+
----
-
فى هذا الموضع سوف اعرض عليكم قصص يعرفها الجميع صغير وكبير
وهذة القصص لم يحكيها لنا البشر بل حكاها لنا المولى عز وجل فى كتابة العظيم وهى قصص الانبياء والحيوانات التى ظهرت معهم وكثيرا ما نحكى عن قصص الانبياء ولكن هنا سوف تقراء قصص الحيوان ليس على لسان البشر بل على لسان الحيوان نفسه انا هنزل القصص اللى عندى ويارب تعجبكم وهى 5 قصص ونبداء الان بأروع القصص فى القران وهى قصة سيدنا يوسف ولكن بطل قصتنا اليوم ليس سيدنا يوسف بل ذئب يوسف كما اطلاقنا عليه
+
----
-
من قصص الحيوان فى القرآنذئــــــب يوســــــــــفقال تعالى: "قال ليحزننى أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون . قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون" سورة يوسف - آية 13_14الحديث على لسان ذئب يوسفليست حياة الذئاب مريحة ....أعترف بذلكأنا كذئب هدف لحملات مستمرة من البشر....هدف لاضطهاد دائميقول البشر عن اسوئهم اخلاقا واكثرهم توددا للنساء انه ذئبلااريد ان اطيل فى الحديث عن نفسى كذئبذئب مظلوم اناذئب يوسف....هذا اسمى الذى اشتهرت به فى التاريخغير اننى اقسم اننى لم ار يوسف هذا فى حياتى قطلارأيته ولا اكلته ولا مزقت ثيابه ولا اقتربت منههى مأساة من بدايتها الى النهايةلنا ستة انواع من العواء لكل منها معناه الخاص وتعبيره المميزهذا العواء العميق الطويل الذى يبدأمع سقوط الليل هو تسبيح خالقنا وتمجيدهوهذا العواء الاجش القصير هو تعبير عن الوحدة واستدعاء الانثىوهناك عواء المطاردة المروع الطويل الغاضبوهناك عواء يعنى ان هناك صيدا ثمينا قد وقعوينتشر عوائنا فى الهواء فيهرع الذئاب نحو الصيدوبعدها يدفىء المعدة طعام ساخن مختلج لم تزل تدب الروح فيهنحن لانخرج للصيد الا فى جماعاتكنت خارجا فى مهمة استكشافرفعت رأسى وانا اجرى ورحت اتتبع رائحةاقتربت الرائحة من انفىعلى بعد خطوات تنتصب خيمة بيضاء يجلس امامها عشرة رجال حول نار اوقدوهاوعلى بعد خطوات منهم تنام مئات الخراف والنعاج والبقرلم تكن اعمار الرجال متساوية ورجحت انهم اصدقاء او اخوةاحسست من نظرة القيتها سريعة علي وجوههم انهم يدبرون شيئارفعت اذنى وانصتقال احد الرجال العشرة: ينبغى ان نتخلص من يوسفاشتد البرد وارتعشت فقد كنت ولدت فى جو معتدل فى مصر وتربيت مع اخ شقيق يصغرنى بعام وكنت احب اخى حبا عظيما ولم اكن اخرج للصيد الا وهو معى ثم خرج يوما ولم يعدعبثا حاولت البحث عنه فى مصرفضربت فى تيه المزارع والصحارى ابحث عنه دون ان اعثر عليهانكسر قلبى حزنا فخرجت ابحث عنه بعيدا عن مصروعبرت الصحراء وجئت للبلاد الباردةوجدت نفسى غريبا بين ذئاب من نوع مختلفعشت بينهم وتزوجت منهم ذئبةوصرت رب اسرة كبيرة اجرى عليهاارهقنى البحث الدائم عن طعامتسللت الى انفى رائحة شواءوتسللت معها رائحة خروف صغير حى لم ينم بعدعاد الرجال حول النار الى الحديثقالوا : "ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة.. إن ابانا لفى ضلال مبين .. اقتلوا يوسف او اطرحوه ارضا يخل لكم وجه ابيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين" اادركت ان هناك مؤامرة لقتل انسان يتردد اسمه فى الحديثلم اكن مهتما بحديثهم قدر اهتمامى بمعرفة المكان الذى سيذهبون اليه غدااردت ان اعرف اين سيذهب الخروف الصغيرعاد احدهم يقول : " لا تقتلوا يوسف والقوه فى غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين" اقال احدهم : ماذا نقول لابينا يعقوب حين يسألنا عن اخينا يوسف؟اعترف اننى صعقت .. اكتشفت ان يوسف هو اخوهم الاصغر .. كيف يدبرون قتله؟ وانا الذئب الذى خرج من مصر بحثا عن اخيه ومازال قلبى ملتاع لفقدهادهشنى كمية الحقد فى حوارهمشاهدت الشيطان يجلس معهم وهم لا يرونه فزاد تقززى منهموكرهت رائحة الخروف الصغير الذى معهم وكرهت ان آكل من قطيعهم وقررت الانصرافلم اكد استدير لانصرف حتى استهوانى حديثهمقال احدهم: نقول ليعقوب تاه يوسف مناقال الثانى : هذه لعبة مكشوفة كيف يتوه منا والمفروض انه معناقال الثالث: نقول اكله الذئبارهفت سمعى حين جاء ذكرى فى الحوار انها فكرة ظالمةثم قالوا : فكرة مثيرة نقول اكله الذئب ونحن غافلون عنهقال احدهم : لن يترككم يعقوب تأخذون يوسف انه يحبه ولا يطيق فراقهقالوا : سنحاول اقناعه سنقول الولد صغير ولا يأخذ حظه من اللعب ولا يحصل على كفايته من الشمسووجهه مصفر فأتركه لنا ودعه يخرج معنا ليرتع ويلعبكانوا فريقينفريق يريد قتل يوسفوفريق يريد القاء يوسف فى البئرورغم انتصار الفريق الثانى فقد استقر الرأى الجماعى على الصاق التهمة بالذئباى ذئب؟