6 مشاهد فى الانتصار.. بقلم /
حسن المستكاوى
5 فبراير 2010
10:27:56 ص
لعلنا نكون اتفقنا أن الشعوب تخرج إلى الشوارع لسببين فقط. الأول هو
انتصارات فرق كرة القدم. والثانى هو إما تأييد واقع سياسى واجتماعى. أو
لتغيير واقع سياسى واجتماعى. فالشعوب السعيدة المرحة التى تعيش النجاح بكل
جوانبه ولا تعانى من إحباط، هذه الشعوب لا تتظاهر فرحا بإنتاج سيارة جديدة
أو بالصعود للقمر أو لفوز أحد أبناء الدولة بجائزة نوبل.
وأسجل ذلك، ردا على تلك المقارنات المستهلكة والمسطحة التى لا
تنتهى بين العقل وبين القدم، وبين الجون وبين القلم..؟!
وفى مشاهد فوز المنتخب الوطنى بكأس أفريقيا للمرة السابعة،
ما يستحق التوقف عنده، خاصة أن هناك ما أثر بشدة فى الناس..
أولا:
حقق المنتخب الفوز ثلاث مباريات ولم يخرج مشجع واحد إلى الشارع فرحا.
وعندما فاز المنتخب برباعية على الجزائر انطلق المصريون للاحتفال. لأن
المصرى يرفض الهزيمة، ويسعى لردها بالصبر والصمت والعمل والانتظار.. وهو
يثق فى أنه سوف يرد الهزيمة مهما طال أمدها.. وقد احتفل بردها؟!
ثانيا: مشهد قبلة طبعها زيدان على يد الرئيس. فقد هزت مشاعر
كثير من المصريين، بما فيها من سلوك إنسانى مصرى أصيل.
ثالثا:
عندما قام الرئيس بتكريم اللاعبين عقب الخروج من كأس العالم، كان المعنى
أن الرياضة فوز وهزيمة. وأن هؤلاء الشباب بذلوا وأعطوا بأقصى طاقة ولم
يحالفهم التوفيق. وكان هذا الاحتواء والاحتضان للاعبين وراء دفعة معنوية
جبارة فى وقت تحطمت فيه كل المعنويات.
رابعا: لا أقصد بذلك أن
أبالغ شأن المبالغين الدائمين الذين ينسبون الفوز والبطولات للرئيس. فمن
جهة لا يحتاج الرئيس إلى ذلك، ومن جهة أخرى لا أتصور أن تكون البطولة
بتوجيهات الرئيس شأن كل خطوة فى البلد.. يا ناس خطابكم الإعلامى لم يتغير
منذ 50 عاما، هو نفس الخطاب وهو لم يتغير.. فمتى يتغير؟!
خامسا:
قمة المبالغات أن يرى كتاب ورجال إعلام وسياسة أن حسن شحاتة يستحق أن يكون
زعيما ورئيسا للوزراء.. ولو كان ذلك من باب الهزل الذى يحتمل الجد أو الجد
الذى يبدو هزلا، فإن حسن شحاتة لاعب ومدرب كرة قدم موهوب.. هو قائد فريق
وليس قائدا لوزراء أو لدولة.. يا ناس ألا يوجد ميزان للكلمة وللحرف.. ؟!
سادسا:
قلت عن جدو أنه «أبوتريكة الثانى».. لكن الناس استاءت منك يا جدو حين
خاطبت الزميل الإعلامى الكبير معتز الدمرداش قائلا: يا معتز.. لن تصدق يا
جدو أن مصريين بسطاء أبلغونى ضيقهم وغضبهم.. وأقول لك سر أبوتريكة الآن
لعله يكون سرك مستقبلا.. فأبوتريكة أدرك نعمة الله عليه، وهى حب الناس،
ونجح وعلت قامته، وكلما علت فإنه ينحنى برأسه أمام حب الناس.. سر أبوتريكة
ليس فى قدمه وفى موهبته ولكنه فى عقله وفى تواضعه.
مبروك يا مصر الفرحة واللقب الثالث والبطولة السابعة وعبور
هزيمة أم درمان بكل ما كان فيها من غضب وألم..!