الخريطة
بقلم/ حسن المستكاوى حتى لو كان المنتخب فى أحسن حالاته فمن الصعب أن نطالبه بإحراز اللقب الأفريقى
للمرة الثالثة على التوالى. هذا لا يمكن أن نطالب به منتخب البرازيل. برجاء أن نجعل
تصريحاتنا واقعية، وليست أحلاما. وفى جميع الأحوال يبقى منتخب مصر مرشحا دائما للقب
لأنه فى أفريقيا مثل إنجلترا فى أوروبا. ولذلك هو مرشح اليوم كما كان فى الأمس. ومن
مظاهر كأس الأمم الأفريقية أن المنتخبات المرشحة يصل عددها إلى 8 من 16. وهى مصر،
ونيجيريا والكاميرون، والجزائر، وتونس، وساحل العاج، وغانا، وأنجولا.. وهذه
المنتخبات مرشحة بالتاريخ وبالمكان كما هو الحال بالنسبة لأنجولا التى تنظم
البطولة..
ظلت الكرة الأفريقية بلا تغيير فى سنوات البداية. سيطرت عليها
الفرق القديمة، مصر، السودان، إثيوبيا، غانا، أوغندا، الكونغو.. ثم ظهر الشمال
والغرب الأفريقى، تونس والمغرب والجزائر وليبيا ثم الكاميرون وساحل العاج والسنغال،
وزامبيا لكن فى العشرين عاما الأخيرة أصبحت خريطة اللعبة تتغير بسرعة كبيرة، وفى كل
فترة زمنية تظهر قوى جديدة، وهذا الأمر تشهده اللعبة منذ منتصف السبعينيات، إلا أن
إيقاع التغيير بات الآن أسرع. فهناك الآن منتخبات مالى وتوجو ومالاوى والكونغو
والجابون..
الواقع أن التغيير فى خريطة الكرة الأفريقية أسرع من التغيير من
خريطة اللعبة فى أى قارة. ففى آسيا مثلا مازال الصراع قائما منذ مطلع الثمانينيات
بين كرة الشرق التى تمثلها كوريا واليابان، وبين كرة الغرب التى تمثلها السعودية
والكويت وقطر البحرين والإمارات والعراق وبينهما تظهر كل فترة إيران. فلا الكرة
السورية ولا الأردنية ولا اللبنانية ظهرت كقوة فى الشرق، ولا أندونيسيا ولا الهند
ولا فيتنام ولا حتى الصين يمكن أن تعتبر من القوى المميزة فى آسيا..
التغيير فى خريطة الكرة الأفريقية لم يفرز أبطالا جدد.. فالبطولات فازت بها
مصر وغانا والكاميرون ونيجيريا والسودان وكل القوى التقليدية.. والأمر نفسه فى كأس
العالم.. فالأبطال هم البرازيل، وألمانيا، وإيطاليا، والأرجنتين، وإنجلترا وفرنسا
وهى تعتبر قوة جديدة وأوروجواى. وهى قوة قديمة باتت أثرا.. فأين أيرلندا وهولندا
والدنمارك وروسيا وغيرها؟!
الكرة تغيرت فى حدود المنافسات، لكن القوى
الجديدة مازالت لم تهدد تاريخ وببطولات القوى القديمة فى كل قارة ومنها أفريقيا..
فهل نرى مثلا توجو أو أنجولا بطلة جديدة قريبا.. أم أن «المشمش» أقرب من ذلك؟!