لا شيء يشغل بال المصريين الآن بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم غير الأحداث التي صاحبت لقاء منتخب مصر الفاصل مع نظيره الجزائري التي جرت وقائعها يوم الأربعاء الماضي علي ملعب المريخ في أم درمان بالعاصمة السودانية الخرطوم.
فضياع حلم ملايين المصريين في العودة للمونديال بعد غياب 20 عاماً والاعتداءات والتجاوزات التي تعرضت لها الجماهير المصرية في السودان تركا حالة من المرارة لدي الشارع المصري وكان يجب طرح العديد من الأسئلة علي أحد مسئولي الإتحاد المصري لكرة القدم ليكشف لنا عن حقيقة ما جري خصوصاً بعد نجاح الجانب الجزائري في إيصال صورة مغلوطة للعالم عن الأحداث الدموية التي تسببت فيها الجماهير الجزائرية قبل و بعد لقاء الثامن عشر من نوفمبر الجاري.
مجدي عبد الغني عضو مجلس إدارة الإتحاد المصري لكرة القدم وعضو الفريق الذهبي الذل مثل مصر للمرة الثانية في مونديال إيطاليا 1990 وصاحب الهدف الوحيد لمصر في مرمي المنتخب الهولندي كان أحد شهود هذه الوقائع وتحدث في العديد من الأمور الخاصة بأحداث الأربعاء الدامي وكشف لنا عن العديد من الأمور في الحوار التالي:
ما تعليقك علي ما حدث في السودان وما تناقله الإعلام العالمي عن تبادل العنف بين الجماهير في مصر والجزائر؟ نحن فقط من تم الاعتداء علينا. صديق لي حدثني وقال أن "النيوز ويك" قالت أننا من اعتدينا علي الجزائريين وهذا أمر غريب وغير صحيح مطلقاً والدليل التقارير الواردة من الخرطوم من إعلاميين عايشوا الأحداث ومن السلطات السودانية نفسها.
بمناسبة قلب الأمور و المغالطة شاهدت في فوكس سبورت أمس برنامج ادعي أن هناك 32 مصاب جزائري خلفها اللقاء الفاصل؟ هذا كلام خاطئ ومغالطة كبيرة وقلب للحقائق والأمور وعار تماما من الصحة.
كابتن مجدي لو جاءتك الفرصة للتحدث مع الإعلام الغربي وهناك رسالة تريد أن تصل إليهم ماذا تقول لهم؟ أقول لهم كنا في السودان بصفوة المجتمع المصري الفنانين والكتاب والمفكرين ونواب البرلمان والسياسيين وكل هؤلاء ذهبوا لتشجيع منتخب بلدهم بصورة رياضية و حضارية وحملوا أعلام مصر وذهبوا هناك علي متن طائرات مدنية, في حين أرسلت الجزائر جماهير من قاع المجتمع وأرباب السوابق وبعض جنود الجيش وأقلتهم لهناك بطائرات حربية. وأود القول أن جمهور مصر ذهب وعاد في نفس اليوم بينما ذهب الجمهور الجزائري قبل اللقاء بثلاثة أيام وسؤالي من كان المهيأ لعمل الشغب بعد كل هذا؟
البعض يقول أننا تعاملنا معهم بروح العداوة ولكنهم عاملونا كأخوة ماذا تقول حيال ذلك؟ هذا كان أمر خاطئ بكل تأكيد وظهر لنا جلياً أن هناك ترتيبات تم إعدادها علي أعلي مستوي حتى تصل الأمور لهذه الدرجة.
صحفي جزائري في "سوكر واي" قال أن المصريين شعب طيب وهم يطالبونا باعتذار ونحن سنحقق مرادهم ولكن بعد أن نحصل منهم عما نريد وتفرض عليهم عقوبات ماذا تقول له؟ الأسف والاعتذار لا شان له بقرار الفيفا نحن نطالب بالاعتذار عما الم بجماهيرنا في الخرطوم هؤلاء اخطئوا في حق أبرياء وحتى لو لم يثبت عليهم شيء فهم مطالبون بالاعتذار لأنهم اعلم الناس بأفعالهم غير المبررة ضد الجماهير المصرية في الخرطوم.
