غانا القوية.. بقلم/حسن المستكاوى17 يناير 2010 10:23:44 ص
<< الفارق بين ساحل العاج فى المباراة الأولى وبينها فى المباراة الثانية
هو الفارق بين بوركينا فاسو وبين غانا.. المنافس هو الذى فرض سيناريو المباراتين.
فى الأولى لعب فريق بوركينا فاسو مدافعا مقاتلا حتى «آخر عسكرى شطرنج»، وحشد مدربه:
البرتغالى باولو ديارتى 9 لاعبين داخل وأمام الصندوق. وكانت الكرة مع منتخب ساحل
العاج طوال الوقت.. لكن المباراة انتهت بالتعادل، واعتبرت ساحل العاج دون المستوى
وضعيفة، ولا تهتم بالبطولة لأنها تركز على المونديال. وهذا ليس كلامى ولكنه كلام
خبراء من هنا ومن هناك أخرجوا «العناوين المطبوخة والجاهزة لكل الأحوال».. فهل أصبح
منتخب ساحل العاج الآن قويا وخطيرا ومهموما بكأس أفريقيا قبل كأس العالم؟!
أدافع بتلك المقدمة عن منتخب غانا الذى وصفه البعض أيضا بأنه دون المستوى
وضعيف لأنه خسر بثلاثة أهداف أمام ساحل العاج. والذين كرروا هذا المعنى أخرجوا من
حقائبهم كتاب التخليل العربى (بالخاء) وفتحوا فصل النتائج والهزيمة، فكل فريق مهزوم
هو فاشل ومدربه يستحق الإقالة.. بينما فى كتاب كرة القدم فصل واضح يتحدث عن أصل
اللعبة وجوهرها وروحها، ويقول إن الكرة فيها فائز ومهزوم. وأنه من المستحيل أن يفوز
فريقان فى مباراة. وأن الأهداف تأتى من أخطاء الخصم أو إبداعات المنافس.. وقد كان
منتخب غانا المجدد قويا وشرسا وندا لمنتخب ساحل العاج. وكانت المباراة هى ثالث أقوى
المباريات بعد مباراتى أنجولا ومالى، ومصر ونيجيريا. فكان الأداء مفتوحا والمساحات
واسعة ومتاحة.. والصراع بين الفريقين على أشده فنيا وبدنيا.. كنت تشعر أننا فى
الكوليزيوم الإيطالى ونتابع صراعا بين المجالدين الأفارقة.. يفوز به من يقتل
منافسه.. ومعذرة للتشبيه، لكنها قوة الصراع بين لاعبى الفريقين الكبيرين.
<< إذا كانت كرة القدم هى البديل المشروع الإنسانى للحرب، منذ انتهاء
الحرب العالمية الثانية وويلاتها، فإن ساحل العاج وغانا استخدما كل وسائل وتكتيكات
الحروب، من هجوم ودفاع، وانكماش وانسحاب ثم انقضاض. وكأن بالفريقين مشاة، ومشاة
ميانيكى، وطيران ودبابات، ومدفعية قامت بالتسديد، وراجعوا كم تسديدة أطلقها لاعبو
الجيشين.. ومن واحدة رائعة، أو واحدة بزنة ألف رطل سجل العاجى سياكا تينيه واحدا من
أجمل أهداف البطولة وهو الثانى لفريقه.
<< المنتخبات الكبيرة تلعب
بأساليب تختلف عن المنتخبات الصغيرة. الكبار يهاجمون، ويلعبون بنزعة هجومية وجوهر
الصراع بينهم يقوم على استغلال المساحات الخالية لاحتلال أرض الخصم بينما الفرق
الصغيرة تسعى بكل طاقتها لأن تتحصن وتضيق المساحات أمام الخصم.. وهذا هو الفارق بين
غانا التى تلعب للفوز وبين بوركينا التى تلعب كى لا تخسر.. نرجو مراعاة الفروق بين
الفرق..؟
وغدا بإذن الله نواصل الأذان فى مالطا؟!