لو فعلها الحزب الوطنى بقلم/سليمان جودة كنا نتمنى لو أن الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، دعا الحزب الوطنى
إلى العكس، بدلاً من أن يدعو هو الدكتور محمد البرادعى إلى دخول الحزب
الوطنى!
والعكس هنا، أن يتولى الدكتور سرور، دعوة قادة الحزب،
وإقناعهم، بأن الأفضل أن يساعدوا الدكتور «البرادعى» على دخول انتخابات
الرئاسة المقبلة، مادام هو قد أبدى رغبته فى خوضها، ولكن المادة 76 تمنعه،
وتمنع غيره طبعاً من المستقلين، وتجعل دخول الجنة أسهل!
كان الرجل قد
قال، إنه إذا رشح نفسه، فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، فإن ذلك لن يكون من
خلال أى حزب، وإنما سوف يكون مستقلاً، ونحن نعرف أن خوض أى مرشح مستقل
لانتخابات من هذا النوع، يحتاج إلى تزكية من 250 عضواً، موزعين بنسب
معينة، بين مجلس الشعب، ومجلس الشورى، والمجالس المحلية فى عدد من
المحافظات لا يقل عددها عن عشر!
ولو أن الدكتور البرادعى وصل القاهرة
فى منتصف فبراير، كما قال فى آخر تصريحاته، ولو أنه بدأ منذ هذا التاريخ
فى التجوال بين أنحاء المحافظات، واحدة وراء الأخرى، حتى آخر عام 2011،
موعد الانتخابات الرئاسية، فلن يتمكن طبعاً من جمع هذه النسبة المطلوبة،
فى المجالس البرلمانية والمحلية، وسوف يكتشف وقتها، أنه يدور فى حلقة
مفرغة، وأن الموضوع تقريباً مستحيل!
ولذلك، كانت دعوة الدكتور سرور له،
نوعاً من إضافة مستحيل إلى مستحيل، لأن الدكتور البرادعى لن يدخل الحزب
الوطنى، ولن يفكر فى هذا الطريق، حتى ولو كان مثل هذا الطريق يضمن له
الفوز فى الانتخابات.. فالرجل أعلنها صراحة، وقال إنه راغب فى أن يكون
مستقلاً، وهذا حقه، ثم يأتى من بعد الحق، واجب يقع على كاهل الحزب الوطنى،
لو أنه فكر فى الأمر بنوع من الحكمة السياسية، وقرر بناءً على هذه الحكمة،
أن يتيح هو، للدكتور البرادعى، هذه النسبة المطلوبة، بما يسهل دخوله
الانتخابات، ويجعل خوضها بالنسبة له، أمراً ممكناً، ومتاحاً!
وقتها،
سوف يبدو الحزب الوطنى، فى عيون الناس، على صورة مختلفة تماماً، عما هو
عليها الآن، وسوف يتمكن مرشح الحزب فى انتخابات الرئاسة، أياً كان، من خوض
منافسة حقيقية، مع رجل ليس عليه غبار، فيما نظن، وسوف يكون من مصلحة مرشح
الحزب، أن يفوز، لو فاز، فى مواجهة رجل بحجم البرادعى، وتاريخه، ومكانته
بين الناس، على مستوانا المحلى، ثم على المستوى الدولى أيضاً!
يستطيع
الحزب أن يوفر الـ250 عضواً، فى أقل من خمس دقائق، للبرادعى، ويستطيع
أيضاً أن يوفرها فى دقيقة، لو أراد، لرجل مثل عمرو موسى.. ويستطيع..
ويستطيع.. فيكسب ساعتها، ولا يخسر قطعاً!.. اللهم إلا إذا كان هناك مانع
قوى للغاية، كأن يكون البرادعى - مثلاً - «ممسوك بتزوير»... وكذلك يكون
عمرو موسى!!