الإسلام وذل المسلمين
من التهم الباطلة التي يروجها الغرب وأعداء الإسلام أن الإسلام
إنتشر وتقدم بقوة السلاح وأن السيف هو الذي أخضع شعوب أفريقيا وآسيا
واحداً بعد الآخر وجعلهم مسلمين ونحن في هذا البحث القصير لن ندخل بتفاصيل
وإستشهادات تاريخية تكذب هذه المقولة ولكن نقول بشكل إجمالي أن المبشرين
المسحيين بالأخص قاموا بتلفيق هذه التهمة ونشرها دون أن يلتفتوا أو تعمدوا
أن لا يلتفتوا إلى فقه الجهاد في الإسلام يعني
متى يحكم الإسلام بالجهاد ؟
وما هو مجاله ؟
وما هي أهدافه ؟
إن الحرب في الإسلام
واقعاً ليست لفتح البلدان وسفك الدماء بل لإنقاذ الناس المظلومين وإحقاق
الحق التي فقدوها فإحترقوا بنار الظلم والفساد وعبادة الأصنام والحرمان
الإجتماعي من أبسط الحقوق نتيجة تسلط الطواغيت والملوك والأكاسرة
يقول الله تعالى في كتابه الكريم
{وَمَا
لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل
لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً }
ثم أن من أهداف الجهاد القضاء على الفتن وتحقيق السلام العالمي
{وَقَاتِلُوهُمْ
حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ
انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
إضافة إلى ما تقدم فإن الله لم يأمر نبيه بالجهاد إلا بعد 13 سنة من ظلم قريش ووقوفهم بوجه الإسلام ووقوع الظلم الشديد على المسلمين
{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }
وعليه
فإن القرآن الكريم لا يجوز الحرب إلا إذا كان في سبيل الله ودفع الفتنة
والظلم عن المستضعفين وحماية حكومة الله في الأرض ولم يحمل الإسلام
أي أنسان أن يُسلم بالضغط والإكراه فما حصل أن اليهود والنصارى والمجوس
عاشوا في رحاب الدولة الإسلامية وبقوا على دينهم مع مراعاة الشروط
الإسلامية اللازمة لكي يعيشوا بأمن وسلام وفي المقلب الآخر كانت أوروبا
ترزح تحت نير محاكم التفتيش والتي إرتكبت مجازر تشيب منها الرؤوس بحق المسلمين واليهود وحتى بحق المسيحيين الذين سولت لهم أنفسهم مخالفة الكنيسة بالمقابل أيضاً نرى دولاً مثل إيران وأندونيسيا وغيرها دخلت في الإسلام
طوعاً لا كرهاً فما عدا معركة القادسية التي حصلت على أطراف الدولة
الفارسية آنذاك لم تحصل معركة كبيرة يُعتد بها في كل أنحاء إيران التي
كانت تشمل افغانستان وتصل حتى جورجيا وفق مسميات عصرنا
وقد حرّم الإسلام في حروبه أن تُرش السموم أو تقتل النساء والأطفال والشيوخ بل وحتى قطع الأشجار وتخريب العمارات والبيوت وحرمها كلها.
