا النوع من اللقاءات الدولية لكرة القدم.
وبعيد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء، كان المشجعون الجزائريون يجوبون بسياراتهم امام المطاعم التي تجمع بها المصريون حيث كانوا يرقصون ويغنون ويرددون هتافات لتشجيع فريقهم.
وعززت السلطات السودانية الاجراءات الامنية ونشرت 15 الف رجل شرطة وضعوا على اهبة الاستعداد للتدخل قبل او اثناء او بعد المبارات في حال وقوع مشاجرات بين المشجعين الذين قال العديدون منهم انهم على استعداد للعراك بعد ما حدث في البلدين خلال الايام الاخيرة.
وكانت الحافلة التي اقلت المنتخب الجزائري من مطار القاهرة الى الفندق المجاور الذي اقام فيه تعرضت للرشق بالحجارة الخميس الماضي ما ادى الى اصابة ثلاثة لاعبين.
وبعد مباراة السبت الماضي في القاهرة التي انتهت بفوز مصر على الجزائر 2-0 وقعت مشاجرات ادت الى اصابة 20 جزائريا و12 مصريا، بحسب البيانات الرسمية المصرية.
كما جرت الاحد والاثنين في الجزائر اعمال عنف ضد عدة شركات مصرية تعمل في هذا البلد، وشهدت مدينة مارسيليا الفرنسية اعمال شغب ايضا بعد مباراة السبت.
ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الى الهدوء قبل المباراة. وقال في بيان ان كرة القدم مجرد "لعبة" تقام في "ملعب"، مذكرا المصريين والجزائريين بأن "بينهم تاريخا مشتركا وقفوا فيه صفا واحدا ضد عدو مشترك".
وحذر من ان "نار الفتنة يمكن ان تأكل الجميع وتلتهم الاخضر واليابس وسيكون المنتصر الحقيقي هو اسرائيل".
وتجرى المباراة الحاسمة في ستاد نادي المريخ السوداني في ام درمان الذي يتسع ل41 الف متفرج. غير ان السلطات السودانية قررت ان يقتصر عدد المشجعين على 35 الفا فقط لاسباب امنية.
ووزعت كل من سفاراتي الجزائر ومصر تسعة الاف بطاقة حضور على المشجعين الذين وصلوا على متن رحلات مجانية او باسعار زهيدة.
وقررت ولاية الخرطوم اغلاق المدارس الاربعاء وانهاء يوم العمل في الساعة 13,00 من اجل الحد من حركة المرور في الوقت الذي يتوجه فيه المشجعون الى الاستاد.
وطلبت عدة سفارات من رعاياها وموظفيها عدم مغادرة منازلهم بعد العودة من العمل خوفا من وقوع اعمال شغب.
وستخصص مقاعد لمتفرجي البلدين عند طرفين متقابلين في الاستاد وسيغادرون الاستاد ومدينة ام درمان من طريقين مختلفين حددتهما السلطات في محاولة لتجنب اي احتكاكات.
وقال رئيس اللجنة الطبية المسؤول عن المباراة حسن عبد العزيز للصحفيين ان "فريقا طبيا من 400 شخص سيكون متواجدا في الاستاد اضافة الى 120 سيارة اسعاف".
وتصاعد التوتر بعد تصريح ادلى به مساء الثلاثاء رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوراو اتهم فيه نظيره المصري سمير زاهر بانه "وراء" العنف الذي وقع في القاهرة.
ولم تشارك الجزائر في المونديال منذ 1986 في حين كانت اخر مرة شاركت فيها مصر عام 1990.