القمص ساويرس: بركة السيدة العذراء توحد المصريين..
وكمال زاخر: كلما غاب العدل عن الأرض زاد تعلق الناس بالسماء هل تظهرالعذراء فى "الوراق" لأسباب دينية أم سياسية ؟؟مليون مواطن بالوراق المتنازع عليها بين محافظتى الجيزة و6 أكتوبر يواجهون أزمات
عديدة تهدد حياتهم، الأمر الذى جعل الآلاف منهم يحلمون بنزول البركة أو العذراء
عليهم من السماء لحل مشاكلهم التى تبدأ من سعى الحكومة والمستثمرين إلى انتزاع
أراضيهم عنوة، لإقامة الكبارى والفنادق والشاليهات السياحية والإهمال الصحى إثر
توقف مستشفى المدينة المركزى وتراكم تلال القمامة أسفل الدائرى الذى توجد به حديقة
«زبالة» بدلا من حديقة ترفيهية، والخلل الأمنى والموت غرقا وسط النيل لغياب وسائل
المواصلات إلا المعديات المتهالكة والتى أخيرا راح ضحيتها 33 منهم غرقا وسط
النيل.
تعتبر الوراق أفقر مدن الجيزة و6 أكتوبر لانتشار العشوائيات
والإزالات التعسفية للمنازل وحرمان «مواطنى الجزيرة» من البناء على أراضيهم ومنع
توصيل المرافق لهم، وكلها كوارث تدفعهم ليس فقط لتمنى نزول البركات عليهم، بل
تدفعهم للاستغاثة بالرئيس مبارك والتهديد بقطع الطريق الدائرى، واللجوء إلى النائب
العام لوقف مسلسل نزع الأراضى الذى بدأ بالاستيلاء على أراضى الدائرى ثم 300 فدان
وأخيرا 84 فدانا دون الحصول على التعويضات.
أيضاً تعد الوراق أكثر المدن
إزعاجا لأفراد النظام الحاكم خلال العامين الأخيرين، بسبب إثارتها أزمات حول الحدود
بين الأهالى والمسئولين بمحافظتى الجيزة و6 أكتوبر ومجلس الوزراء، «بسبب انتزاع
أراضيهم وانضمامهم إلى الجيزة بالإضافة إلى المشكلات الطائفية بين المسلمين
والأقباط».
وعلى مدى ثلاثة أيام، من الأربعاء إلى الجمعة الماضى، توافد
الآلاف من البشر على كنيسة السيدة العذراء بالوراق بعد انتشار شائعة ظهورها، لتشهد
المنطقة وجودا أمنيا مكثفا، يتقدمه مدير أمن الجيزة، مما تسبب فى تعطل حركة المرور،
بينما علت الهتافات تقول على دقات الطبول: «يا عذرا يا أم النور اظهرى لنا ظهور»
و«يا عذرا يا أم النصارى اظهرى على المنارة» ورتل الشمامسة تماجيد للعذراء، وأنشدوا
بعض الألحان والترانيم داخل الكنيسة.
القس صليب متى ساويرس عضو المجلس
الملى، وكاهن كنيسة القديس مار جرجس الجيوشى بشبرا لا يشك فى ظهور العذراء، لأن
العائلة المقدسة مرت من هنا ويغلبها الحنين إلى أرض مصر المذكورة فى العهد القديم،
والجديد، ويجزم بظهورها عدة مرات فى كنائس مختلفة فى مصر والعالم، لتمنح الناس
البركة التى يحتاجون إليها لمواجهة متاعبهم، ويوضح ساويرس أن «بركة السيدة العذراء
توحد المصريين» وأن الشعب المصرى متدين بطبعه، ولهفة الملايين وسعيهم إلى العذراء
يسكت كل المشككين فى ظهورها.
ويضيف الأب رفيق جريش كاهن رعية القديس كيرلس،
والمتحدث الإعلامى باسم الروم الكاثوليك أن المصريين أتقياء بطبعهم، ومدركون لجوهر
الأديان وهو التسامح والأخوة والحب التى تجسدها فكرة ظهور العذراء.
كمال
زاخر منسق التيار العلمانى يرى أن المصريين حين لا يجدون جدوى من الشكوى لأهل
الأرض، يتجهون للسماء، وهو يلخص المسألة فى عبارة واحدة «كلما غاب العدل عن
الأرض زاد تعلق الناس بالسماء مدفوعين بالأمل، وقلة الحيلة، وضيق ذات اليد»، واختيار
السماء نابع أصلا من حجم الحس الدينى الكامن فى قلوب المصريين.
لمعلوماتك..
70 ألف مواطن بجزيرة الوراق يستخدمون منازهم للصرف
الصحى بعد رفض الدولة توصيل شبكة الصرف الصحى لهم.
اليوم السابع