ووفق ما تقدم فإن تقدم الإسلام
وإنتشاره السريع كان معلولاً ليسره وواقعيته وشموله وهو لهذا ينتشر اليوم
مع قلة السلاح الإعلامي والتبشيري المتوفر لديه بالقياس لحجم وسائل اعلام
وتبشير الكنيسة المسيحية مثلاً
لقد جعل الله بعثة النبي (صلى الله عليه وسلم ) رحمة للعالمين
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }
ومشكلتنا مع هؤلاء المدعين أنهم يغمضون أعينهم عن الآيات الواردة في الكتاب المقدس مثل الوارد في سفر التثنية الفصل الثاني
" فخرج
سيحون للقائنا هو وجميع قومه للحرب إلى ياهص فدفعه الرب الهنا أمامنا
فضربناه وبنيه وجميع قومه وأخذنا كل مدنه في ذلك الوقت وحرمنا من كل مدينة
الرجال والنساء والأطفال ولم نبقي شاردا"
هذا نص واحد من عشرات النصوص التي تصور لنا حجم المجازر التي إرتكبوها تحت
مظلة الدين فهل هناك من إمكان لقياس هذا النص بأي نص قرآني
يتوضح من هذا المثال فقط وبشكل إجمالي أن هدف الجهاد الإسلامي لم يكن سفك
الدماء والإنتقام والإجبار على العقيدة بل أراد تحقيق السلام والوئام
الشامل خلافاً لأولئك الذين أشعلوا الحروب الصليبية والذين جاءوا بعدهم
والمعاصرين لنا وهم لا يستهدفون إلا الإستعمار والسيطرة ونهب الثروات إن
شعوب العالم قد تقبلت الإسلام الإسلام بل على العكس من هذا نرى أن المناطق التي حكمها الإسلام في زمان معين ثم إستولت على الحكم حكومات حاولت و تحاول ليل نهار وبكل ما لديها من قوى وإمكانات دعائية وتبشيرية هائلة لإرجاع المسلمين عن عقيدتهم ولكنها تبوء بالفشل فما أعظم هذه الطاقة الإعجازية التي تكمن في هذا الدين
لأنها وجدت فيه الإشباع الكافي لكل إحتياجاتها الفطرية لقد أصبح من غير
المعقول أن يقال اليوم بأن سيف الفاتحين مهد السبيل لإنتشار
وقد روى الإمام أبو داوود في " سننه " ، والإمام أحمد في " مسنده " ،
وغيرهما بإسنادين يقوي أحدهما الآخر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال : ( إذا
تبايعتم بالعينة ، وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد في
سبيل الله ؛ سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
في هذا الحديث الصحيح بيان للعلاج والدواء لهذا الذي حل بالمسلمين من الذل
الذي سيطر عليهم أجمعين ، إلا أفرادًا قليلين منهم لا يزالون يتمسكون
بالعروة الوثقى لا انفصام لها . لقد بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - في
هذا الحديث المرض الذي إذا حل بالمسلمين أذلهم الله ، ثم وصف لهم الدواء
والخلاص من هذا الداء ، فقد قال - عليه الصلاة والسلام - في مطلع هذا
الحديث : ( إذا تبايعتم بالعينة ) . بيع
العينة لا نريد الكلام عنه إلا بإيجاز ، هو : بيع من البيوع الربوية التي
ابتلي بها كثير من الناس في العصر الحاضر ، وهو إنما ذكره الرسول - صلوات
الله وسلامه عليه - على سبيل التمثيل وليس على سبيل التحديد ، مما يقع فيه
المسلمون فيستحقون به وبسببه أن يذلهم الله - تبارك وتعالى - ، ذكر بعض
الأمثلة في نص هذا الحديث :
أولها : بيع العينة ، ثم ثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك فقال : ( وأخذتم أذناب البقر ، ورضيتم بالزرع ) . وهذا كناية عن تكالب المسلمين
على جمع الدنيا وعلى الاهتمام بزخارفها ، ذلك الذي يصرفهم عن القيام بكثير
من الواجبات الشرعية ، وضرب على ذلك مثلاً واحدًا - أيضًا - ، فقال - عليه
الصلاة والسلام - في تمام الحديث : ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) . ( إذا تبايعتم بالعينة ) . أي : تعاملتم بالمعاملات المحرمة ومنها العينة . ( وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع
) . أي : انصرفتم عن القيام بواجباتكم الدينية إلى الاهتمام بالأمور
الدنيوية ، وكسب المال بأي طريق كان ، وأدى ذلك بكم إلى ترك الجهاد في
سبيل الله . ماذا يكون عقاب هذه الأمة حينما تقع في هذه الأمور التي لم
يشرع ربنا - عز وجل - شيئًا منها !؟
قال - عليه الصلاة والسلام - من باب التحذير : ( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، وهذا الذل المسلط على المسلمين أمرٌ لا يخفى على كل ذي عقل ، وهنا يحتاج الأمر إلى كثير من البيان ، وحسبنا تذكيرًا ما أصاب المسلمين في احتلال اليهود لفلسطين - فضلاً - عن البلاد الشامية الأخرى ، التي لا تزال الفتن فيها تترى ، ولا يزال الحكام غير المسلمين أو الحكام المسلمون جغرافيون يعيثون فيها فسادًا ، كل ذلك ذلٌ سلطه الله - تبارك وتعالى - على المسلمين ، وليس ذلك ظلم منه ، وحاشاه !
