إعلامنا الطيب الأمير..! بقلم/ حسن المستكاوى20 ديسمبر 2009
نحن طيبون لدرجة (تفوق الوصف).. صدقنا بسرعة خبر نشر منسوبا لقناة «زد.دى.إف»
(Z.D.F) الألمانية. يقول بأن كريم زيانى لاعب الجزائر يعتذر للشعب المصرى. وأنا
شخصيا استقبلت الخبر بحذر وريبة، لأنى أتابع الصحف الجزائرية منذ فترة طويلة وأعرف
كيف يفكرون، باعتبار أن إعلامهم مرآتهم.
كما تذكرت واقعة وكالة «سيفون
سبورت» التى ضحك بها شاب «شقى» على الإعلام فى مصر بتأليفه خبر عن الرئيس الفرنسى
ساركوزى يقول فيه إنه يتمنى صعود مصر لكأس العالم لأن الجزائريين سلوكهم سيئ وغير
ذلك من كلمات، لو كان تمعن فيها إنسان لوجد أنها لاتصدر عن رؤساء..
وكان
البعض بالغ أيامها وقام بتحية الرئيس الفرنسى على موقفه العادل من القضية المصرية
باعتبار أن مباراة مصر مع الجزائر فى المونديال كانت قضية. وأشاد هؤلاء بحكمة
الرئيس الفرنسى الذى ربما لايعرف حتى الآن أن مصر لعبت مع الجزائر مباراة فاصلة..
ومثل هؤلاء سارع إعلامنا بالمطالبة بتكريم الزيانى، ودعوته إلى مصر
للاحتفال به، وكمان ممكن يفوز بوسام (يا شعب يا طيب.. كنت أظن أن من يتلسعه وكالة
سيفون سبورت سينفخ فى خبر القناة الألمانية) ولو حتى كان الخبر صحيحا وكان الزيانى
راغبا فى الاعتذار، فمصر ليست فى حاجة إلى شهادته. هكذا نحن دائما ننتظر شهادات من
غيرنا فى بلدنا؟!
المهم أنه بالبحث على موقع القناة الألمانية لم يكن هناك
أثر لخبر اعتذار زيانى للشعب المصرى.. وفى المقابل أكد كريم زيانى فى تصريحات
صحفية للصحف الجزائرية بأنه «لم يدل بأى تصريح للقناة الألمانية وبأنه غير قادر على
التصريح لها حيث لا يتكلم الألمانية بطلاقة». وقال زيانى بأنه تفاجأ عندما علم بأن
بعض وسائل الإعلام المصرية تزعم بأنه أدلى بتصريحات يعتذر فيها للشعب المصرى على
خلفية ما يسمونه بأحداث الخرطوم.
ولا يستبعد زيانى متابعة أصحاب فكرة تزوير
أقواله قضائيا، مشيرا بأنه سيدرس الأمر مع محاميه. ويرى زيانى أن بعض الأطراف
المصرية تريد زعزعة استقرار المنتخب الوطنى المقبل على دخول غمار كأس أفريقيا
للأمم. وأكد زيانى بأن المصريين أولى بالاعتذار على ما حدث من اعتداءات قبل مواجهة
الـ14 من نوفمبر، مشيرا إلى أنه لم تحدث أى أحداث بعد لقاء الجزائر ومصر الذى عرف
فوز الخضر بالخرطوم.
وتمنى زيانى ملاقاة المنتخب المصرى فى كأس أفريقيا
ليؤكد علو كعب الخضر على الفراعنة وتأكيد استحقاق الجزائريين ببلوغ المونديال».
تلك مقتطفات من تصريحات الزيانى الصحف بلاده التى يستنكر فيها خبر القناة
الألمانية، ويزيد برغبته فى مقاضاة الإعلام المصرى، ويزيد مرة أخرى متوهما أن خبر
الاعتذار المزعوم كان بهدف التشويش على منتخب بلاده، ويزيد مرة ثالثة بأنه يرغب فى
مواجهة منتخب مصر فى أنجولا كى يؤكد أن منتخب الجزائر كعبه أعلى، وهو تعبير لطيف
ومختصر لفكرة «تأديب المنتخب الوطنى».. يافرحة زيانى بالذين يحتفلون به من إعلامنا
الطيب الأمير؟!