راحوا يتحدثون كيف يقنعون اباهم بأن الذئب اكل يوسفواقترح احدهم ان يخلعوا قميص يوسف عنه ويلوثوه بدماء شاه يذبحونهااستمعت الى حديثهم وفهمت لماذا ساد الارض هذا المخلوق المسمى بالانسانادركت لماذا يتناقص عدد الذئاب فى الارض ويزيد الناسفهمت ان انياب الذئاب ومخالبها تبدو مثل قش هش جوار هذه الانياب والمخالب المتمدينة المغلفة بالابتسامعاد الحوار بينهمقال اكبرهم: افترضوا ان اباكم لم يصدق قصة الذئبقال اكبرهم سنا : نصطاد ذئبا ونلطخه بدم الشاه التى سنلطخ بها قميص يوسف ونذهب بالذئب الى ابينا ونقول له هذا هو الذئب الذى التهم يوسف ها هو الدم لم يزل عالقا على جسده ومخالبهارتعشت مكانى من الغضبعدت مسرعا ودخلت على زوجتى فى الكهففقالت لى : لم تحدثنى عن رحلتكقلت لها : كانت رحلة سوداءلقد خرجت ابحث عن صيد فوجدتهم يبحثون عنىقالت : لماذا؟قلت : لاننى اكلت يوسفقالت : من يوسف؟قلت: انسان لم اره قط يريد اخوته القاءه فى البئر واتهامى اننى اكلتهقلت : المصيبة انه شقيقهم ورددت قائلا : الحمد لله انه خلقنا ذئابادفنت احزانى ومرت الليلةثم جاء موعد خروجنا للصيداجتمع الذئاب لنختار المكان الذى سوف سنصطاد منهفقلت لهم هناك فى اتجاه الشمال خيمة بها عشرة رجال يخرجون للرعى ومعهم قطيع من الخراف والنعاج والبقروعزمنا الامرثم احسست بالتشاؤمبدأنا الزحف وما كدنا ان نصل وتقدمت الذئاب ولم اكد اصل حتى انطبق على قدمى فخ قوىقفز الرجال من تحت اغطيتهم واطلقوا السهام على الذئاب فانطلقت بعيدا واقبل الرجال نحوى بالعصى والحبال وانهالت على جسدى بالعصى والقيت الحبال والتفوا حولى حتى سكنت حركتى+
----
-
اخيرا وقعت فى الاسرانهم اخوة يوسف وراحوا يتشاورون فى ذبح احد الخراف ثم لوثوا فمى ومخالبى وجسدى بدمهسرنا طويلا وتزايد احساسى بالبؤسوصلوا الى بيت ابيض حفظت الطريق جيدا خلال الرحلة الفاجعة
ملأ قلبى احساس غامض بالسلام بيت من هذا يا ربى؟القانى الاخوة على الارض امام شيخ ابيض اللحية مهيب الملامحقال احدهم للشيخ الجليلهذا هو الذئب الذى اكل يوسف اصطدناه اليوماكل يوسف اول امس وعاد الينا اليوم
تأملت عينى الشيخ الجليل وقلت هذا هو يعقوب اذن ادركت انه نبى من انبياء الله ملأنى احساس بالراحة
حين قال الشيخ لاولادهدعوا الذئب وانصرفواخلت الغرفة من غيرنا وبقيت مع يعقوب اقترب منى وفك وثاقى واخرج قميص ملوثا بالدم
وقال : هذا قميص يوسف ايها الذئبشممت القميص وتأملت نسيجه فوجدته سليما بغير خدشفقلت : ايها النبى الكريمكل الذئاب بريئة من دم ابنك يوسف
قال الشيخ
: اعرف ايها الذئب فكيف يفترس ذئب يوسف ويظل قميصه سليما انما هو خطئى ايها الذئبحين قدمت خوفى منك على حفظ الله ليوسف عندما قلت لهم اخاف ان يأكله الذئب
وانتم عنه غافلون فعاقبنى الله تعالى وضاع منى يوسف وجاءوا بك بدلا منهدنا منى الشيخ وسألنى بصوت حزين اين ذهبوا بيوسف؟قلت : لاادرى ولكننى اقسم ايها النبى اننى ذئب غريب جئت من مصر بحثا عن اخى الذى فقدته فى احد رحلات الصيداصطادنى اولادك واوثقونى وجاءوا بى اليكونحن ايها النبى الكريم حرمت علينا دماء الانبياءقال الشيخ وهو يضم قميص يوسفخرج الذئب يبحث عن اخيه وضيع اولادى اخاهم يوسف
قلت: اطلق سراحى ايها النبى الكريم وسوف اطلق حريتى لاعود الى موطنى
فلا احب ان اعيش فى ارض يكذب فيها اولاد الانبياء على البشر والذئاب
من فينا الذئب الان؟انا ام اولادك يا سيدى الكريم؟ربت يعقوب على رأسى ثم نهض وفتح الباب وقال لى انطلق
قال اولاده اطلق ابونا الوحشقال لهم : " بل سولت لكم انفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون" اقفزت خارج البيت وانطلقت اجرىوانا حانقافتقد العدل تماما فى هذه الارض واكره ان اجد نفسى موضع ظلم واضح يستغل فيه الانسان رقيه وذكاءه لظلم الذئابمن كتاب قصص الحيوان فى القرآن
أحمد بهجت