فإن ربنا - عز وجل - لا يظلم الناس شيئًا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون ، ربنا - عز وجل - يقول : ﴿ فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
﴾ . [ النساء : 160 ] . فالله - عز وجل - لما سلط الذل علينا فبظلمٍ منا ،
فهو ظلم واضح في كثير من الأمور ، وقد ضرب الرسول - عليه السلام - لنا هذه
الأمثلة الثلاثة : التبايع بما حرم الله . التكالب على حطام الدنيا . ترك
الجهاد في سبيل الله . فكانت النتيجة أن يسلط الله علينا ذلك الذل المخيم
بصورة مجسدة مجسمة في بلادنا العزيزة فلسطين ، وإذا كان هذا الذل ؛ فما
الخلاص منه !؟ وما النجاة منه !؟
الدواء الناجع للخروج من الذل والمهانة : يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي وصفه ربنا في القرآن بحق حين قال : ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ
﴾ . [ التوبة : 128 ] . قال - عليه السلام - في تمام الحديث : ( سلط الله
عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) ، فهذا هو العلاج ، قد
وصفه الرسول - عليه السلام - واضحًا مبينًا في خاتمة هذا الحديث حيث قال :
( حتى ترجعوا إلى دينكم ) .
وحينما أروي لكم هذا الحديث وأعلق بعض هذه التعليقات عليه لا آتيكم بشيء جديد ؛ لأن المسلمين
جميعًا على ما بينهم من اختلافات في العقائد وفي الفروع - كما يقولون - ،
كلهم مجمعون على أن سبب الذل الذي حل بالمسلمين إنما هو تركهم لدينهم ،
وكلهم يقولون : إن العلاج هو الرجوع إلى الدين ، هذا كله أمر معروف لديهم
أجمعين . لكن الشيء الذي أريد أن نذكِّر به ، وقد يكون أمرًا جديدًا
بالنسبة لبعض الناس ، ولكنه هو الحق مثلما أنكم تنطقون ، هذا الشيء هو :
لِمَ وصف الرسول - صلى الله عليه وسلم - الدواء لهؤلاء المسلمين
فما هو هذا الدين - هنا بيت القصيد في كلمتي هذه - ما هو هذا الدين الذي هو علاج المسلمين بنص هذا الحديث ، والمسلمون - كما ذكرنا - كلهم يقولون : على المسلمين أن يعملوا بدينهم ، لكن ما هو هذا الدين !؟
إن الشيء المؤسف أن هذا الدين الإسلامي قد أخذ مفاهيم عديدة جدًا في مسألة
التاريخ الطويل من بعد السلف الصالح - رضي الله عنهم - ، ليس فقط في
الأمور الفقهية التي يصفونها بأنها فرعية ؛ بل حتى في المسائل الاعتقادية
، وكلنا يعلم حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبرنا بافتراق المسلمين
إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة ، حين قال : ( تفرقت اليهود إلى إحدى وسبعين فرقة ،
وتفرقت النصارى إلى اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين
فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، قالوا : من هم يا رسول الله !؟ قال : هم
الجماعة ) . هذه هي الرواية الصحيحة ، وهناك رواية أخرى في سندها شيء من
الضعف ، ولكن يوجد ما يشهد لها ، ألا وهي قوله - عليه السلام - : ( هي ما
أنا عليه وأصحابي ) .
وفي الواقع هذه الرواية ليس فيها شيءٌ جديد بالنسبة للرواية الأولى إلا
التوضيح والترتيب ، فالرسول - صلوات الله وسلامه عليه - حين قال في وصف
الفرقة الناجية : ( هي الجماعة ) . فسرها في الرواية الأخرى بأنها هي التي
تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه .
