إردوجان لقادة إسرائيل: لن نقبل قتل أطفال ونساء غزة بالقنابل الفسفورية

شن رئيس الوزراء التركي
رجب طيب إردوجان مجددا هجوما عنيفا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي واتهمها بقتل أطفال
ونساء غزة بالقنابل الفسفورية، مؤكدا أن بلاده لا يمكن أن تقبل بهذه الاعتداءات ضد
شعب اعزل.
وجاء هجوم أردوجان هذه المرة من
العاصمة السعودية الرياض والتي يزورها حاليا، حيث أجرى امس الثلاثاء مباحثات مع
العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، تناولت مجمل الأحداث على الساحة
الإقليمية وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام المتعثرة في
المنطقة.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن
اردوجان قوله على هامش زيارته للغرفة التجارية الصناعية في الرياض: "نحن عندما يموت
إنسان نرى كل الإنسانية تموت، نحن ننتمي لهذه الحضارة، لذلك لا يمكننا أن نقبل قتل
الأطفال والنساء، لا نقبل ذلك ولا نستطيع قبول عالم بهذا الشكل، وقتل الشيوخ والناس
العزل لا نستطيع قبوله أو تبني ذلك مهما كانت الأسباب، يجب أن نقف في وجه هذه
الاعتداءات وأن ندافع عن الأطفال من هجمات القنابل الفسفورية".
فما كان من جمهوره السعودي
المتواجد في الغرفة إلا أن يصفق بحماسة ويتسابق الجميع لمصافحته وإطلاق أصوات
التأييد له تشجيعا للعودة التركية إلى عالمها العربي
والإسلامي.
وأكد إردوجان أن اهتمام الحكومة
التركية بقضية الشعب الفلسطيني وغزة لا يعود لجانب سياسي بل لجانب إنساني، مضيفا أن
الحكومة التركية تسعى إلى إحياء عملية السلام للوصول إلى سلام إقليمي واستقرار
لشعوب المنطقة
ويرى العديد من المراقبين أن تركيا أصبحت مؤهلة تماما
لاستئناف دورها في محاولة إحلال السلام بين العرب وإسرائيل, ذلك أن الأخيرة لا
تحترم إلا الأقوياء, ومن ثم كانت القضية الفلسطينية في مقدمة نقاط البحث بين خادم
الحرمين الشريفين ورئيس الوزراء التركي.
كما أصبحت لتركيا في عهد أوغلو وإردوغان مصداقية عالية لدى
العرب والمسلمين أهلتها لزيادة حجم التعاون الاقتصادي والثقافي مع العواصم العربية
وفي مقدمتها الرياض. ولاشك أن أبواب المدن والعواصم العربية سترحب بأية إضافات
تركية على جميع الأصعدة وبلا أدنى حساسية.
ومما لا شك فيه أن تصريحات اردوجان عكست حجم الغضب
الإسلامي من جرائم حكومة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة ضد البشر والحجر والشجر في
فلسطين المحتلة, فالحفريات مستمرة بالقرب من المسجد الأقصي والتجريف والحرق لأشجار
الزيتون آخذ في الزيادة, والقتل والتشريد والتهجير تمارس على نطاق واسع في أنحاء
الأرض المحتلة.
في سياق متصل، يلتقي اردوجان في جدة اليوم الاربعاء الأمين
العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو، وذلك لبحث عدد من القضايا
الإسلامية الملحة. وتأتي زيارة إردوجان لمقر منظمة المؤتمر الإسلامي بعد الزيارة
التي قام بها وزير الخارجية التركي داوود أوغلو مطلع هذا الشهر مما يعطي انطباعاً
على الأهمية التي يوليها القادة الأتراك على دور منظمة المؤتمر الإسلامي في
هذه المرحلة.
وعزت مصادر مطلعة في المنظمة زيارة قيادات
أنقرة، ولقاءاتهم بالأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى جهود حثيثة تدور حول جهد تركي
أفغاني وباكستاني إيراني مشترك بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي لحل الصراع الدائر
في أفغانستان.

الفوسفور الأبيض


	آثار حرائق الفوسفور الأبيض التي سببها االقصف الإسرائيلي

وكان جيش الاحتلال قد اعترف
رسميا باستخدام قذائف الفوسفور الأبيض خلال حربه الهمجية على قطاع غزة منذ حوالي
عام تقريبا واستمرت 22 يوما، عبر استخدم قذائف مدفعية تحتوي قطع قماش مشبعة بمادة
الفسفور لخلق ستار من الدخان لتغطية تحركاته.

وزعم الاحتلال أنها اقتصرت على
المناطق المفتوحه "غير المأهولة" فقط وذلك بهدف تحديد الأهداف والمس
بـ"الإرهابيين"، متذرعا بان استخدامه لهذه القذائف يتفق والقانون الدولي، نافيا
بشكل قاطع استخدام القذائف الفسفورية داخل المناطق السكنية.

ولكن منظمة العفو الدولية
المدافعة عن حقوق الإنسان اتهمت إسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال عدوانها على قطاع
غزة، مشيرة إلى أن استخدامها لقذائف الفسفور الأبيض في مناطق مكتظة بالسكان في غزة
كان غير متناسب وغير مشروع.

الفسفور الأبيض عبارة عن مادة شمعية شفافة وبيضاء
ومائلة للاصفرار، وله رائحة تشبه رائحة الثوم، وهو يتفاعل مع الاكسجين بسرعة كبيرة
منتجا نارا ودخان ابيض كثيف والذي بدوره يتفاعل مع الرطوبة مكوناً حمض
الفوسفوريك،

وفى حال تعرض منطقة ما بالتلوث بالفسفور
الابيض يترسب في التربة او قاع الانهار والبحار او حتى على اجسام الاسماك،
وعند تعرض جسم الانسان للفسفور الابيض يحترق الجلد واللحم فلا يتبقى الا
العظم.

