منحت الجائزة لاوباما "لجهوده الاستثنائية لتعزيز
الدبلوماسية الدولية" تسلم الرئيس الامريكي باراك اوباما الخميس الميدالية الذهبية لجائزة
نوبل للسلام والشهادة التقديرية المرفقة بها في العاصمة النرويجية اوسلو.
ودافع الرئيس الأمريكي في كلمته عن حق الولايات المتحدة في شن ما دعاها
الحروب العادلة .
وقال أوباما في خطاب قبوله جائزة نوبل للسلام إنه لن يقف مكتوف
اليدين أمام التهديدات التي تواجه الشعب الأميركي.
وأضاف
إنه على الرغم من إعجابه بأفكارغاندي ومارتن لوثر كينج حول اللاعنف، فإن
هناك أوقاتا تجعل استخدام القوة ليس ضروريا فحسب بل مبرراً أخلاقياً.
وقال
الرئيس الأمريكي إن بلاده لا تزال تخوض غمار حروب عبر السنوات الماضية،
وأنه يحضر في أوسلو بتساؤلات تدور في ذهنه وهو يتوجه لتسلم أرقى جائزة
للسلام.
وقال اوباما
إن إنجازاته قليلة بالمقارنة مع آخرين حصلوا عليها، مضيفا "أعترف بالجدل
الكبير حول فوزي بالجائزة".وأشاد الرئيس الامريكي بما اعتبره انجازات
الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وعلى وجه الخصوص مشروع
مارشال لاعادة بناء اوروبا.
وفي محاولة
لتبرير ما يبدو تناقضا بين فوزه بالجائزة وخوضه حربين في وقت واحد، قال
اوبوما إن "جنودنا قدموا تضحيات كثيرة من أجل السلام"، مضيفا "إن آليات
الحرب ضرورية في بعض الاحيان".
وتابع اوباما
أن العالم "اعترف بالحق في مقاومة صدام عندما غزا الكويت"، مضيفا "إن
السلام يتطلب التضحيات".وقال اوباما "خوضنا الحرب لا يعني عدم التزامنا
بالقيم والاخلاقيات".وأضاف الرئيس الامريكي "السلام هو ممارسة حرية
العبادة والتعبير من دون خوف".
وكان أوباما
قد تعرض للتشكيك في اهليته للجائزة خاصة وأنه يرأس بلدا يخضو حربين في
العراق وأفغانستان،وفي رد على الانتقادات بهذا الشان قال اوباما ان "ادوات
الحرب لها دور تؤديه في الحفاظ على السلام ولكن لا بد من الاقرار بانه
مهما كانت الحرب مبررة, فانها تحمل في طياتها ماساة انسانية".
وأشاد
بالمتظاهرين المناهضين للحكومات في ايران وبورما وزيمبابوي، وقال إن
الولايات المتحدة ستقف دائما الى جانب من يسعون للحصول على الحرية. وقال
"سنكون شاهدين على العزة الهادئة التي يتمتع بها مصلحون مثل اونج سان سو
كي, وشجاعة الزيمبابويين الذين ادلوا باصواتهم في مواجهة الضرب, وعلى مئات
الالاف الذين ساروا بصمت في شوارع ايران".
وأضاف أن "ذلك يدل على ان قادة هذه الحكومات يخشون تطلعات شعوبهم اكثر
من قوة اي شعب اخر وأن من مسؤولية جميع الشعوب والدول الحرة ان تجعل هذه
الحركات تدرك ان الامل والتاريخ يقفان الى جانبهم".
واعترف
اوباما بان توقيت الجائزة ياتي في وقت محرج. وقبل الحفل قال "لا شك لدي ان
هناك اشخاصا اخرين اكثر استحقاقا للجائزة مني". وصرح في مؤتمر صحفي انه
سيستخدم المكافأة المالية التي سيحصل عليها من الجائزة لدعم سياسته
الخارجية التي تدعو الى الحوار, والعمل من اجل سلام دائم في العالم.
أما رئيس لجنة نوبل للسلام ثورنبورن ياغلاند إن اللجنة منحت الجائزة
لاوباما نظرا لما وصفه بجهوده الفذة لتقوية الدبلوماسية الدولية.
مظاهرات من ناحية اخرى,
اقامت العديد من منظمات السلام النروجية والمنظمات المناهضة للاسلحة
النووية تظاهرات امام مقر اقامة حفل تسلم الجائزة، وامام مكاتب اللجنة,
رفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "اوباما: لقد فزت بالجائزة, عليك ان تثبت
انك تستحقها".
وأظهر استطلاع للرأي أن 35.9
في المئة من النروجيين يعتقدون ان اوباما يستحق الجائزة, بانخفاض عن
النسبة التي سجلت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبلغت نحو 42% ويعتقد نحو
33.5 في المئة ان الرئيس الأمريكي الرابع والاربعين لا يستحق الجائزة.
وفي
الولايات المتحدة اظهر استطلاع اجرته جامعة كوينيبياك شمل 2313 ناخبا
مسجلا ونشر الثلاثاء ان نسبة الاميركيين الذين يعتقدون ان اوباما لا
يستحقالجائزة بلغت 66%.
وفي نيويورك تظاهر
دعاة سلام لخميس رافعين نعوشا مزيفة احتجاجا على منح جائزة نوبل للسلام
إلى الرئيس أوباما. وسار نحو خمسين متظاهرا في وسط مانهاتن من مقر الامم
المتحدة الى مكتب التجنيد في الجيش الكائن في تايمز سكوير, رافعين نعوشا
سوداء مصنوعة من الكرتون, وقد لف
النعش الذي يسير في مقدم المسيرة بالعلم الاميركي.
ومنحت
الجائزة لرئيس الولايات المتحدة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
"لجهوده الاستثنائية لتعزيز الدبلوماسية الدولية، والتعاون بين الشعوب."
وجرت مراسم تسليم الجائزة بعد أيام من إعلان أوباما عن عزمه
إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان.
أوباما تسلم جائزة نوبل وشهادة تقدير من رئيس اللجنة السويدية
ثم دافع الرئيس الأمريكي عن موقف بلاده من الحرب في أفغانستان
وكان من ضمن الحضور في الحفل النجم الأمريكي ويلي سميث وعائلته
ومن شرفة فندقهما في أوسلو حيا اوباما وقرينته جماهير تجمعت في المساء لتحيتهما
وحضر أوباما وقرينته حفل عشاء في المساء على شرف الفائزين بنوبل