ماذا حدث لأبوتريكة؟النجم الموهوب اختفي تماماً أثناء أهم أربع مبارايات في تاريخ الكرة المصرية 360 دقيقة بدون هدف وأداء متواضع في المباراة الفاصلة يثير التساؤلات!ماذا حدث لأبوتريكة.. هذا هو السؤال الذي شغل ملايين
المصريين الذي شعروا أن أبوتريكة لم يكن في مستواه المعهود في المباراة
الفاصلة أمام الجزائر التي انتهت بهزيمة المنتخب الوطني صفر/1 وضياع آمال
80 مليون مصري في التأهل لمونديال 2010.
أبوتريكة أهدر ثلاث فرص
محققة في مباراة أمس الأول منها فرصة سهلة جداً في الدقيقة 26 عندما انفرد
بحارس الجزائر وتباطأ في تسديد الكرة وسبق أن أهدر أبوتريكة فرصتين في
الشوط الأول واحدة منهما كانت كفيلة بترجيح كفة المنتخب الوطني.
الحقيقة أن مستوي أبوتريكة لم يتراجع في مباراة أم
درمان فقط، لكنه لم يكن أبوتريكة الذي نعرفه في مباراتي رواندا وزامبيا في
الجولتين الرابعة والخامسة للتصفيات وفي المباراتين لم يكن لأبوتريكة دور
ملموس ولم يحرز أي هدف وكان آخر علاقته بالتهديف في مباراة رواندا
بالقاهرة وعندما يفشل أبوتريكة في هز الشباك خلال أربع مباريات مهمة في
التصفيات منها مباراة السبت الماضي أمام الجزائر، ثم المباراة الفاصلة بين
المنتخبين 360 دقيقة كانت الأهم في تاريخ الكرة المصرية،
لكن للأسف غاب
عنها أحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة المصرية وكان مجرد شبح لنجم
طالما أسعد الملايين بلمساته السحرية ومهاراته العالية وأهدافه التي لا تنسي.
تراجع
مستوي أبوتريكة جاء في التوقيت بالغ الحساسية بالنسبة للمنتخب الوطني،
والغريب أن هذا التراجع جاء في الوقت الذي تألق فيه محمد أبوتريكة في آخر
ثلاث مباريات للدوري أمام بترول أسيوط وإنبي في الدوري المحلي وسجل أربعة
أهداف في المباريات الثلاث، مما دعا الجميع للتفاؤل قبل مباراتي الجزائر،
لكن أبوتريكة خذل الجميع بأدائه المتواضع وخذل نفسه لأنه أحد اللاعبين
الذين كانوا سيعتزلون اللعب دولياً بعد المشاركة في المونديال، لكن بعد
ضياع الحلم لم يعد أحد يسأل هل سيبقي أبوتريكة في صفوف المنتخب أم سيعلن
اعتزاله اللعب دولياً لأنه حتي لو بقي مع المنتخب فلا يوجد ما يقدمه أو
يساهم في تحقيقه حتي لو فاز المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية للمرة الثالثة
علي التوالي.
الحقيقة وحتي لا نظلم أبوتريكة يجب الاعتراف أن
المنتخب الوطني كان دون المستوي طوال المرحلة الثانية من التصفيات التي
لعب خلالها ست مباريات وكانت البداية المتواضعة أمام زامبيا بالقاهرة، ثم
الهزيمة أمام الجزائر في البليدة وعندها شعر الجميع باستحالة التأهل
لنهائيات كأس العالم لكننا تمسكنا بالأمل وانتظرنا أن ينهض المنتخب ويكتسح
منتخب رواندا ورضينا بالفوز بثلاثة أهداف أيضاً ورضينا أيضاً بالفوز علي
رواندا وزامبيا بدون أداء مقنع
وقلنا إن التاريخ لا يسجل سوي النتائج فقط
ورضينا بالفوز علي الجزائر 2/صفر رغم أن المنتخب دون المستوي لأن الفوز
حافظ علي أحلامنا التي لم تفارقنا منذ 20 عاماً وجاء اللقاء الفاصل
وانتظرت الجماهير الكثير من أبوتريكة بالذات لأنه نجم سوبر لا تنسي له
الجماهير أهدافه التاريخية سواء مع الأهلي أو المنتخب الوطني.
أبوتريكة
لم يكن الوحيد الذي ابتعد عن مستواه لكن شاركه في هبوط المستوي كل من هاني
سعيد وأحمد حسن وأحمد فتحي وعندما يهبط مستوي أربعة لاعبين أساسيين في أي
فريق لابد أن يتأثر سلبياً وهو ما حدث في المباراة الفاصلة.
ما يقال لأبوتريكة الآن..
شكراً لقد أسعدتنا وعرفنا معك معني الفرحة ولن ننسي
ما قدمته للكرة المصرية، لكن لابد أن تقف مع نفسك وتفكر هل لديك قدرة علي
تحقيق المزيد من الإنجازات وبعدها سيكون القرار الذي يليق بأفضل نهاية
للنجم الموهوب.جريدة الدستور