المهمة الصعبةبقلم/ أحمد شوبير ٥/ ١/ ٢٠١٠
لا شك أن مهمة المنتخب الوطني المصري في بطولة الأمم المقبلة بأنجولا ستكون أصعب
بكثير من كل المهمات السابقة، فمصر دخلت بطولة غانا 2008 وهي مملوءة بالآمال
والطموحات وذلك بعد أن نجحنا في الفوز ببطولة 2006 بالقاهرة لذلك كنا علي رأس
المرشحين للفوز بغانا 2008 فمتوسط أعمار الفريق كان معقولا وحالة النجوم الكبار
أمثال أبوتريكة وعمرو زكي والحضري وهاني سعيد وعبدربه وغيرهم كانت في قمتها الفنية،
كما أن التحدي داخل اللاعبين لم يكن عاديا فكل لاعب منهم كان يتمني أن يثبت وجوده
ويؤكد أنه لاعب علي مستوي عالمي لأن تصفيات كأس العالم كانت علي الأبواب
والجهاز
الفني نفسه كانت بداخله تحديات لا حدود لها فقد أراد أن يصد الهجوم الذي تعرض له
ويرد علي الشائعات التي تؤكد أنه يفوز بالبركة والاعتماد علي المشايخ والأعمال،
لذلك كان هناك إصرارا غير عادي لدي اللاعبين والجهاز الفني للرد بقوة علي كل حملات
التشكيك التي تعرضوا لها.. أيضا البداية الموفقة للغاية في المباراة الأولي أمام
الكاميرون والفوز 4/2 وهو الفوز الذي أعطي انطباعا للجميع أن مصر جاءت إلي غانا
للفوز بالبطولة مهما كانت درجة المنافسة أو أسماء اللاعبين المحترفين في المنتخبات
التي نواجهها..
أيضا طموح الوصول لكأس العالم كان واضحا علي الجميع لاعبين وجهازا
فنيا بل واتحاد كرة ولكن هذه المرة أري أن الخروج من كأس العالم قد أثر بشدة علي
معنويات فريقنا القومي وقد ظهر ذلك واضحا في مباراة مالاوي الضعيفة والتي انتهت
بالتعادل 1/1 والتي خلت من كل فنون اللعب وأيضا من المشاهدين سواء في الملعب
أو عبر الشاشات.
وهو ما يؤكد انطباعي بأن الحماس قد فتر لدي الجميع وأولهم جماهير الكرة
المصرية والتي كانت تعلق آمالا كبيرة علي منتخبنا الوطني في الصعود لكأس العالم إلا
أن آمالها ذهبت أدراج الرياح ويبدو أنها استفاقت بعد الحملة القومية عن أسباب
الخروج الوهمية من كأس العالم.. أيضا ظهر واضحا أن منتخبنا الوطني لم يستعد بعد
لياقته الذهنية والبدنية والتي تؤهله للفوز بالبطولة الإفريقية فاسمحوا لي أن أسوق
لكم مثالا للاحترافية ليس بعيدا عنا..
المنتخب السعودي الذي خرج في الثانية الأخيرة
من تصفيات كأس العالم لم تستغرق أحزانه وآلامه أكثر من أيام معدودة وبعدها بدأ في
التخطيط للمستقبل فسافر إلي تونس في مباراة ودية ثم لعب مع بيلا روسيا علي ملعبه
ووسط جماهيره واحتفظ بمدربه بييرو البرتغالي وأوكل إليه المسئولون هناك مهمة تحديد
الفريق وإعداده للبطولات المقبلة مثل كأس آسيا وكأس الخليج وتصفيات الأوليمبياد..
أما نحن فمازلنا نضحك علي أنفسنا وعلي جماهيرنا بحكايات وروايات ساذجة مثل حكاية
المؤتمر الصحفي العالمي أو التلطيخ علم الفيفا بالدماء أو منع المدربين من العمل في
اتحاد الكرة وأخيرا الروايات الساذجة عن تسمم البعض في الجزائر وهي رواية ساذجة
ومسئولو اتحاد الكرة أكثر من غيرهم يعرفون متي وأين حدث هذا التسمم وأما الجزائر
فبريئة تماما من مثل هذا العارض لاثنين من أعضاء الجهاز الفني والإداري ليس من
بينهما أحد من اللاعبين..
أري أيضا أن اتحاد الكرة مازال يمارس هوايته في رفع
شعارات خدعنا بها جميعا مثل «معا لكأس الأمم الإفريقية».. «ولا صوت يعلو فوق صوت
أنجولا» ويطلب من الجميع أن يخرسوا ويوهم الشارع الرياضي بأن من يتكلم فهو عدو
للمنتخب وعدو لمصر ويتمني خسارة منتخبنا الوطني.. نعم كلنا وراء المنتخب الوطني في
مهمته الصعبة جدا في أنجولا.. نعم كلنا نتمني له التوفيق والعودة بكأس البطولة
ولكننا هذه المرة لن ننساق خلف مروجي الشائعات.