الكاف المفترى!!

بقلم/
أحمد شوبير

«كم أشعر بمعاناتكم وآلامكم وكم أنا مقدر ما أنتم فيه إن أردتم الاستمرار في
البطولة فهو أمر يسعدنا ويزيد من نجاح البطولة وقوتها وإن أردتم الانسحاب فلا لوم
عليكم علي الإطلاق لأن كم حزنكم كبير وقوي» بهذه الكلمات توجه عيسي حياتو رئيس
الاتحاد الإفريقي إلي لاعبي توجو عقب الحادث المرعب الذي تعرضت له بعثة المنتخب
التوجولي والذي راح ضحيته مساعد المدرب والمتحدث الإعلامي وسائق الحافلة بالإضافة
إلي إصابة حارس المرمي برصاصة في الظهر وإصابة لاعب آخر بطلق ناري في كليته ومازال
الاثنان يعانيان حتي الآن ويعالجان في أحد مستشفيات جنوب إفريقيا وقد يعتزلان كرة
القدم بسبب هذه الإصابات

ولمن لا يعرف فقد تعرض أوتوبيس الفريق التوجولي إلي إطلاق
النيران أثناء توجهه إلي مدينة كابيندا لأداء مباريات في البطولة الإفريقية الأخيرة
بأنجولا مما ترتب عليه انسحاب المنتخب التوجولي من البطولة وذلك عقب طلب رئيس توجو
وكل المسئولين والجماهير هناك بعودة الفريق إلي بلادهم من جديد خصوصا بعد استمرار
تهديد الجماعات الانفصالية هناك بشن مزيد من الهجمات لإفساد البطولة وزعزعة النظام
والاستقرار في أنجولا ورغم أن بعض الأصوات داخل الفريق طالبت ببقاء الفريق في
البطولة إلا أن الصوت الأعلي كان لنجوم الفريق وعلي رأسهم أديبيور الذي صرح بأنه
غير قادر بالمرة علي الاستمرار في البطولة وشاركه العديد من نجوم الفريق لذلك لم
يجد الفريق بدا من حزم حقائبه والعودة إلي بلاده

وانتظر المسئولون في اتحاد توجو
تعزية وتعويضا من الاتحاد الإفريقي ومواساة ومؤازرة لتوجو خصوصا بعد كلمات عيسي
حياتو لهم عقب الحادث مباشرة ورغم أن انتظار توجو استمر حتي قبل نهية البطولة بيوم
واحد إلا أن المفاجأة كانت قاسية علي توجو وشعبها وحكومتها بقرار أقل ما يوصف به
أنه قرار مفتري من اتحاد ضعيف ومهزوز يسير كله خلف شخص أو شخصين يديران دفته
فيتحكمان فيه كيفما شاءا لذلك جاء القرار باستبعاد توجو من البطولتين القادمتين
للأمم الإفريقية بل زاد علي ذلك بتوقيع غرامة مالية قدرها 50 ألف دولار علي الاتحاد
التوجولي في سابقة أعتقد أنها لم تحدث من قبل ولن تحدث من بعد..

والغريب والعجيب أن
السيد بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لم يحرك ساكنا ولم يعلق علي هذه العقوبات الغريبة
بل إنه لم يفكر في السفر إلي توجو لمواساة الضحيا مثلما يفعل مع أصغر دولة أوروبية
إذا حدث لها مكروه أو إصابة لأحد مسئوليها ولكن لأن الرجل يضمن في جيبه كل أصوات
القارة الإفريقية خصوصا بعد حملة التأديب التي شنها علي حياتو عقب خوضه انتخابات
الاتحاد الدولي قبل السابقة أمامه والتي أدبه فيها بلاتر بشدة وحرمه حتي من الحصول
علي نصف أصوات القارة الإفريقية وهو ما دعا حياتو فيما بعد إلي إعلان ولائه التام
لبلاتر حتي آخر العمر، أعود من جديد إلي قرار الاتحاد الإفريقي ضد توجو وأطلب من
الجميع أن يضعوا أنفسهم مكان الحكومة التوجولية وهي مسئولة أمام جماهيرها وشعبها عن
سلامة وأمن أبنائها لأنها من أولوياتها

وأذكر أن هذا الحادث لو تعرض له الفريق
المصري لا قدر الله أو الجزائري أو الكاميروني أو النيجيري أو غيرها لا سمح الله من
هذه الدول هل كان الاتحاد الإفريقي سيجرؤ علي اتخاذ مثل هذا القرار الجائر والمفتري
أم أنه كان سيحسبها مليون مرة قبل اتخاذ مثل هذه القرارات الظالمة والبعيدة عن
اللياقة والاحترام وي أصول أو ذوق.

< أخيرا وبعد سنوات طويلة تنبه المسئولون في الاتحاد الإفريقي إلي
أنه من الأفضل إقامة بطولة كأس الأمم في السنوات الفردية وذلك حتي لا تتعارض مع كأس
العالم وهو قرار سنعلن مدي صحته من فشله مع بدء هذا النظام ولكن ما أصابني بالذعر
هو قرار الاتحاد الإفريقي بأن يبدأ هذا النظام مع عام 2013 ي بعد أقل من عام علي
نهية بطولة عام 2012 والتي ستقام في الجابون وغينيا الاستوائية ويعني ذلك أنها
ستكون بطولة مرهقة للغية ومعني ذلك يضا أن الفرق ستخرج من نهائيات 2012 لتدخل
مباشرة في تصفيات 2013 والتي من المعتاد أن تستمر عاما كاملا

لذلك أتساءل وارجو أن
أجد اجابات لتساؤلاتي عن توقيت إقامة التصفيات وهل ستكون بنظام المجموعات كالعادة؟
واتساءل يضا عن تصفيات كأس العالم 2014 متي تبدأ ومتي تنتهي؟ أم أن البطولة
الإفريقية ستكون هي المؤهلة لكأس العالم وأسئلة كثيرة تحتاج لإجابات ولكن وبكل أسف
لن نجد لها ي إجابات لأنها باختصار لا توجد لدي المسئولين الجهابذة في الاتحاد
الإفريقي لكرة القدم.