Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11105 ::: :
| موضوع: اعتذار لكل قبطى 2010-01-09, 5:28 pm | |
| اعتذار لكل قبطى
بقلم/ سليمان جودة ٩/ ١/ ٢٠١٠ كنتُ قد وصفت الإسلام فى بلدنا، فى هذا المكان، أمس الأول، بأنه إسلام معتدل، وأن اعتداله هو الذى جعل مصر خارج قائمتين صدر بهما بيان عن الإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضى، فى أعقاب محاولة الشاب النيجيرى عمر الفاروق تفجير طائرة أمريكية، كانت قادمة من هولندا إلى الولايات المتحدة.. أما القائمة الأولى، فهى تضم عشر دول أغلبها دول عربية، وكلها إسلامية، وسوف يخضع مواطنوها جميعاً لإجراءات أمنية غير مسبوقة، إذا فكر واحد فيهم، منذ اليوم، فى دخول أى مطار أمريكى!..
وأما القائمة الثانية فتضم ٤ دول، قالت عنها واشنطن، إنها ـ أى الدول الأربع ـ ترعى الإرهاب!وقد لفت نظرى، أن أحد الذين علقوا على ما كتبتُ، على موقع الجريدة الإلكترونى، قد قال إن الإسلام لا يجوز أن يوصف بأنه غير معتدل، لأنه معتدل فى كل الحالات، وأن مثل هذا الوصف يجب أن يتجه إلى ممارسات بعض المسلمين أنفسهم، ولابد أن صاحب هذا التعليق عنده كل الحق، فالإسلام كدين، إنما هو معتدل فى كل حالاته، كما أنزله الله تعالى، ولابد أيضاً أن الذى يجعله غير معتدل فى نظر كثيرين إنما هم بعض المُنتسبين إليه، بما يفعلونه أحياناً، وبما يقولونه أحياناً أخرى!
ومن الضرورى أن يُقال هنا، إن عمر الفاروق، بما كان يريد أن يفعله، حين فكر فى تفجير الطائرة، قد جعل دينه، فى نظر الملايين على امتداد الأرض، ديناً غير معتدل، رغم أنه فى حقيقته على غير ذلك تماماً!ولو أن عمر الفاروق، قد فكر لحظة واحدة، قبل أن يقرِّر أو يحاول بمعنى أدق، تفجير الطائرة إياها، بركابها الثلاثمائة، لكان قد اكتشف أنه لو كان قد نجح فى تفجيرها، فلن يكون ركابها فى الحقيقة هم ضحاياها، وضحاياه، وإنما الضحايا الحقيقيون لما فكر فيه الشاب عمر الفاروق، هم مليار و٣٠٠ مليون مسلم، موزعون على أنحاء الدول العربية والإسلامية جميعاً، وقد وجدوا أنفسهم، بعد فشل المحاولة، فى موضع يوجب عليهم الاعتذار، عما كان الفاروق سوف يرتكبه، وفى محل إهانة لحقت بهم، وسوف تلحق بهم،
فيما بعد، عندما يجدون أنفسهم مُرغمين على خلع هدومهم والوقوف عرايا، عند أى بوابة تؤدى إلى أى أرض أمريكية، خضوعاً لإجراءات التفتيش.ولا يختلف ما أقدم عليه عمر الفاروق، عما ارتكبه شاب أو أكثر، فى مدينة نجع حمادى، فقتلوا ٧ أفراد كانوا قد خرجوا من إحدى الكنائس، احتفالاً بعيد الميلاد، وكان معهم أمامها شرطى مسلم، فالذين قتلوا السبعة أفراد، لم يقتلوهم هم، فى حقيقة الأمر، ولم يسيئوا إلى المسيحيين فى مصر وحدهم، ولا تسببوا فى أذى للأقباط وحدهم أيضاً، ولكنهم ألحقوا أبلغ الأذى وأفدحه، بـ٨٠ مليون مصرى، وأوقفوا المسلمين منهم، فى موقف الاعتذار، والأسى، والأسف لما حدث!!
كان عمر الفاروق، يريد أن يأخذ معه ركاب الطائرة، ويهبط بها، بعد تفجيرها، فإذا به يأخذ ملياراً و٣٠٠ مليون مسلم، إلى منحدر يجدون أنفسهم فيه الآن، أمام العالم، وكذلك فعل الجبناء، بالنسبة لنا فى مصر، فى حادث نجع حمادى الذى أساء إلى كل مسلم، وجعله مديناً باعتذار لكل قبطى!
|
|