أكبر خسائر المعلم في أنجولا 2010 أننا سنفتقد هذا الرجل في الملعب س: ماذا سيخسر منتخب مصر بغياب محمد أبوتريكة عن بطولة الأمم الإفريقية المقبلة؟
ج: سيفقد عقله المفكر وحامل أختام آخر بطولاته والأساس الذي يبني عليه شحاتة خطتهمنذ انضمام محمد أبوتريكة نجم النادي الأهلي لصفوف
المنتخب المصري للمرة الأولي استبشر الجمهور المصري به خيرا واعتبره العقل
المفكر الجديد للفراعنة وآخر عنقود المواهب الكروية التي تستطيع تغيير
نتيجة أي مباراة بتمريرة ساحرة.
أو بكرة ملعوبة تصنع الفارق وتنتزع
الفوز لمصر ،أول مباراة لأبوتريكة الذي خاض أكثر من 70 مباراة دولية مع
الفراعنة كانت أولها أمام منتخب أستونيا في مباراة ودية يوم 19 مارس
2001ثم انتظر النجم الموهوب حتي31مارس 2004 ليعاود الانضمام للمنتخب
ودون جدال فإن محمد أبوتريكة الذي أحرز للمنتخب أكثر من 27 هدفا
هو أفضل لاعب مصري موهوب في جيله،ووجوده مع المنتخب
المصري معناه صناعة التفوق للفراعنة في البطولات الكبري والمباريات
المهمة، فالألقاب التي حصل عليها المعلم مع مصر ارتبطت باسم أبوتريكة صانع
الفرحة كما يطلق عليه الجمهور المصري ، والمؤكد وما لايمكن ألا ينكره عاقل
ومتابع لمشوار مصر منذ عام 2004 وحتي الآن وهي الفترة التي شهدت الصعود
الأكبر للفراعنة في السنوات العشر الأخيرة أن اللاعب أصبح الخيار الأول
لحسن شحاتة الذي يبني عليه خطته ثم يضع اللاعبين بناء علي حالته الفنية
والبدنية ومدي تألقه في المباريات ،
شوقي غريب نفسه أكد في حواره للدستور
أمس أن غياب ابوتريكة عن بطولة الأمم الأفريقية يعد الخسارة الأكبر لمصر
في أنجولا واعترف أن حسن شحاتة يضع خطته بعد وضع أبوتريكة في التشكيل
ثم يضع حوله الباقين.
غياب أبوتريكة يعتبر الخسارة الأكبر والأفدح
التي يتكبدها حسن شحاتة منذ توليه مسئولية تدريب المنتخب الوطني لأنه
اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مثل هذه البطولات خاصة أنه أشهر
لاعبي مصر بين المنتخبات الأفريقية المشاركة في البطولة فمن في أفريقيا لا
يعرف أحد أفضل لاعبيها وأحد المرشحين لنيل جائزة أفضل لاعب أفريقي في
الأعوام الثلاثة الأخيرة ولولا إصاباته خلال 2009 لكان ضمن القائمة
النهائية مع اللاعبين المرشحين للجائزة هذا العام ،
عدم وجود أبوتريكة مع
المنتخب في أنجولا يعني غياب نصف قوة الفراعنة علي الأقل دون مبالغة لأن
الموجودين رغم مهاراتهم وموهبتهم لن يستطيعوا تعويض غياب أبوتريكة لأنه
اللاعب الوحيد الذي يستطيع توظيف كل قدراته الفنية والبدنية والأخلاقية
لخدمة منتخب مصر وإنجازاته من شأنها أن تؤكد أنه الخسارة الأكبر للمعلم
قبل بدءاً لبطولة وعدم سفره إلي أنجولا الشهر المقبل معناه مشاركة
الفراعنة في البطولة بنصف قوته وربما أقل.
أبوتريكة هو اللاعب
الوحيد الذي يحمل أختام بطولات المنتخب المصري وبعيدا عن جماعية الأداء
وخطة المعلم فإن التوفيق كان بجانبه بشدة ليصنع بلمساته الساحرة فرحة
الملايين في مصر والعالم العربي خلال الأعوام الخمسة الماضية ففي بطولة
أمم أفريقيا 2006 بالقاهرة افتتح تريكة أهدافه في البطولة بقذيفة في مرمي
المنتخب الليبي الشقيق ثم واصل التألق وهو صاحب أغلي أهداف كأس أمم
أفريقيا 2006 بإحرازه ضربة الترجيح الأخيرة والتي أعلنت فوز مصر بكأس
أمم أفريقيا 2006 للمرة الخامسة. ثم تأتي بطولة الأمم الأفريقية بغانا2008
ويبقي هدفه الأشهر والأهم الذي أحرزه خلالها في منتخب الكاميرون في
نهائي البطولة وفازت بسببه مصر باللقب القاري الثاني علي التوالي والسادس
في تاريخها. بالإضافة إلي ثلاثة أهداف أحرزها أبو تريكة خلال مشوار
المنتخب المصري في البطولة اثنان في مرمي السودان وهدف في شباك كوت
ديفوار في المباراة قبل النهائية.
وكان تألقه سببا في أن يرشحه الاتحاد الأفريقي
لنيل الكرة الذهبية لأحسن لاعب أفريقي لعام 2008.كما أن لأبوتريكة هدفاً
مهماً ومصيرياً فاز به منتخب مصر علي منتخب الكونغو في تصفيات أفريقيا
المؤهله لمونديال 2010 في المرحلة الثانية من التصفيات. ولا يمكن أن ينسي
المصريون دوره في مباريات مصر بكأس العالم للقارات بجنوب أفريقيا عندما
كان سببا وصانع أهداف المصريين في البطولة بتمريرته الساحرة لزيدان في
الهدف الثالث بمرمي البرازيل وتمريرته من الضربة الركنية لمحمد حمص صاحب
هدف لقاء إيطاليا.حتي أنه اختير ضمن تشكيل منتخب البطولة كأفضل لاعب في
مركزه متفوقا علي نجوم البرازيل وإيطاليا وإسبانيا.
المتابع
للمنتخب المصري في الأعوام الأخيرة يكتشف أن أبوتريكة هو رمانة ميزان
الفراعنة فتألقه يعني فوز مصر وغياب التوفيق عنه معناه تراجع الأداء عموما
وربما الهزيمة كما حدث في مباراة الولايات المتحدة بكأس القارات ثم في
مباراتي الجزائر الأخيرتين التي ظهر تراجع مستواه الفني خلالهما وهو ما
كان سببا في تراجع الأداء بشكل عام بين اللاعبين الذين يعتبرونه القائد
والقادر علي قلب الموازين في أي لحظة وتغيير دفة المباراة تجاه مرمي
المنافس بتمريرة واحدة والتلاعب بالمدافعين لإفقادهم تركيزهم باقي
المباراة.
الإصابة اللعينة التي لحقت بنجم المنتخب خلال المباراة
الفاصلة أمام الجزائر بالسودان في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 بشرخ
إجهادي في وجه القدم كانت سببا في ابتعاده عن صفوف الفراعنة وفقدان المعلم
لأهم أوراقه الرابحة وربما ورقته الأهم طوال مشواره مع التدريب سواء مع
الأندية أو المنتخبات ورغم محاولات لحاقه بالمباراة وإصرار أبوتريكة نفسه
ليكون ضمن البعثة المسافرة إلي أنجولا إلا أن وضع قدمه في الجبيرة منذ
يومين لتفاقم إصابته أنهي علي كل آمال وجوده مع الفراعنة في أنجولا وجعل
الجمهور يضع يده علي قلبه ويدعو الله أن يوفق المنتخب في أنجولا رغم غياب
عقله المفكر وحامل أختام بطولاته وصانع الفرحة في البطولتين الماضيتين.
جريدة الدستــــور