وتنفس الفسفور الابيض لفترة قصيرة يسبب السعال وتهيج القصبة
الهوائية والرئة. اما تنفسه لفترة طويلة فيسبب جروح في الفم وكسر عظمة
الفك.

"الحلف
التركي الإسرائيلي"

في المقابل، اعتبر رئيس شعبة
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اللواء عاموس يدلين، أمس، إن الحلف الاستراتيجي بين إسرائيل
وتركيا تراجع.
وقال يدلين، خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة
للكنيست، إن "التباعد الجوهري بين إسرائيل وتركيا بات
أكبر، وهو يتعلق بمواضيع استراتيجية ومصالح مشتركة كانت قائمة بين الدولتين"، لافتاً إلى أنّ
"التقارب الاستراتيجي بين تركيا وإسرائيل لم يعد على درجة التقارب الذي كان
في الماضي".
وحسبما ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية في عددها الصادر اليوم
الاربعاء، أوضح المسئول الإسرائيلي أنه "في الماضي، كانت هناك مصالح مشتركة بالنسبة
لتركيا، وأدّت إلى تعزيز العلاقة بيننا... ففي التسعينيات كان الأتراك ينظرون إلى سوريا على
أنها عدو، أي عدو مشترك (لتركيا وإسرائيل)، ومصالح مشتركة، لكن خلال السنوات الماضية تم
حل المسائل العالقة بين سوريا وتركيا ولم يعد بالنسبة لتركيا حاجة للاقتراب
من إسرائيل".
وتابع أنه كانت لدى تركيا في الماضي "مصلحة لضمان أمن حدودها
مع سوريا، ولذلك فإن العلاقات مع إسرائيل كانت قوية، وفي الماضي كانت تركيا تتطلع إلى الاقتراب من الغرب بشكل
أكبر من مجرد العضوية في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وقد أرادوا أن يكونوا جزءاً
من السوق الأوروبية واعتقدوا أن العلاقات مع إسرائيل ستجعلهم يتقدمون نحو السوق
الأمريكية أيضاً".

ووفقاً ليدلين فإن الأتراك "حصلوا على
معاملة فاترة من الأوروبيين ولم ينجحوا في تحقيق مطلبهم، وعلى ضوء ذلك
غيّروا سياستهم".
عبد الله وأردوجان


	العاهل السعودي ورئيس الوزراء التركي

من ناحية أخرى، بحث العاهل
السعودي مع رئيس الوزراء التركي بالرياض مساء أمس، عددا من الملفات الإقليمية أهمها
تكريس العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية ذلك في تحول الرياض وأنقرة إلى
قطب لمعالجة مشاكل المنطقة بفعالية، فيما حضر الملف الفلسطيني بقوة في جدول
المباحثات.
وأوضحت مصادر دبلوماسية تركية أن
المباحثات أظهرت توافقا في وجهات النظر حول الحلول الواجب اتخاذها لمعالجة الوضع
الفلسطيني على المديين القريب والبعيد، والاهتمام بدفع عجلة المفاوضات الفلسطينية ـ
الفلسطينية من خلال الورقة المصرية للوصول إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
بجبهة فلسطينية موحدة قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام المجتمع الدولي، ولوضع
الحكومة الإسرئيلية أمام امتحان السلام دون ترك فرصة لها للتلاعب بحجج الانقسام
الفلسطيني.
كما اشتملت المباحثات على ملفات
الاستقرار العراقي، والوضع الإيراني، فيما أكد الجانب التركي حق السعودية في الدفاع
عن حدودها وترابها الوطني ضد أي اعتداء، في إطار تناول قضية المتسللين.

وشملت المباحثات كذلك الاتفاقية
التجارية بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا. وعبر الجانبان عن أملهما في أن يتم
إنهاء إجراءات الاتفاقية قريباً، إضافة إلى استعراض ما وصل إليه الحوار الاستراتيجي
بين دول المجلس وتركيا.

قمة
إسلامية مصغرة في إسطنبول

في غضون ذلك علمت "الوطن" أن قمة إقليمية ستعقد
في إسطنبول في 26 يناير الجاري، تضم أفغانستان وباكستان وإيران وطاجيكستان وأوزباكستان
وتركمانستان، بالإضافة إلى الصين.
كما ستشارك كل من السعودية ودولة الإمارات بصفة مراقب. ومن
المنتظر أن يشارك فيها الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، والأمين العام لمنظمة
المؤتمر الإسلامي، برئاسة الرئيس التركي عبد الله غول، وتأتي القمة بعد الاجتماع الذي عقد
في إسلام أباد السبت الماضي، وحضره وزراء خارجية إيران وباكستان وإيران، بغية
بحث الأوضاع في أفغانستان.

وتهدف هذه القمة إلى تفعيل دور الدول الإسلامية في احتواء
الصراع المحتدم في أفغانستان، وبحث إيجاد سبل سلمية من أجل إنهاء الحرب
الأهلية الناشبة منذ عقود.

» حماس تقصف إسرائيل بالصواريخ والقنابل الفسفورية
» زاوي مدافع الجزائر: معنوياتنا مرتفعة ولن نقبل سوى الفوز على مصر
» زاوي: لم يعد لساني يتحمل نطق كلمة مصر ولن نقبل منهم سوى أعتذار علني

إردوجان لقادة إسرائيل: لن نقبل قتل أطفال ونساء غزة بالقنابل الفسفورية

إردوجان لقادة إسرائيل: لن نقبل قتل أطفال ونساء غزة بالقنابل الفسفورية

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة