في مبادرة جديدة لرأب الصدع بين الشعبين
عائلات جزائرية تستضيف مصريين لقضاء عيد الأضحى معهم
في مبادرة تهدف لتهدئة الأجواء المتوترة بين مصر والجزائر منذ مباراة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي البلدين في منتصف نوفمبر/تشرين ثان الجاري بالخرطوم، استضافت عائلات جزائرية أسرا مصرية مقيمة في الجزائر خلال إجازة عيد الأضحى، لتعويض تلك الأسر عن لحظات الرعب التي عاشتها عقب المباراة.
"محسن" أحد المصريين المقيمين بالجزائر قال إنه قضى أيام العيد مع إخوانه الجزائريين، مؤكدا أنه لم يشعر خلال السنوات الأربع التي قضاها في الجزائر بأنه خارج بلده.
وشدد على أن 90 دقيقة هي مدة المباراة التي جمعت منتخبي البلدين لا يجب أن تفسد علاقة شعبين امتدت عبر سنوات، بحسب صحيفة "المصري اليوم" الأحد 29 نوفمبر/تشرين ثان.
في المقابل أكد عدد من أفراد عائلة "حسين"، القاطنة بإحدى ضواحي العاصمة الجزائرية أن العلاقات الأخوية بين المصريين والجزائريين أكبر كثيرًا من مباراة كرة قدم.
وأشاروا إلى أن عددا من الجمعيات الخيرية الجزائرية عرضت استضافة عمال مصريين في مجال البناء على وجه الخصوص لقضاء عيد الأضحى برفقة نظرائهم الجزائريين، خصوصًا أن العمال المصريين مقيمون في الجزائر دون أسرهم.
وتشهد العلاقات المصرية الجزائرية توترا على المستوى الشعبي والرسمي بعد أن تعرضت الجماهير المصرية لاعتداءات وترويع من قبل الجزائريين عقب المباراة.
مبادرات أخرى
وخلال الأيام الماضية شهدت الساحة عددا من المبادرات الشعبية الهادفة لرأب الصدع بين أبناء البلدين.
فتحت شعار "دعوها فإنها منتنة"، دشن القسم التفاعلي بشبكة «إسلام أون لاين. نت»، حملة تهدف للتحذير من خطورة نعرات التعصب بين الدول والشعوب العربية والإسلامية.
وركزت الحملة -التي نشطت فعالياتها عبر المواقع التفاعلية الشهيرة على الإنترنت مثل: "فيس بوك"، و"تويتر"، و"يوتيوب"، فضلا عن المدونة الخاصة بالحملة- على حث خطباء المساجد في العالمين العربي والإسلامي لكي يجعلوا من نبذ التعصب والكراهية عنوانا وموضوعا لخطبة عيد الأضحى المبارك.
كما تداول نشطاء على المنتديات الحوارية فاعليات أخرى للتهدئة، ومن أبرزها "مصر ستبقى للجزائر.. والجزائر ستبقى لمصر".
ولم تقف دعوات التهدئة الشعبية عند حدود الإنترنت، بعد أن تبني شباب جزائري مبادرة "من الجزائر إلى القاهرة اتصل الآن" وتمثلت في الاتصال بأرقام عشوائية لمواطنين مصريين؛ لتخفيف حدة التوتر بين الشعبين، بحسب صحيفة "الشروق" المصرية.
وقال محمد أبو المجد -أحد الذين تلقوا مكالمة هاتفية من شاب جزائري-: فوجئت خلال اليومين الماضيين بأكثر من 5 مكالمات هاتفية من شاب جزائري وأخيه أيضا، كان قاسمها المشترك الأسف الشديد لما بدر من الجمهور الجزائري في السودان.
MBC