في اتصال لي بمسئول بالفيفا قال أن الجانب الجزائري تصرف بسرعة مقابل بطئ من الجانب المصري ما قولك في هذا الشأن؟ أنا متفق معه هناك تباطؤ من جانبنا لأنا تعاملنا مع الأمر من منطلق رياضي وركزنا علي انتزاع بطاقة التأهل من أرض الملعب كما حدث مع جيلنا الذي هزم الجزائر عام 1989 بعكس الجانب الأخر الذي سعي لإبعاد مصر بكل الحيل والأساليب البعيدة تماماً عن الروح الرياضية.
كابتن مجدي الأنباء التي تترد في الفيفا وعلمت بها شخصياً من مسئول هناك تقول آن هناك عقوبات متوقعة علي الاتحاد المصري من الفيفا بعد الأحداث الأخيرة ما تعليقك علي هذا الأمر؟ يرد عبد الغني بصيغة تساؤل "هل بسبب لقاء الخرطوم الفاصل؟"
لا بل بسبب لقاء القاهرة.هناك نقطة في منتهي الأهمية حتى لو فٌرضت علينا عقوبات يجب أن يوضح فيها أنها من اجل لقاء القاهرة حتى لا يستغل الجانب الأخر ذلك الأمر لإثبات خطا غير موجود لنا في اللقاء الفاصل في أم درمان.
كمتابع للإعلام الخارجي أري أن معظم تناول الإعلام المصري لهذا الأمر موجه للداخل وهناك إغفال للجانب الأهم وهو توجيه الرأي العام العالمي لما حدث؟ نحن إعلاميا نساوي صفرا كبيرا. هكذا هو حالنا نحن نتحدث مع أنفسنا وحتى الانترنت نستخدمه ضد بعضنا لا ضد الآخرين.
كمسئول وناشط في المجال الإعلامي ومحترف سابق كيف تٌحل حل هذه المشكلة؟ نحن نحاول ونتكلم علي أعلي المستويات لإيصال وجهة النظر المصرية إلي العالم سواء تعلق الأمر بالإتحاد الدولي لكرة القدم أو وسائل الإعلام العالمية التي أثر فيها البعض لدرجة أنها قلبت الحقائق و جعلت من الجاني ضحية ومن المعتدي مٌعتدي عليه.
دون شك أنت لا تعرف هل قرار الفيفا سينصفنا أم لا ولكن وكمسئول في الإتحاد المصري هل تري أن الملف المصري قادر علي التأثير في صناع القرار في الفيفا؟ أنا بعيد عن هذا الملف تماما لذا لا يمكن أن أتوقع أي شيء!
عشت فترات كثيرة كمحترف في أوربا وتعاملت مع تناول الإعلام في البرتغال لمثل هذه القضايا فهل نستطيع هنا في مصر إيصال وجهة نظرنا للإعلام والقنوات العالمية والأوربية بالتحديد؟ أنا متفق معك قليل الذين يهتمون بنقل وجهة نظرنا للخارج لذلك أتمني أن تتم هذه الخطوة ونستغل هذه القضية في تغيير مفاهيمنا البالية في تركيز اهتمامنا علي الداخل ونسيان وجود عالم من حولنا علينا أن نجتهد في إعلامه بقضايانا الرياضية وغير الرياضية.
سؤال يفرض نفسه .. نحاسب من علي ضياع حلم التأهل للمونديال؟ هذا ليس وقت الحساب. الجميع الآن يفكر في وضعنا وما وصلت إليه الأمور في السودان، وما تعرضت له الجماهير المصرية من اهانة وبلطجة واعتداءات.
هل الإعلام المصري كان جزء من المشكلة التي حدثت مع الجانب الجزائري؟ أكيد كان سبب كبير لأن البعض ومنذ البداية تناول الأمر بعيداً عن الاحترافية وأنجرف إلي استفزازات بعض الصحف الصفراء في الجزائر وهو ما تسبب في حالة الاحتقان التي أوصلت الأمر لهذا الوضع الخطير و غير العادي.