اللعب مع الكبار!

بقلم/
أحمد شوبيـر

هل غاب الحساب في مصر؟ وهل كل ما يقال صحيح من أن هناك «ناس مسنودة»؟
هل أصبح من العيب أن نفتح ملفا أو نتكلم بجرأة وشجاعة عن بعض ما يدور علي الأقل
في الساحة الرياضية؟ هل كل من يقول كلمة أو رأياً أو وجهة نظر يصبح عدوا ويتمني
لبلده الخسارة والخروج من كأس العالم أو خسارة البطولة الإفريقية؟

هل عندما نقول إن هناك شبهة فساد وراء سرقة نصف مليون جنيه هي مكافآت
لاعبي منتخب مصر للشباب في إحدي المباريات
في كأس العالم السابقة نصبح ضد الاتحاد ورجاله، وأننا نجاهد ونكافح لتشويه صورة
اتحاد الكرة أمام الرأي العام؟ هل صحيح أننا عندما نتكلم ونقول إن هناك تجاوزات
واضحة في تقرير المراقب المالي لاتحاد الكرة بشهادة الرجل واعترافه من خلال التقرير
المالي الذي يقدمه الرجل للأندية هل معني ذلك أننا نحارب اتحاد الكرة ونحارب منتخب
مصر لابعاده عن البطولة الإفريقية؟

وهل صحيح أننا عندما نطلب توضيحاً من اتحاد
الكرة عن بعض المكافآت والمزايا التي يحصل عليها البعض وذلك لتوضيح الحقيقة أمام
الرأي العام هل معني ذلك أننا ضد حسن شحاتة ونتمني له الخسارة؟ وهل معني أننا نطالب
بتوضيح أسباب عدم اختيار أو استبعاد لاعب أننا نترصد بفريقنا ونسعي لخسارته البطولة
وذلك حتي نذبح الجهاز الفني ونسعي لحل مجلس الإدارة وبعدها نركب علي مقاعدهم
الوثيرة داخل اتحاد الكرة؟ وهل معني أن نقف مع وجهة نظر مخالفة لاتحاد الكرة في
قضية التعاقد مع مدرب أو انهاء عمل مدرب آخر أننا نتمني السوء لاتحاد الكرة؟


التساؤلات عديدة والإجابات غائبة ولكن كل ما في الأمر أننا لم نعد نقبل
أي كلمة نقد بل العكس أصبحت لدينا بجاحة شديدة في الرد علي الانتقادات وأولها
هو الادعاء بأن الكبار معنا وأنهم أي الكبار سيتصدون لمحاولات الايقاع بنا!!

والحقيقة
أنني لم أر في حياتي بجاحة بهذا الشكل لأن الكبار لا يعنيهم أبداً مثل هذه الأمور
أو بالأصح يعنيهم وبشدة اصلاح الأمور وعدم التستر علي أخطاء أو فساد إن وجد لذلك
لا أجد معني أو تفسيراً لكلمة الكبار ومساندتهم أيضاً لا أجد عيباً في أن يرد الكبار
علي هذه المزاعم التي يرددها الخائفون والمرتعشون لأنها وبكل أسف ستصب في بوابة
شائعات لا داعي لها لذلك أدعو الأخوة الأفاضل في اتحاد الكرة أو حتي إدارات الأندية
أو المدربين أن يكفوا عن التلويح بالكبار ومساندتهم ومؤازرتهم لأن هذا ليس طبعهم
وأرجو منهم أن يتفرغوا لما هو أهم وهو الفوز بالبطولات وإعادة الانضباط والحفاظ علي
هيبة وكيان المنظومة التي يتولون أمرها والرد علي الاتهامات وتبرئة ساحاتهم ويومها
سيكونون هم الكبار فعلاً بنزاهتهم وشرفهم وايضاً بانتصاراتهم.