تجسيد الأنبياء على الشاشة ليس ممنوعاًبقلم /
طارق الشناوى
السبت, 2010-01-23 19:47
قبل نحو 85 عاماً أصدر الأزهر الشريف فتوي تحظر تقديم
الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة علي الشاشة وصار هذا القرار يطبق
حرفياً بلا تراجع.. لا يوجد نص شرعي يمنع تجسيد الأنبياء فهم بشر.. وبداية
المنع عرفناها عندما نشرت الجرائد صور ليوسف بك وهبي وهو يستعد لأداء
شخصية سيدنا «محمد» في فيلم روائي كان قد أعده «وداد عرفي» بالاتفاق مع
شركة ألمانية وذلك عام 1926 أي قبل أن تنطق السينما في العالم بعام واحد
وهذا يؤكد أن الفيلم كان يتم إعداده ليصبح واحداً من أوائل الأفلام
الناطقة في العالم.. أصدر وقتها الأزهر الشريف فتوي ترفض ذلك علي أساس أنه
محرم شرعاً ولم يكن الأزهر فقط هو صاحب قرار الرفض ولكن إحساساً شعبياً
يؤكد المنع بل نكتشف أن عدداً من الجرائد تنشر صوراً ليوسف وهبي وهو في
دور «راسبوتين» الروسي الدموي وتسأل كيف يقدم صورة النبي ودخل «يوسف وهبي»
في معركة مع الأزهر وهو يصر علي أن يؤدي الدور ولكن في النهاية اعتذر
مؤكداً أنه لم يكن يعلم..
بعض رجال الدين الذين ألتقيهم وأسألهم يؤكدون لي
أنه لا يوجد مانع شرعي ولكن هناك تخوف ما ولهذا عندما أستأذنهم في النشر
يطلبون مني ألا أدخلهم في صراع مع الأزهر الشريف.. قرأت مؤخراً حواراً
للدكتور «عبد المعطي بيومي» أحد العلماء الأفاضل الذين يملكون نظرة عميقة
للإسلام تتجاوز القشور حيث تم سؤاله عن شروط تقديم الشخصيات الدينية فلم
يقل إنها ممنوعة بل حدد قواعد أن يكون الممثل ملتزماً دينياً وأخلاقياً
وأن يعتزل التمثيل بعد ذلك
وأضاف طالما أنه من المستحيل تحقيق هذه الشروط
فإنه صار ممنوعاً.. والحقيقة أنها شروط صعبة التحقيق ولكنها ليست مستحيلة
ويوجد فنانون قدموا دوراً واحداً في حياتهم ثم اعتزلوا التمثيل مثل «أنور
أحمد» كان وكيلاً للوزارة أسند له المخرج «أحمد بدرخان» دور «مصطفي كامل»
في الفيلم الشهير ولم يقدم غير هذه الشخصية الوطنية حتي رحيله!!
الأزهر الشريف زاد من دائرة الممنوعات إلي درجة أن
«حمزة بن عبد المطلب» عم الرسول وسيد الشهداء هو سر منع عرض فيلم
«الرسالة» بمصر علي مدي 30 عاماً ولم يصرح به إلا قبل عامين فقط.. الأمر
يحتاج إلي قدر من الجرأة في النقاش إذا كان الإسلام يضع شروطاً صعبة
ولكنها ليست مستحيلة وبعد ذلك يسمح بتجسيد كل الشخصيات الدينية
فلماذا لا
نفكر بصوت مسموع ونضع الشروط.. المخرج الأردني «محمد عزيزية» بعد أن قدم
مسلسل «خالد بن الوليد» يعد مسلسل عن «عمر بن الخطاب» وبعده مسلسل عن
«عيسي» عليه السلام.. الإسلام لا يمنع ولكنه يضع الضوابط فلماذا لا يتم
تقنين هذه الضوابط؟!