لماذا لا يعتزل مبارك وشحاتة وعادل إمام؟!بقلم/
محمد حمدى
الثلاثاء، 23 فبراير 2010 - 12:13
حقق حسن شحاتة مع المنتخب الوطنى إنجازا غير مسبوق على مستوى العالم
بالفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية، وهو إنجاز لم يحدث من
قبل فى أى بطولة قارية، أى أنه بالمعنى الكروى حقق أقصى ما كان يطمح إليه،
وفى مثل هذه الحالات وعندما يحقق المدربون بطولات كبرى، يتخذون أصعب قرار
فى حياتهم، وهو الاعتزال بعد الإنجاز.. سواء بالتوقف والتحول إلى مهن أخرى
قد تكون التحليل الرياضى فى التليفزيونات أو الكتابة الرياضية فى الصحف،
أو حتى التدريب فى فرق ومنتخبات بديلة.
والهدف من هذا الاعتزال أو تغيير النشاط أن المدرب يكون قد قدم أعظم ما
لديه من فكر وإنتاج عملى، كما أنه يتحول إلى كتاب مفتوح هو وفريقه،
وبالتالى تزداد مهمته صعوبة، فى المسابقات التالية، لذلك يختار المدربون
إنهاء مسيرتهم ببطولة كبيرة كما فعل إميل جاكيه عقب قيادة فرنسا للفوز
بكأس العالم لكرة القدم 1998.
وحين يستقيل المدرب عقب تحقيق بطولة جديدة فإنه يفتح الطريق لمدرب بديل
وأفكار جديدة، وهو ما يتوافق مع سنة الحياة القائمة على التغيير المستمر،
وما ينطبق على الرياضة يطبق فى معظم مجالات الحياة لذلك نجد معظم دول
العالم تحدد المدد الرئاسية بفترتين على الأكثر حتى تفسح المجال لوجوه
شابة وأفكار مبتكرة، حرصا على استمرار المسيرة البشرية وتطورها.
لذلك فإن المطالبة بتعديل المادة 77 من الدستور التى تسمح لرئيس الجمهورية
بالاستمرار فى الترشيح للرئاسة إلى ماشاء الله، مطلب مشروع أيضا، وإذا كنت
أنا شخصيا أرى أن الرئيس حسنى مبارك له الكثير من الإنجازات، وأعاد خلال
سنوات حكمه بناء المرافق الأساسية للبلد، ووضعها على طريق الديمقراطية،
وسمح بحرية غير مسبوقة منذ ثورة يوليو 1952، لكن بقاءه فى الحكم 29 عاما
هو أمر ينافى الطبيعة البشرية، والديمقراطيات الحديثة، والنضال البشرى على
مدار التاريخ لتداول السلطة.
فى الفن أيضا أشعر بإشفاق على النجم عادل إمام، فقد كان ممثلا كبيرا
وعظيما، لكن حين شاهدته آخر مرة فى فيلم بوبس أحسست أننى أمام حطام فنان،
تجاوزه الزمن، ولم يعد مناسبا للتمثيل، أو على الأقل البطولة المطلقة التى
يحرص عليها.
ولكل هذه الأسباب فإننى أدعو الرئيس حسنى مبارك والكابتن حسن شحاتة والنجم
عادل إمام إلى الاعتزال، ليس لأن القادم أفضل منهم بالضرورة، ولكن لأن
التغيير سنة الحياة، ويجب أن يتقدم آخرون ومن أجيال مختلفة فى كافة
المقاعد الأمامية فى السياسة والرياضة والفن، وغيرها.. فهكذا تجرب الأمم
وتغير.. فتتغير وتتقدم.