مشكلة.. مجتمع! بقلم/
حسن المستكاوى
23 فبراير 2010 09:46:36 ص
** أنا أم لطفل هو عمر (13 سنة) ومن منطلق إيماني العميق بأهمية الرياضة فى التنشئة
السليمة للإنسان فقد مارسها ابني منذ كان فى الرابعة من عمره فأدخلته مدارس
السباحة، وضاعفت من مرانه بالدروس الخاصة ثم لعب بفريق نادي الشمس لكرة الماء وهو
فى السابعة وحرصنا دائما على مواعيد التدريب، وقد كانت لها الأولوية على المذاكرة
ولكن تدافع مدير الفريق على إضافة كل يوم عدد مستجد من الأولاد حتى بلغ عدد الفريق
60 لاعبا مع أن اللعبة تمارس بستة لاعبين فقط وحارس مرمى.
وبالطبع دخلت
الواسطة والمجاملات وغابت المعايير فى اختيار اللاعبين.. وهكذا تركنا السباحة وكرة
الماء وتوجهنا إلى لعبة التنس.
وفى الصيف الماضى دخل عمر مدرسة التنس لنجد
المدرب يأخذ 4 أولاد فى الساعة بمعدل 15 دقيقة لكل لاعب ووجدنا أنه لن يتعلم بهذه
الطريقة فبدأنا مشوار التدريب الخاص، نفس المشوار بما فيه من انتهازية، وبعد
التجربة مع عدد من المدربين توصلنا إلى مدرب جيد وبعد التوسل وافق أن يعطيه الساعة
بـ40 جنيها (30 للمدرب + 10 ايجار الملعب) واستمررت على هذا المعدل بحيث يحصل على
حصتين فى الأسبوع بمعدل 320 فى الشهر + 2 جنيه للولد الذى يجمع الكور فى المرة أى
يكلفنى دروس التنس 350 جنيها شهريا وهذا أقصى ما أستطيع دفعه.
هل تصدقني
إذا قلت لك إننى أوفر من ثمن الأكل كى أوفر ثمن دروس التنس، فالرياضة عندي أهم من
الأكل.
***
** بعد كل هذه المعاناة أكتب إليك اليوم لأشتكى من
إدارة نادي الشمس التى بقرار سيادي متعنت قامت برفع ثمن إيجار الملاعب إلى الضعف
فبدلا من عشرة جنيهات قيمة إيجار الملعب تمت مضاعفة الإيجار إلى عشرين جنيها.. ودار
بيني وبين رئيس النادي حوارا حول قيمة الإيجار ولم نصل إلى نتيجة بسبب الديون التى
يجب أن يسددها النادي.. ألا يمكن أن يتدخل المجلس القومي للرياضة.. أرجوك لا تذكر
اسمي؟!
***
** حذفت الاسم.. واختصرت الكثير من الرسالة، لكنها قضية
مهمة فهي مشكلة آلاف الأسر المصرية التي ترى في الرياضة حلا وحماية للأبناء. ولكن
الممارسة مكلفة، بعد أن أصبحت الأندية مسئولة عن صناعة المواهب، قبل أن تكتشفها
الاتحادات.
وهى مشكلة معقدة لأن الرياضة نشاط مهم، ولكنه يمثل قمة الرفاهية
عند شعب يعانى من أجل الرزق والعمل والتعليم والصحة. وأسوأ ما فى قصتك هؤلاء
الانتهازيون من المدربين الذين يفرضون على الأسرة رسوما إضافية، من أجل التدريب
الخاص، وهو يساوى الدرس الخاص فلا تدريب عاما ولا تعليم عاما لكن ماذا تفعلون يا
أولياء الأمور هل تضحون بممارسة أبنائكم للرياضة أم ترضخون للابتزاز خاصة أن
الأندية تغض النظر عن هذا الفساد.. إنها مشكلة مجتمع وليست الأسرة وحدها؟!