Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11106 ::: :
| موضوع: إعلام «الرسالة» غائب.. لأن إعلام التسالى غالب! 2009-12-05, 11:38 am | |
| واحد غائب.. والثانى غالب بقلم سليمان جودة ٤/ ١٢/ ٢٠٠٩ فى ملتقى قادة الإعلام العربى الأول، الذى أنهى أعماله فى البحرين أمس، كنت أبحث عن إجابة لسؤال يبدو معلقاً بلا جواب.. والسؤال هو: إلى أى مدى يؤمن إعلامنا العربى عموماً، ثم إعلامنا فى القاهرة، على وجه الخصوص، بأن لديه «رسالة» عليه أن يؤديها فى مجتمعه تجاه الناس؟! فالإعلام فى بلدنا إلى الآن، خصوصاً الإعلام القومى الذى يتبع الحكومة، لا يبدو أنه مهموم بالارتفاع بجماهيره إلى مستويات يجب أن يصل بهم إليها، بقدر ما هو منخرط، إما فى مسايرة الغالبية منهم فيما تعتقده من أفكار خاطئة متوارثة، وإما فى الهبوط بهم أحياناً إلى مستويات دنيا من السلوك!
وحين يقال الإعلام هنا، فالمقصود هو الإعلام المرئى، بشكل خاص، لأنه الأكثر تأثيراً هذه الأيام، فى الملايين من المشاهدين، ولأنه قبل ذلك وبعده، الأكثر قدرة على الوصول إلى هذه الملايين حيث هى، دون أن يكون مطلوباً منها أن تبذل أدنى مجهود، وهى تتعرض له، على مدى ساعات الليل والنهار!ولابد أن أى متابع يقارن بين صورة رجل الأعمال - مثلاً - فى أذهان عامة الناس، وبين صورته فى تسعة كتب صدرت عن وزارة الاستثمار، عن رواد العمل الخاص فى مصر قبل الثورة، سوف يتساءل عن الوقت الذى يمكن فيه للإعلام القومى أن يتبنى مثل هذه النماذج الواردة فى الكتب التسعة، من أول فرغلى باشا، مروراً بعبود باشا، وانتهاء بسيد ياسين،
فتكون هناك حلقات من الفن الدرامى، تضع أمام المشاهدين حقائق الصورة قبل أن تتشوه، عن العمل الخاص فى إجماله، وعن رواده زمان وأحفاد رواده الآن، كل واحد فى مجاله!الكتب التسعة تتوالى صدوراً منذ فترة طويلة، كتاباً وراء كتاب، وفيها الحقيقة المضيئة كاملة عن القطاع الخاص، فى كل اتجاه، وكيف أنه كان الأصل الباقى، الذى يجب أن نعود إليه، ونقتدى به، ومع ذلك، فلا أحد اهتم بأن يكون مضمونها مادة متداولة فنياً على الشاشة، بحيث تغير ما فى أعماق المصريين من انطباعات خاطئة، عن أولئك الرواد فى العمل الخاص، ولا أحد فى إعلامنا القومى، أو المفترض أنه قومى، قد كلف خاطره بأن يقدم حقيقة الصورة لملايين، لديهم قناعات خاطئة، ومستقرة، ومستمرة،
لا لشىء إلا لأن أحداً لم يتطوع بأن يشير لهم إلى البدائل الصحيحة لمثل هذه القناعات التى ترسبت، ثم ترسخت مع مرور الأيام والأعوام! لم نسمع أن وزارة الصحة - على سبيل المثال - قد فكرت فى إنتاج حلقات يراها المشاهدون، بما يؤدى إلى تصحيح صورة الممرضة، مثلاً، لديهم، وبما يؤدى إلى نشر الوعى الصحى بوجه عام، فيما بينهم!
لم نسمع عن حلقات مماثلة، تنتجها وزارة السياحة، عن السياحة كصناعة، كيف كانت، وأين أصبحت، وما هو دور المواطن فى إنجاحها!لم نسمع عن شىء فيه «رسالة» واضحة من هذا النوع، موجهة إلى المواطنين جميعاً، بحيث تأخذهم فتنقلهم من حالة لها قناعتها الخاطئة،
إلى حالة أخرى لها قناعتها الصحيحة المختلفة تماماً، وإنما نرى ونتابع، من وقت إلى آخر، حملات يروج فيها بعض الوزراء لأنفسهم، وكأنهم ينفقون عليها من جيوبهم!
إعلام «الرسالة» غائب.. لأن إعلام التسالى غالب! |
|