أخيرًا.. عرف الشعب المصري «حكمة ربنا» من صعود الجزائر لدور الأربعة بأعجوبة!مكتوب لهم يتغلبوا من مصر.. نعمل إيه؟.. رزقهم كده!.. شاء القدر أن يصعد
منتخب الجزائر إلي الدور قبل النهائي في بطولة أفريقيا بأنجولا، رغم أن كل
المؤشرات كانت تؤكد خروجه من الدور الأول بعد هزيمته بثلاثة أهداف من
منتخب مالاوي.. شاء القدر أن نعرف «حكمة ربنا» في فوز الجزائر العظيم علي
منتخب كوت ديفوار في الوقت القاتل حتي تعود الفرحة لقلوب المصريين عبر
بوابة الجزائر، ليس كراهية ولاشماتة في شعب شقيق ولكن لاستعادة كبرياء
أفضل منتخب في أفريقيا لثلاث دورات متتالية وبغض النظر عن مباراة النهائي
مع منتخب غانا.
أراد الله أن تنزل جماهير مصر إلي الشوارع بعد
شهرين من «النكد الكروي»، بعد نكسة أم درمان الكروية وعدم الصعود لكأس
العالم، لأن الجماهير التي نزلت إلي الشوارع (وإحنا معاهم) قبل أن يطلق
الحكم الرائع كوفي كودجا صافرة نهاية المباراة كان من المستحيل أن تخرج
إلي الشوارع بهذه الأعداد حتي لو كنا حصلنا علي كأس أفريقيا للمرة الثالثة
علي التوالي.
الناس سهرت ورقصت حتي الفجر في شوارع مصر وفي بعض
الدول العربية فقد كان داخلهم بركان غضب كان يمكن أن يتحول لكارثة إذا لم
ينفجر في مباراة تاريخية تلاعب فيها لاعبو مصر بقيادة «سيد المعلمين حسن
شحاتة» بلاعبي الجزائر لدرجة أنه لم يبق أمام محمد زيدان سوي أن يصعد إلي
المدرجات ليقوم بمراوغة الجمهور بعد «ماخلص » علي لاعبيه.
حسن
شحاتة في هذه المباراة أثبت نظرية جديدة وهي أن كرة القدم مثل السجن فيها
«تأديب وتهذيب وإصلاح» للفريق المنافس، فما فعله زيدان كان تأديبًا.. وما
فعله محمد عبد الشافي كان تهذيبًا.. أما الإصلاح فكان ما فعله ويفعله كل
مرة محمد ناجي جدو لدرجة أننا أصبحنا ننتظر هدفه مثل نهاية الأفلام
العربية التي تنتهي غالبا بزواج البطل من البطلة، وليؤكد أبناء المعلم
شحاتة هتاف الشعب المصري «اللي عايز تهده هات له جدو.. واللي عايز تغيظه
هات له زيزو».
الأهداف الأربعة كل واحد منها له لون وطعم ورائحة
والمهم «فش غل».. نعم «فش غل» لأن الفوز وحده كان لا يكفي، لكن هذه
النتيجة يمكن أن تكون بداية عودة الوعي مرة أخري للعلاقات بين مصر
والجزائر - كدول كبيرة وليس كمنتخبات كروية - لأن كل شعب الآن تحقق له ما
أراد، فالجزائر صعدت لكأس العالم ومصر أعطتها درسًا في كرة القدم - لن
تنساه - قبل أن تذهب لنهائي بطولة أفريقيا للعب مع منتخب غانا ليفتتح
المعلم وأولاده الجامعة المصرية للفن والهندسة الكروية فرع «بنجيلا»، وعلي
من يرد الالتحاق بالجامعة يتصل برقم 1- 2 - 3- 4 وبس بلاش افتري كفاية
كده.. ده شعب شقيق برضه!.