Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11106 ::: :
| موضوع: ممنوع الاقتراب 2010-01-14, 7:28 am | |
| ممنوع الاقتراببقلم/سليمان جودة ١٣/ ١/ ٢٠١٠ فى القاهرة، هذه الأيام، وفد من جامعات ولاية كاليفورنيا الأمريكية، يضم ٧٠ طالباً وأستاذاً، وليس معروفاً ما هو هدف زيارة من هذا النوع بالضبط، ولكن المعروف أن الوفد سوف يزور عدة جامعات مصرية، وسوف يسمع من القائمين على أمر هذه الجامعات كلاماً كثيراً!
وما نتمناه أن نسمع نحن منهم، كما سوف يسمعون منا، لأننا الأحوج إليهم، وبشكل خاص إلى تجاربهم، قبل أن يكونوا هم فى حاجة إلينا.
ومن تحصيل الحاصل أن نقول إن كاليفورنيا تقع غرب الولايات المتحدة، وأنها كبرى ولايات البلد الخمسين، وأنها تملك اقتصاداً يؤهلها لأن تكون خامس اقتصاد فى العالم، لو أنها استقلت ذات يوم، وصارت دولة وحدها، وأن حاكمها هو الممثل الشهير أرنولد شوارزنيجر!
ولكن.. إذا كان كل هذا مهماً، فالأهم منه أن حاكم الولاية قد أعلن قبل عدة أيام أنه لا يفكر فى العودة إلى خوض الانتخابات مرة أخرى، وأن ما قضاه من وقت على رأس الولاية، حاكماً لها، يكفيه، وأنه يريد أن يُفسح الطريق لغيره، لعله يستطيع أن يقدم جديداً لولاية بهذا الحجم!وقد فهم الناس من كلامه، وهو يزف إليهم خبر اكتفائه بعام قادم فقط، هو الفترة المتبقية له فى حكمها، أن الولاية الضخمة تعانى عجزاً فى ميزانيتها وصل إلى ٢٠ مليار دولار، تحت وطأة تداعيات أزمة مالية عالمية، جعلت عام ٢٠٠٩ هو الأصعب على الولايات المتحدة كلها، وليس على كاليفورنيا وحدها،
منذ عام ١٩٣٠، حين واجه العالم وقتها كساداً غير مسبوق!ولم يقف الممثل الحاكم يتفرج على ولايته التى يتولى أمرها، وهى تعانى عجزاً بهذا القدر الهائل، وإنما قال إن العجز الذى تواجهه الولاية يفرض عليه خفض المصروفات فى مجالات شتى، حتى تستطيع كاليفورنيا أن تتوازن، وتظل واقفة على قدميها.. وقد ذهب القلق على وضع الولاية الاقتصادى إلى حد أن «شوارزنيجر» راح يفكر فى حلول غير مسبوقة، ومنها خصخصة السجون، على سبيل المثال،
لأن فى سجون الولاية ٧٠ ألف سجين، وليس فى مقدورها، فى ظل أزمتها، أن تُنفق عليهم بالصورة التى يجب بها الإنفاق على إنسان قبل أن يكون سجيناً!ولكن الشىء المدهش حقاً، والشىء الذى نتمنى لو أن وفد جامعاتها وطلابها يقوله لكل مَنْ يصادفه فى القاهرة، أن حاكم الولاية قد أعلن فى الوقت ذاته أن خفض مصروفاتها سوف يطول كل مجال وأى مجال، إلا التعليم، الذى لن يقترب منه أحد، ولن تخسر ميزانيته دولاراً واحداً، ولن يجرى عليها أى خفض، ولو حتى بمقدار سنت واحد،
لا لشىء، إلا لأن التعليم - كما قال هو - يظل احتياطى الأمل فى إنقاذ الولاية من أزمتها الراهنة، ومن أى أزمة مقبلة، قد تفاجئها فى الطريق!.. ولذلك فإن خصم أى دولار من ميزانية التعليم عندهم يظل محظوراً، لأنه لو حدث فسوف يكون بمثابة عدوان على «الأمل»!
بالمناسبة.. كيف حال هذا «الأمل» عندنا؟!
|
|