إذًا : فالرسول - عليه السلام - يخبرنا في هذا الحديث أن المسلمين
سيتفرقون إلى ثلاث وسبعين فرقة ، وهذه الفرق كلها ضالة إلا فرقة واحدة ،
صفتها : ما كان عليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه ، نحن اليوم
نعيش في خضم هذا الاختلاف الكثير والكثير جدًا ، الذي ورثناه طيلة هذه
السنين الطويلة المديدة ، وكل من هذه الفرق ليس فيها طائفة تتبرأ من الإسلام ، ليس فيها طائفة تقول : ديننا غير الإسلام ، كلهم يقولون : ديننا الإسلام ، ومع ذلك - أيضًا - يقولون كلهم : علاج المسلمين هو تمسكهم بالدين .
إذًا : هذا الدين الذي تفرق فيه المسلمون إلى ثلاث وسبعين فرقة - أي :
تفرقوا في فهمه هذا التفرق الشديد - إذا كان الرسول - صلوات الله وسلامه
عليه - قد جعل العلاج إنما هو بالرجوع إلى هذا الدين ، فبأي مفهوم ينبغي
أن يفهم هذا الدين حتى يكون هو العلاج كما قال - عليه الصلاة والسلام - :
( سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) !؟
لا نذهب بكم بعيدًا في ضرب الأمثلة ، فها نحن في المثال الأول الذي نصبه
الرسول - عليه الصلاة والسلام - أول هذا الحديث ، حيث قال : ( إذا تبايعتم
بالعينة ) ، بيع العينة : المذاهب اليوم مختلفة فيه ، فمنهم من يبيحه ،
ومنهم من يحرمه ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يجعل من
أسباب مرض المسلمين
إن بيع العينة الذي ذكره الرسول - عليه السلام - في شرح هذا الحديث قد استباحه بعض المسلمين
، ولا أعني الجهلة والعامة ، وإنما أعني الخاصة وبعض المؤلفين والمصنفين
من القدامى والمحدَثين ، ذكروا أن بيع العينة بيع حلال ، وهو داخل في عموم
قوله تعالى : ﴿ وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا ﴾ . [ البقرة
: 275 ] . لكن هذا الحديث يبين لنا أن بيع العينة ليس مشروعًا بل هو محرم
، ولذلك جعله سببًا من أسباب استحقاق المسلمين للذل .
إذًا : معنى هذا الحديث أنه لا يجوز بيع العينة ، فإذا أردنا أن نرجع إلى
ديننا ليعزنا ربنا - عز وجل - ، ويرفع الذل الذي سيطر علينا ، فنبيح بيع
العينة أم نحرمه !؟ لابد أن نحرمه ، وهذا التحريم جاء في حديث ، لكن
تحليله جاء في بعض الروايات وبعض الأقوال .
إذًا : حينما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم - في آخر الحديث : ( حتى
ترجعوا إلى دينكم ) ، إنما يعني الدين المذكور في القرآن والمفصل في حديث
الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، الدين كما قال - عز وجل - : ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ ﴾ . [ آل عمران : 19 ] ، وقال : ﴿ الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ . [ المائدة : 3 ] . وقال : ﴿ وَمَنْ
يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ . [ آل عمران : 85 ] . إلى آخر الآيات .
إذًا :
الدين الذي هو العلاج هو الاستسلام ، لكن الإسلام قد فهم على وجوه شتى في الأصول - في العقائد - فضلاً عن الفروع.
المستذلين بسبب ما ارتكبوا من مخالفات لدينهم ، وصف لهم الدواء بأن يرجعوا إلى دينهم !؟
واستحقاقهم الذل أنهم يتبايعون بالعينة ، فإذًا بأي منهج وبأي مفهوم للدين
يجب أن نفهم هذا الدين حتى يكون عبادة وسببًا لخلاصنا من هذا الذل الذي
سيطر علينا !؟