هذا التحليل والتقييم! << لا يمكن،
لا يمكن أن يستمر تقييم أداء فريق بفوزه أو بخسارته. لا يمكن أن يكون ذلك
تقييما أو تحليلا، كما هو الحال فى ملاعبنا. فلو كان الزمالك خرج متعادلا مع
المنصورة لقال الجميع: «عاد الزمالك إلى تخبطه وتراجع مستواه». إلا أن هدف الصفتى
الذى جاء فى اللحظة الأخيرة جعل الرأى وكل الآراء تتحول إلى الإشادة بالزمالك. وهو
كان يستحق ذلك حتى لو تعادل، فالفريق لعب مباراة كبيرة، وسيطر عليها طوال الشوطين،
وصنع الزمالك العديد من الفرص عبر حازم إمام وشيكابالا وحسن مصطفى وأحمد جعفر، فمتى
يكون الفريق جيدا وهو الذى يسيطر ويصنع فرص التهديف؟!
الزمالك بالطبع ينقصه
الكثير ليعود الزمالك. وحتى يعود هذا الفريق الكبير العودة الكاملة فإنه يحتاج إلى
الخروج من مرحلة الضغوط النفسية التى يتعرض لها منذ فترة طويلة، إلا أن الفريق منذ
تولى حسام حسن يلعب بروح عالية، واللاعبون يلعبون بحب وبعطاء لناديهم ولمدربهم.
ثم
إن الفريق يصل لمرمى المنافس كثيرا ويضغط على الخصم بلاعبين وبثلاثة. وتغيرت طريقة
لعبه، وباتت أفضل، وله أربعة لاعبين يمثلون مجموعة هجوم متنوعة، من الطرفين ومن
العمق.. فهل ترون مباريات الكرة أفضل بدلا من ربط تقييم الفريق، أى فريق بتسجيل هدف
من عدمه؟!
<< لعب المنصورة مدافعا، ونجح فى الصمود. وكان فى بعض
الأحيان القليلة جدا، يرد بهجوم مضاد.. ولاحت له فرصتان على مدى الشوطين..
ويحسب لمحمد صلاح المدرب الجديد أنه خاض المباراة بالطريقة الصائبة، فلم يفتح دفاعاته،
وعزز وسطه بعدد كبير من اللاعبين، وبنى بالزيادة العددية حائط الصد الملائم.. إلا
أن أمر تلك الروح العالية التى أدى بها اللاعبون تثير السؤال: هل كان لابد من تغيير
المدرب كى يلعب لاعبو المنصورة بتلك الروح؟!
<< الأهلى فريق متعاقد
مع الانتصارات. هذا تاريخه وحاضره. إنه الفريق الذى يفوز حين يلعب، ويفوز حين لا
يلعب. المهم عند لاعبيه النصر أولا. والحديث عن «روح الفانلة الحمراء» ليس حديثا عن
أرواح يتم تحضيرها فى غرفة الملابس. وهكذا أنهى الفريق الدور الأول بلا هزيمة بعد
تغلبه على الإنتاج الحربى، ولم يجمع بعد بين الانتصار وبين الأداء.
وطبيعى أن يتأثر
الفريق بغياب نجومه الأساسيين. وأن يحسب للبدرى الدفع بكل هؤلاء الناشئين، فهم
المستقبل. وأظن أن حسام البدرى يسقط الآن أكذوبة: «المهم اللاعب الجاهز لأنه عصر
الاحتراف».. وأذكركم مرة أخرى أن برشلونة فاز بأهم بطولاته هذا الموسم، وهى كأس
أوروبا بسبعة من لاعبيه الناشئين!
فى المقابل أسجل التقدير لفريق الإنتاج
ولمدربه طارق يحيى الذى قدم شوطا جيدا، وهو الثانى، ورفع من مستوى المباراة وأضفى
عليها القوة والإثارة. لدرجة أن أحمد عادل عبدالمنعم حارس مرمى الأهلى خرج من
اللقاء نجما يقترب من درجة البطل؟!