منتخب بنين الشقيق..! بقلم /حسن المستكاوى20 يناير 2010 10:14:43 ص
فى كأس أمم أفريقيا للشباب عام 2001 قرر الاتحاد الأفريقى إعادة مباراة مصر مع
الكاميرون بعد انتهائها بالتعادل السلبى لوجود شبهة تواطؤ بين المنتخبين للجوء
لنتيجة التعادل ليتأهلا سويا على حساب إثيوبيا. والأغرب أنه ألزم المنتخبين بأن
تنتهى المباراة بفوز أحدهما وقرر تأهل إثيوبيا مباشرة إلى الدور قبل النهائى فى
واقعة مريبة.
وكان منتخبا مصر والكاميرون يمتلكان أربع نقاط قبل بداية
مباراتهما معا، فيما كانت إثيوبيا تمتلك نقطة واحدة رفعتها إلى أربع نقاط عقب فوزها
على جنوب أفريقيا فى الجولة الأخيرة. وأعيدت المباراة وفازت مصر على الكاميرون
وتأهلت مع إثيوبيا إلى الدور قبل النهائى فيما ودعت الكاميرون البطولة.
إننا
نعلم أن أهم وأولى قواعد اللعب النظيف أو الـFair Play هى قاعدة «Play to win» العب
كى تفوز، وهى القاعدة التى أخل بها منتخبا مصر والكاميرون للناشئين عام 2001، وأخل
بها أيضا منتخبا أنجولا والجزائر للكبار فى 2010، لكن هل لو كانت مالى هى التى تنظم
البطولة لقرر الاتحاد الأفريقى إعادة مباراة أنجولا والجزائر؟!
هذا واحد من
أسئلة كثيرة أطرحها هنا ولا تجد إجابة سوى صفارة بلحن ظلموه، ونظرات
إلى سقف الغرفة من جانب الذين نسألهم!
وأضع أولا النقاط على الحروف، والخطوط تحت الكلام
وأعلن أنى لا أوافق على ما جرى فى مباراة الجزائر وأنجولا على الرغم من تصريحات
المدربين واللاعبين، ونفى الجميع لما يتردد على الإتفاق. هم يقولون أنهم لم يتفقوا،
ونحن نقول إنهم توافقوا.. الفارق أن الاتفاق يكون قبل اللعب. بينما التوافق يكون
خلال اللعب. يعنى هم رأوا أن النتيجة لمصلحتهم، فلعبوا بما يتفق مع تحقيق تلك
المصلحة!
لكن دعونا نضع منتخب مصر مكان الجزائر، ونلعب مع أنجولا، التى
يقودها «حبيبنا» مانويل جوزيه، دعونا نفعل ذلك ونلعب تلك المباراة الفاصلة التى
تحدد موقفنا من الصعود إلى الدور التالى لكأس الأمم، ودعونا نتخيل أن مباراتنا مضت
كما سارت مباراة الجزائر وأنجولا بالضبط وصعد الفريقان.. هل سنسمع نفس الكلام عن
التواطؤ، وعن الأخلاق الرياضية؟!
أعود إلى الافتراض بوضع منتخب مصر مكان
الجزائر.. ماذا كان سيردد المعلقون والخبراء والمحللون،
و«المتحولون»؟!
كانوا سيقولون ما يلى: «يا سلام على ذكاء حسن شحاتة، يا سلام
على الخبرة وادخار الجهد والعقل.. لماذا نجهد أنفسنا وتلك النتيجة تحقق الهدف..
المهم هو الهدف.. ثم إننا لم نتفق مع أنجولا ولا مع جوزيه.. البعض سوف يظن أننا
فعلنا ذلك. لكن أنتم تعلمون أن جوزيه «خواجة مش بيهزر فى الحاجات دى».. المهم
مصلحتنا. ثم يعنى نهاجم ونضغط على فريق أنجولا ونتعرض لخطر إصابة مرمانا بهدف
وللخروج بالبطولة.. المهم النتيجة وليس الأداء.. مبروك للمعلم. مبروك لمصر. مبروك
للكرة الأفريقية. مبروك للشعب الأنجولى الشقيق؟!»
هكذا كان إعلامنا سيتعامل
مع الموقف لو كنا مكان الجزائر فى تلك المواجهة. إلا أن إعلامنا أو بعضه رأى أن
أداء الجزائر وأنجولا ليس أخلاقيا. ولا يصح. وتذكر مباراة ألمانيا والنمسا فى كأس
العالم 1982 بإسبانيا.. وكان العالم فى مطلع الثمانينيات لا يقبل أن يرى مثل هذا
الأداء السلبى ويسكت، واليوم نرى نفس العالم بما فيه عالمنا، يغض النظر عن السلبية،
لاسيما لو كانت تمس المصلحة المباشرة.. ونفس هؤلاء الذين ينتقدون أداء الجزائر
وأنجولا سبق لهم الموافقة على أداء مصر والكاميرون فى بطولة الشباب قبل تسعة
أعوام.. تمضى لغة غض النظر والمصالح وتدق أبواب الاتحاد الأفريقى أيضا الذى قرر
إعادة مباراة مصر والكاميرون لاتهامهما بالتواطؤ، وسكت أمام مباراة أنجولا
والجزائر.. إنه عالم أغبر ومشوه وغبى؟!
وبالمناسبة اليوم تلعب نيجيريا مع
موزمبيق، ويلعب منتخب مصر مع منتخب بنين، الذى يسعى للفوز بشرط أن تفوز موزمبيق على
نيجيريا.. تذكروا أن مباراة المنتخب الوطنى اليوم هى مجرد تحصيل حاصل بعد أن ضمنا
الصعود، تذكروا أنها قد تكون من نوع مواجهة مع منتخب بنين الشقيق أيضا..؟!