Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11108 ::: :
| موضوع: كما كنت أنت.. وهو 2009-12-29, 4:29 pm | |
| كما كنت أنت.. وهو
بقلم/سليمان جودة ٢٩/ ١٢/ ٢٠٠٩ نفت مصادر فى الحزب الوطنى لـ«المصرى اليوم» صباح أمس، ما كان قد جاء فى «الأهرام» صباح أمس الأول، على لسان السيد صفوت الشريف، أمين عام الحزب، حين قال إن الرئيس مبارك هو مرشح الحزب الوطنى فى أى انتخابات رئاسية مقبلة!وحين تناولت هذا التصريح بالتعليق، فى هذا المكان، صباح أمس، فإننى لحظة الكتابة توقعت، بينى وبين نفسى بنسبة مائة فى المائة، أن يصدر نفى فى اليوم التالى للتصريح، سواء كان النفى صادراً عن الشريف ذاته، أو عن «مصادر فى الحزب الوطنى»
لم تكشف عن نفسها، فلا فرق، إذ النتيجة واحدة فى النهاية!ولو أن أحداً سألنى رأيى فيما إذا كان صفوت الشريف قد قال هذا الكلام المنفى، أم لم يقله، فتقديرى أنه قاله بشكل مؤكد، ويأتى مثل هذا التقدير من جانبى، ليس بالطبع عن رغبة فى تكذيب أمين عام الحزب الحاكم، وإنما لسبب آخر تماماً، هو أن أى واحد يعود إلى «الأهرام» التى نشرت التصريح فى صدر صفحتها الأولى، سوف يلاحظ، منذ الوهلة الأولى، أن «الأهرام» لا تنقل فقط عن صفوت الشريف، تصريحاً صدر عنه، وإنما - وهذا هو الأهم - تصف الصحيفة كيف قيل التصريح على لسان صاحبه، فنقرأ فيها الآتى بالحرف: «وقال الشريف بنبرة حاسمة، إن حسنى مبارك هو رئيس الحزب الوطنى الديمقراطى، الآن، وهو مرشح الحزب للرئاسة، فى أى انتخابات مقبلة!».
وعندما تنشر صحيفة الحكومة الأولى، خبراً بهذه الصيغة، المقصودة فيما أظن، فهى فقط لا تنقله، وإنما تصف كيف قيل، بما يعنى، بالعقل، أن الذى كتب الخبر، سمع الشريف ورآه، وهو يقول التصريح! ومع ذلك كله، فنحن على استعداد لأن نتفهم تكذيب التصريح بعدها بـ٢٤ ساعة، إذ يبدو أن تداعيات النشر، لم تكن على قدر التوقع لدى قادة الحزب، ويبدو أيضاً أن التصريح، عند إطلاقه، كان هناك هدف ما، من ورائه، وكانت هناك «رسالة» محددة يراد إيصالها، على أن يجرى سحبه بعدها بدقائق، أو ساعات..
فليس هذا هو المهم!ولكن الأهم فى الموضوع كله، من أوله إلى آخره، أن الحزب الوطنى، وهو يسارع إلى تكذيب التصريح، لم ينتبه إلى شىء مهم جداً، هو أن التصريح رغم أنه فاجأ الملايين وربما صدمهم، فإنه فى الوقت نفسه، كان قد بدد، ولو جزئياً، لغز مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، وكان قد أضاء، ولو قليلاً، مستقبل المصريين، عقب ٢٠١١، موعد انتخابات الرئاسة، فإذا بالتكذيب يأتى، ليعيد الغموض حول المستقبل إلى ما كان عليه، ويجعل سقف هذا المستقبل لـ٨٠ مليون مواطن، مغلقاً عند موعد غايته ٢٠١١، فيظل ما بعدها، طلسماً كما هو، ولغزاً كما هو، وصندوقاً مقفلاً كما هو!.. وفى التدريبات العسكرية، فإن المدرب إذا أراد أن يعيد الجنود إلى المربع الأول، ثم إلى نقطة الصفر، فإنه يصيح فيهم بعبارة من كلمتين لا ثالث لهما: كما كنت! |
|