في الوقت الذي سيطرت فيه السعادة على لاعبي المنتخب الزامبي لكرة القدم داخل الملعب عقب انتهاء مباراتهم مع المنتخب الجابوني ، انهالت التهاني داخل مقصورة استاد "أومباكا" بمدينة بينجيلا الأنجولي على نجم آخر للكرة الزامبية هو كالوشا بواليا رئيس الاتحاد الزامبي للعبة.
وحقق المنتخب الزامبي الفوز الثمين 2/1 على نظيره الجابوني مساء أمس الأول ليتأهل الفريق الزامبي إلى الدور الثاني (دور الثمانية) في بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا.
وسيطرت السعادة والارتياح على بواليا بعد هذا الفوز الذي عبر بمنتخب بلاده إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ عام 1996 عندما قاد بواليا الفريق للفوز بالمركز الثالث في البطولة التي استضافتها جنوب أفريقيا.
ويمثل كالوشا بواليا قيصر كرة القدم الزامبية حيث يعتبره كثيرون بالنسبة لكرة القدم في زامبيا مثل فرانز بيكنباور بالنسبة لكرة القدم الألمانية.
وكان بواليا /46 عاما/ قائدا للمنتخب الزامبي للعبة كما أنه لا يزال صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية التي يخوضها أي لاعب مع الفريق كما تقاسم صدارة هدافي كأس الأمم الأفريقية عام 1996 .
وقبل مباراة المنتخب الزامبي أمام نظيره الجابوني في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الرابعة بالدور الأول لكأس الأمم الأفريقية ، كان المنتخب الزامبي في المركز الأخير بالمجموعة برصيد نقطة واحدة ولم يكن لدى الفريق أي أمل في التأهل لدور الثمانية سوى الفوز على نظيره الجابوني وانتهاء المباراة الثانية في المجموعة بتعادل المنتخبين التونسي والكاميروني.
وتحقق للفريق ما كان يحلم به حيث حقق الفوز 2/1 على الجابون بينما انتهت المباراة الثانية في المجموعة بالتعادل 2/2 بين منتخبي تونس والكاميرون في مدينة لوبانجو.
وقال بواليا "لو قال أي أحد قبل المباراة إننا سنتصدر المجموعة مع نهاية مباريات الجولة الثالثة كنا سنقول إنه من أرض الأحلام".
وحرص بواليا على معانقة وتقبيل جميع المحيطين به في مقصورة كبار الشخصيات في استاد "أومباكا" مع اطلاق الحكم صفارته معلنا نهاية المباراة وتأكد تأهل الفريق لدور الثمانية.
وسارع بواليا إلى التأكيد على أن السعادة التي يشعر بها ليست خاصة به وإنما تتعلق ببلاده كلها.
وقال بواليا "لا أعتقد أن هذا الفوز والتأهل يمثل كثيرا بالنسبة لي عنه بالنسبة للشعب الزامبي ولمدرب الفريق الذي بذل جهدا استثنائيا وكذلك بالنسبة للاعبين أنفسهم.. يكون من الضروري أحيانا أن تظهر المشاعر. لم نتأهل لدور الثمانية منذ فترة طويلة. آخر مرة بلغنا فيها الدور الثاني بالبطولة كنت فيها لاعبا ومضى وقت طويل على ذلك".
وبزغ نجم بواليا في عام 1988 عندما سجل لمنتخب بلاده ثلاثة أهداف (هاتيرك) ليقوده إلى فوز ساحق 4/صفر على المنتخب الإيطالي الأولمبي في أولمبياد سول.
وبعدها بسنوات قليلة كان بواليا قائدا للمنتخب الزامبي الأول الذي كان على أعتاب التأهل لنهائيات كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.
ولكن المنتخب الزامبي تعرض لكارثة حقيقية اثر تحطم الطائرة التي كانت تقله إلى السنغال لخوض إحدى المباريات في التصفيات المؤهلة للبطولة ليلقى جميع لاعبي المنتخب الزامبي وعدد من مسئولي كرة القدم في زامبيا حتفهم خلال الحادث.
ولكن بواليا لم يكن على متن الطائرة حيث كان لاعبا في صفوف أيندهوفن الهولندي وسافر مباشرة من هولندا إلى السنغال.
ورغم ذلك اقتصر الفارق بين المنتخب الزامبي وبطاقة التأهل عند نقطة واحدة كما تغلب الفريق سريعا على أحزانه ونجح بعناصره الجديدة وبقيادة بواليا في بلوغ المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية عام 1994 بتونس ولكنه خسر النهائي أمام نظيره النيجيري.
وحل المنتخب الزامبي ثالثا في البطولة التالية التي استضافتها جنوب أفريقيا عام 1996 ولكنه منذ ذلك الحين لم يحقق أي إنجاز على الساحة الأفريقية حيث فشل في عبور الدور الأول للبطولة الأفريقية. ولذلك ، يأمل بواليا في أن يقترب الفريق هذه المرة من استعادة أمجاده.
وأعرب بواليا عن ثقته في الفريق واللاعبين مشيرا إلى أن جميع التشريحات لم تكن في صف الفريق قبل بداية البطولة حيث وضع الجميع المنتخب الزامبي خارج دائرة الترشيحات لعبور الدور الأول من هذه المجموعة.
وقال "لذلك ، أعتقد أن التأهل لدور الثمانية خطوة على الطريق الصحيح. المستويات مرتفعة في الوقت الحالي لكننا نملك حق الدفاع عن مكانتنا".
وكان بواليا لاعبا ومدربا للفريق في نفس الوقت خلال التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ونزل إلى أرض الملعب في وسط المباراة أمام ليبيريا ليسجل هدف الفوز على المنتخب الليبيري في عقر داره.
وقال بواليا إنه لم يكن يهتم بهوية الفريق الذي سيلتقيه الفريق في دور الثمانية سواء كان المنتخب المصري أو النيجيري لأنه في هذا الدور لا يكون هناك مواجهة أفضل من أخرى.
وقال "إننا سعداء فقط بالتأهل لدور الثمانية وكان من المهم بالنسبة لنا أن نجد ذاتنا. الثقة كانت موجودة دائما ولكننا كنا بحاجة فقط للخطوة التالية".
وأضاف "ولكن زامبيا تقدمت هذه الخطوة. من المهم للغاية أن تكون في دور الثمانية لبطولة كبيرة مثل كأس الأمم الأفريقية".